في حدود الساعة السادسة و08 دقائق من صباح الثلاثاء استفاقت منطقة العمايم من معتمدية الفحص على حادث اصطدام بين القطار رقم 6/52 الرّابط بين الدهماني وتونس والتابع للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية وشاحنة ثقيلة مما أدى إلى خروجه عن مساره . حصيلة الحادث الأولية تتمثل في وفاة 18 شخصا وأكثر من 70 جريحا منهم 14 قتيلا توفوا على عين المكان ، وتفيد معطيات شهود العيان أن شاحنة من الوزن الثقيل اجتازت تقاطع السكة لتصطدم بالقطار وهو ما أدى إلى خروجه عن مساره وانقلاب العربات الأمامية مما أفضى إلى حالة فزع كبرى جعلت العديد من المسافرين يتدافعون للخروج عبر النوافذ . وأفاد شهود عيان أن القطار لم يكن يسير بسرعة كبيرة وهو ما خفف من وطأة الإصطدام مؤكدين أن «الكارثة» كانت ستكون أكبر لو كانت سرعة القطار أعلى . و قال المكلف بالاتصال بالشركة الوطنية للسكك الحديدية حسان الميعادي أن المعطيات الأولية أبرزت أن الأسباب الرئيسية للحادث تعود لعدم احترام سائق الشاحنة لعلامات التقاطع مشيرا إلى أن هذا التقاطع لا تتوفر فيه المقاييس الضرورية لوضع الحواجز. ونفت الرئيسة المديرة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية انعدام وجود إشارات بنقطة التقاطع التي حصل حينها الحادث مشيرة إلى أن الاقتصار على وضع علامة دون تركيز حواجز آلية يعود إلى طبيعة هذه الطريق التي تصنف كطريق ثانوية . أعوان يحمّلون الشركة المسؤولية ورغم نفي إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية لتحملها مسؤولية الحادث أكد كريم شقرون سائق قطار بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية ويعمل على الخط الذي يربط بين العاصمة والقلعة الخصباء بولاية الكاف إنّ هذا الخط شهد سابقا العديد من الحوادث، وانّ الأعوان طالبوا بضرورة إيجاد حل لهذا الخط. وقال السائق في تدخل إذاعي إن الشاحنة اصطدمت بالقطار لأنّه لا وجود لأية إشارة توقّف في التقاطع الذي وقع فيه الحادث وهي منطقة فلاحية تمر منها يوميا عديد الشاحنات، مؤكّدا أنّه من غير المعقول أن تكتفي الشركة بوضع إشارة توقف لحماية قطارا يحمل على متنه مئات المسافرين. وأكّد عون الشركة ان تصريحات المسؤولين التي تفيد بوجود اشارات توقف لا اساس لها من الصحة، مبينا أنّ حادثا مماثلا جد السنة الفارطة في شهر رمضان بنفس الطريقة تقريبا الا انّ المسؤولين لم يحركوا ساكنا، على حد تعبيره، مطالبا بضرورة تحسين البنية التحتية ووضعية السكك المتردية والعربات التي تعرض سلامة المسافرين الى الخطر، حسب تعبيره، مؤكّدا انّ تفقد السكك يتم مرة كل 15 يوما فقط . سائق الشاحنة من بين الناجين مفارقات القدر أن سائق الشاحنة التي تسببت في الحادث كان من بين الناجين حيث قام مباشرة بتسليم نفسه للسلطات الأمنية بالجهة التي هرعت على عين المكان رفقة الحماية المدنية وتعزيزات من وزارة الصحة لنقل المصابين وانتشال الجثث التي تمت في ظروف صعبة نتيجة رفع العربتين المتضررتين . في المقابل أسفر الحادث عن وفاة سائق القطار «عمر الوسلاتي» الذي تفصله عن التقاعد أشهر قليلة على عين المكان بعد 30 سنة قضاها على متن قطارات السكك الحديدية وكما أصيب معاونه «وليد الماجري» الذي تمت إحالته مع بقية الجرحى إلى مستشفيات شارل نيكول بالعاصمة ومركز الحروق البلغية ببن عروس والقصاب وسهلول بسوسة وزغوان. وذكر مراسل «التونسية» نجيب البركاتي الذي كان على متن القطار أن الحادث أدى إلى تناثر الجثث حيث كان مشهد الأشلاء الآدمية مروعا على جانبي العربات التي أصيبت بضرر بالغ وفق تعبيره مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف والتعزيزات الأمنية توافدت من كل المعتمديات المجاورة لتأمين عملية نقل الجرحى في أسرع وقت . وقد أعلنت وزارة النقل مباشرة إثر الحادث عن تكوين خلية أزمة وفتح تحقيق لتحديد المسؤولية في هذا الحادث الأليم . قائمة المتوفين الذين تم التعرف إليهم عادل بن الشاذلي (25 سنة من بوعرادة) وأمير المنفوخي الرياحي ملازم أول بالجيش الوطني وفتحي بن عمر الرياحي وعمر الوسلاتي (سائق القطار) ومحمد القماطي وجمال الجبالي وعلي الوسلاتي وحسن النوري وهو طالب من مواليد 1986 وعمر بن محمود الوسلاتي وهيثم بن المنجي وهشام بن ضياف وجمال المرواني وسليم بن عبد الله القرامي (من مواليد 1998) .