بعد تعثر المفاوضات الاجتماعية بين الاتحاد العام التونسي للشغل و الحكومة و فشل إرساء حوار اجتماعي جدّي وبنّاء يكرس سنّة التشاور والتخاطب بين الأطراف الاجتماعيين و يؤسّس لمناخ سليم في مواقع العمل , تراشق الطرفان التهم حول فشل المفاوضات و حمّل كل طرف الآخر مسؤولية إجهاض المفاوضات في مهدها الذي أسفر عن تنفيذ ثلاث إضرابات غدا في ثلاثة قطاعات تعتبر حساسة وهي التعليم الأساسي و العدلية و الأطباء و الصيادلة , و في هذا الإطار عقدت صباح اليوم النقابة العامة للتعليم الأساسي ندوة صحفية بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل الكائن بنهج محمد علي بالعاصمة لتفسير الاسباب التي تقف وراء اصرارهم على تنفيذ الإضرابات. و حضر الندوة الصحفية كلا من السيد " حفيظ حفيظ " الأمين العام المساعد للاتحاد و السيد " الطاهر ذاكر " كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي و السيد " المستوري قمودي " عضو نقابة التعليم الأساسي ... الحكومة تماطل و تستخف بالاتحاد هاجم السيد حفيظ حفيظ في مداخلته الحكومة الحالية و أكد أنها تنتهج سياسة المماطلة في التعامل والتواصل مع الاتحاد العام التونسي للشغل و أضاف ان تعاملاتها مع المنظمة الشغيلة غير جدية و ارجع ذلك إلى امتناع بعض الوزراء من بينهم وزير الصحة و وزير التربية و وزير الإصلاح الإداري على التوقيع عن مشاريع مطالب تقدمت بها بعض النقابات المنضوية صلب اتحاد الشغل . ووصف حفيظ عدول الوزراء عن التوقيع على المطالب بعد سويعات من موافقتهم عليها بالسابقة الخطيرة معلنا انه أمر مرفوض و لا يمكن السكوت عنه . و افاد حفيظ ان الحكومة تنتهج سياسة ربح الوقت و تستخف بالاتحاد و النقابات التابعة له مضيفا ان هذه الممارسات هي استراتيجية ممنهجة لإرباك عمل الاتحاد و ابرز انها تخلق جوا من انعدام الثقة بينه و بين الحكومة . و دعا حفيظ الحكومة الى الالتزام بتعهداتها و احترام الاتفاقيات المبرمة بينها و بين الاتحاد معلنا في الوقت نفسه وقوفهم الدائم في صف نضال القطاعات على غرار التعليم الأساسي و العدلية و الأطباء و الصيادلة معلنا تاييدهم الكامل لاضراباتهم المزمع تنفيذها غدا و بعد غد . الحكومة تعمق التوتر الاجتماعي و من جانبه نبه السيد الطاهر ذاكر الى خطورة انزلاق البلاد في حرب اهلية خاصة مع تفشي ظاهرة العنف التي تاتيها بعض المجموعات التي قال عنها انها تصول و تجول في المقابل الحكومة لا تحرك ساكنا بينما تمارس العكس في التحركات التي تقوم بها قوى المجتمع المدني و الأحزاب السياسية و المعطلون عن العمل و جرحى الثورة ..., و قال ذاكر ان قانون الغاب أصبح سائدا , و دعا الجميع الى التحرك و التكاتف لمقاومة هذا الانفلات قبل فوات الاوان . و اقترح ذاكر ان تأخذ الحكومة على عاتقها مهمة تقليص التوتر الاجتماعي و تجد مناخا جيدا للاستثمار و لتطوير اقتصاد البلاد لكنه استطرد قائلا : " لكن في الواقع تعمل عكس هذا و تريد ان يتواصل التوتر الاجتماعي و تعمل على تعميقه ".