أكدت روضة السمراني رئيسة جمعية «دار تونس» ل «التونسية» انّه يوجد حوالي 3 ألاف متشرد في تونس، معتبرة أن عدد الاشخاص فاقدي المأوى في ارتفاع بسبب غلاء المعيشة وعجز البعض عن دفع الإيجار . وقالت إن الجمعية تسعى إلى بناء مقرّ لإيواء المتشردين بكلفة مليار ونصف مرجحة أن يكون المقرّ وسط العاصمة تونس. وأضافت أنّ الجمعية تلقت سابقا العديد من الوعود من رجال أعمال لتوفير أرض لبناء المركز وأنه إلى حدّ الآن لا يوجد أية مساعدات رسمية في هذا الصدد. وأكدّت السمراني أنّ فكرة بناء مركز للمتشردين كانت منذ سنة 2004 وأن المشروع تعطّل لعدة أسباب من بينها أنّ النظام السابق كان يرفض التصريح بأن هناك متشرّدين في تونس. واضافت أنّ 70 بالمائة من المتشردين من الرجال و30 بالمائة من النساء والأطفال. وقالت إنّه حسب الزيارات الميدانية التي قامت بها جمعية «دار تونس» فإنّ المتشردين من مختلف الفئات الإجتماعية، ومن بين الحالات التي عاينوها أستاذ جامعي يعيش متشردا منذ 30 سنة وكذلك صحفية تلقّت صدمة نتيجة وفاة ابنها أمامها وهي تعيش حاليا بين محطتي «باردو» و«السعيدية»، وبينت رئيسة الجمعية انّ هناك عائلات تتكون من الاب والام والأطفال يعيشون في الشارع لأنهم لا يملكون مأوى ولا يستطيعون كراء منزل. واضافت أن هناك عدة أسباب تجعل من الشخص متشردا ويعيش في الشارع من بينها الأسباب المادية والإجتماعية والنفسية . وأشارت إلى أن أصغر شخص عثروا عليه هو رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر كان موجودا تحت شجرة في حديقة «حي النجاح» ببنزرت وقد تمّ إشعار مندوب حماية الطفولة. وقالت روضة إنّه يوجد كذلك طفل عمره 7 سنوات يعيش حاليا في محطة برشلونة وهو مولود خارج إطار الزواج مبينة ان عائلة الأم رفضته وكذلك عائلة الأب التي لم تشأ الإعتراف به، وشددت على أن هذا الطفل يعتبر انّ الأكشاك المحيطة بالمحطة بمثابة عائلته اذ أن أحدهم يطعمه وآخر يشتري له الملابس وقالت ان التجار هناك يعطفون عليه...وأكدت انه رغم محاولات الجمعية المتعددة انتشاله من الوضع الذي هو فيه ونقله إلى مركز إيواء فإنه يرفض الإنتقال الى مكان آخر ومتمسك بالبقاء في المحطة. وقالت روضة انّ من بين الحالات التي عثروا عليها إمرأة تبلغ من العمر 47 سنة تعيش في الشارع منذ 19 سنة ،مضيفة أنها بحكم الفترة الطويلة التي قضتها في النوم في العراء مرضت وباتت تعاني من مرض السرطان. وكشفت رئيسة الجمعية أنّ عديد المتشردين يموتون وحيدين وتحت الحائط ومثال ذلك قصة «عم ساسي» (81 عاما) من الجنوب التونسي الذي قضّى فترة طويلة في الشارع إلى أن مات وحيدا مبينة أنه عندما اكتشفوه وأرادوا اسعافه بشربة ماء لفظ أنفاسه الأخيرة. وقالت روضة إنه من المؤلم ان يحضر في جنازته 4 أشخاص من الجمعية في حين انّه قد تكون لديه عائلة وأولاد في الجنوب. وأكدت أنّ مركز إيواء المتشردين الذي تنوي الجمعية إحداثه سيأوي 100 شخص في البداية ،مبينة انه لن يكون مجرّد فضاء للنوم بل سيتم تعليم المتواجدين فيه حرفة والتنسيق مع الجمعيات التنموية لتمكنهم من مشاريع صغرى، وقالت إن هؤلاء الاشخاص لن يغادروا المركز إلا بعد ان يتمكنوا من بناء أنفسهم ومجابهة الحياة ثم يحلّ محلهم أناس آخرون. وبينت أنّ المتشردين عدة أصناف وان الجمعية ستعمل على تصنيفهم قبل إيوائهم ملاحظة ان هناك من يعاني من ضغوط أو أمراض نفسية تحتم توجيهه إلى الرازي ومن بينهم أيضا من ينشط في مجال المخدرات والزطلة وهؤلاء عادة يختارون الشارع طواعية ويرفضون التوجه الى أي مركز. واعتبرت روضة أنّ العائق الأساسي لتطوير أنشطة الجمعية هي الموارد المالية مبينة أنّ التبرعات تقلصت كثيرا في الأشهر الماضية .