انطلق الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بداية من يوم الجمعة الماضي في القيام بمساعي جدية ومكثفة لتنقية الأجواء الاجتماعية داخل عدة قطاعات وخاصة ملف التعليم الأساسي وانقاذ مناظرة «السيزيام». وجاءت هذه المساعي إثر اجتماع هام للمكتب التنفيذي لقيادة الاتحاد تمّت فيه مناقشة الوضع الاجتماعي في البلاد وكيفية ايجاد الحلول لجملة من الإضرابات المنتظرة في الفترة القادمة وخاصة في قطاع الصحة والمالية والعدلية . وفي هذا الإطار كان لحسين العباسي لقاءان هامّان مع رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وكذلك مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد تم خلالهما التطرق إلى سبل تنقية المناخ الاجتماعي خاصة بالنسبة للفصل 2 من قانون الوظيفة العمومية الذي يعتبر حجر عثرة من أجل تهدئة الوضع الاجتماعي في قطاعات الصحة والمالية والعدلية والتي ستدخل في إضرابات للمطالبة بتمرير هذا الفصل على مجلس نواب الشعب والمصادقة عليه . ومن أهم الملفات المطروحة ملف التعليم الأساسي حيث من المتوقع ايجاد حل حقيقي للأزمة بداية من يوم الثلاثاء القادم ومن المنتظر الإعلان عن مبادرة لحل الملف وستنعقد اليوم الأحد هيئة ادارية للتعليم الأساسي برئاسة حفيظ حفيظ ستنظر في كيفية مواجهة الأزمة حيث هددت الاطارات النقابية للتعليم الأساسي بالتصعيد نتيجة القرارات الأخيرة للحكومة والمتمثلة في الارتقاء الآلي للتلاميذ وكذلك خصم خمسة أيام للمعلمين المضربين . وتنعقد يوم الأربعاء القادم هيئة ادارية للصحة وستتخذ قرارات جديدة لم يتم الإعلان عنها بعد . وفي نفس الوقت تواجه قطاعات التكوين المهني والتشغيل والثقافة أزمة حقيقية على مستوى الحوار ونتائجه حيث بقيت المفاوضات دون نتائج . فهل يتم تجاوز هذه الإشكاليات العويصة لاسيما مع بوادر لارادة بين رئيس الحكومة والامين العام لاتحاد الشغل لحلحلة الملف الاجتماعي وتجاوز الاختلافات في وجهات النظر!؟
