التونسية (تونس) بدأ العدّ التنازلي لشهر رمضان ومع اقترابه بدأت بعض العائلات التونسية تعدّ العدة لاستقباله سواء بطلاء المطبخ أو اقتناء أوان جديدة وهناك من بدأ في اقتناء مواد استهلاكية يكثر استعمالها خلال الشهر الفضيل. «التونسية» قامت بجولة وسط العاصمة للوقوف على بعض استعدادات التونسي لرمضان ويبدو أن وضع المغازات والفضاءات التجارية الكبرى أفضل بكثير من الأسواق الشعبية ،ففي المساحات الكبرى كانت «اللهفة» لتخزين المواد الإستهلاكية من معجنات ومواد غذائية هي السمة المشتركة بين عديد التونسيين وقد برّر البعض ذلك بارتفاع درجات الحرارة ومشاق الصيام التي قد تمنعهم من التبضع والتجول بأريحية، في حين أكدّ عدد كبير من المواطنين انّ «غلاء» المعيشة وارتفاع الأسعار و ارتباطهم بصرف الرواتب يجعلهم يؤجلون اقتناء حاجياتهم شعارهم في ذلك «كل يوم ويومو». «الكيلو بدينار» ،«الأواني بدينارين» هكذا تعالت أصوات الباعة في سوق باب الخضراء في محاولة منهم لاستمالة المواطنين،كانت الحاجة «ربح الغربي» بصدد شراء كمية من التوابل والفلفل الأحمر ،تقدمنا منها وسألناها هل هي «عولة رمضان» فقالت: «اقتني عادة التوابل مبكرا لأن استعمالها يكثر في رمضان بحكم لجوء اغلب العائلات الى تصنيف عديد الاكلات» وأضافت أنها مصابة بالقلب وهي لا تستطيع الذهاب الى السوق في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة ،وبينت انها عادة ما تكتفي باقتناء الخضر واللحوم من حيها لأنها تفضلها طازجة وغير مجمدة كما يفعل البعض. وأكدت الحاجة ربح أنها لاحظت وجود لهفة على بعض المنتوجات... معتبرة ان الإمكانيات هي التي تحدد مشتريات كل شخص ، فكلما توفر المال كلما كان باستطاعة المستهلك شراء ما يحلو له من غلال ولحوم ...في حين ان «الزوالي» يكتفي بميزانيته البسيطة والتي لا يمكنه من خلالها الإفراط في اقتناء كل ما يحلو له. وكشفت أنّها تتقاضى جراية العائلات المعوزة وبالتالي فهي تحاول قدر الإمكان اقتناء اللوازم الأساسية خاصة في ظلّ غلاء أسعار عديد المنتوجات. على قدر الحاجة أما محمد سعيد العجيمي صاحب مطعم، فاعتبر أنّ التونسي يساير «مكتوبه» فإن توّفر المال فهو يقتني وان لم يتوفر المال فهو يعزف عن الشراء حتى وان توجه الى السوق فإنه يشتري كميات ضئيلة تكاد تفي بالحاجة. وأضاف أن اغلب المستهلكين يستعدون لرمضان ،مبينا أن هناك منتوجات شهدت قفزة في الأسعار ومن ذلك «القارص» فقد كان منذ مدة ب500 مليم وأصبح ثمنه الآن 3 دنانير،مبينا أن أسعار الفلفل والطماطم في انخفاض ولكن تظل أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة جدا وتقريبا ليست في متناول العائلة التونسية. الحاجة زهرة حمزاوي،كانت تجلس على كرسي منحه اياها احد التجار بعد أن أنهكها التعب،كانت تراقب حركة المحيطين بها، تنهدت تنهيدة من الأعماق عندما سألناها عن رمضان ،ثم قالت :«رمضان لم يعد مثل ايام زمان ،يا حسرة ،على رمضان، لقد تغيرت الكثير من الأمور ،وبينت محدثتنا أنها لم تجهز «قضية» رمضان كالتوابل والعولة بل تكتفي باقتناء 100 غرام هريسة عربي وعلبة طماطم وما تيسر من خضر...مبينة أنها كانت «تتفنن» في إعداد عديد الأكلات كطاجين الملسوقة ...ولكن بحكم ارتفاع الأسعار فقد أصبحت تكتفي بالضروريات. واعتبرت أن المال لم يعد يفي بالحاجة فعشرة دنانير لم تعد تكفي. شطط في الأسماك وانتقد خميس،موظف، غلاء الأسعار وخاصة الأسماك التي لم تشهد، وفق تعبيره، أي تراجع في الاسعار، مبينا أنها ظلت دائما في «العلالي»، وقال إن بعض المنتوجات المقترنة برمضان كالخضر الورقية والغلال في ارتفاع ومن المنتظر أن ترتفع أسعارها أكثر مع حلول رمضان. وأوضح السيد النوري، أنّ التونسي بات يتصيد الفرص المناسبة لاقتناء بعض المنتوجات وخاصة تلك التي تشهد انخفاضا في الأسعار لكي يستعملها في رمضان ،معتبرا ان الحل في التجميد، ملاحظا أن أغلب المنتوجات يمكن تجميدها كاللحوم والأسماك . وكشفت الحاجة مفيدة أنها تقوم بطلاء المطبخ واقتناء أوان جديدة لاستقبال الشهر الفضيل ،أما المواد الاستهلاكية فهي تفضل عدم اقتنائها مسبقا لأنها متوفرة في الأسواق، كما أكدت انها تقتني ما تحتاجه و«كل يوم ويومو» فحتى الشربة التي لاحظت لهفة كبيرة عليها من قبل البعض فهي تقتنيها فقط يوم تحتاجها معتبرة انها متوفرة وانه لا داعي للهفة. ولاحظت السيدة حياة بن ذيب أن إرتفاع الأسعار اثر كثيرا على مستوى الإقبال، فرمضان لم تعد لديه نكهة ،مبينة ان الاسعار في رمضان ستزداد شططا وفق تعبيرها مؤكدة ان العشرين دينارا لا تملأ قفة . ودعت إلى الرفق بالمستهلكين ،مبينة أن ما نسمعه عن انخفاض الأسعار لم ينعكس على قفة التونسي مرجحة ارتفاع أسعار البيض والدجاج مع حلول شهر رمضان. كما قالت انّ الغلال متوفرة ولكنها تظل باهظة الثمن و«رغم انها بلا نكهة فإن أسعارها من نار» . اقتناءات مبكرة من جانبها أكدت السيدة منى ،ربة بيت انّها اقتنت المعجنات وبعض المواد الإستهلاكية من زيت وطماطم بصفة مبكرة ملاحظة وجود اكتظاظ في بعض المغازات وان عديد المواد نفدت من الرفوف. تقول منى:«ألجأ إلى توفير ما أستحقه من منتوجات لإعداد طاولة رمضان تجنبا للزحمة في الايام الاولى من الشهر الفضيل فحتى «المعدنوس» اغسله واخزنه في الثلاجة ، وكذلك اللحم والسمك والدجاج وبذلك أضمن توفر المواد الأساسية في البيت». واعتبرت ان شراءاتها ستقتصر على بعض المشتريات اليومية والتي لا يمكن تخزينها مثل الخضر الورقية والغلال. في المقابل اعتبر بشير تاجر انّه لا توجد حركية كبرى في السوق، فالإقبال على الآواني لا يزال ضعيفا مؤكدا أن التونسي يقتني الضروريات وان عمليات الشراء مقترنة بالرواتب فعندما تصرف الرواتب يتضاعف الإقبال على الكماليات. وقال إنّ اغلب المنتوجات متوفرة ولكن «الشاري»غائب، معبرا عن أمله في أن يتحسن الاقبال في رمضان . وأضاف ان نشاطهم يتغير حسب رغبات الحريف وبحسب المنتوجات الأكثر رواجا ففي رمضان يكثفون من عرض أواني «الشربة» التي تكون بأثمان زهيدة. وفي نفس السياق ،قال الهادي بائع أواني إن تتالي المناسبات من أعياد ومولد نبوي شريف ...انهكت التونسي ...ملاحظا أن غلاء المعيشة أثرّ على قفة التونسي فلم تعد قفته ملآنة بالمنتوجات التي يشتهيها من خضر وغلال ولحوم بل تتضمن الضروريات وهو ما يجعل التونسي يركز على الأولويات ويستغني عن الكماليات من أوان وأوعية طبخ.