كانت وعود أصحاب القرار في الترجي الرياضي في نهاية الموسم المنقضي واضحة وكذلك جريئة لأنها حمّلتهم مسؤولية كبيرة تجاه الأحباء ، فقد وعدوا بانتدابات قيّمة وتعزيزات مدروسة تؤثث للفريق الجديد والعتيد الذي خططوا لبنائه حتى يستعيد النادي إشعاعه ويسترجع لقبه المحلي الذي يفتح له مجددا أبواب المشاركة في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية على مصراعيها... وانطلقت عملية تقييم المجموعة وتحديد النقائص والسلبيات وبالتالي الإحتياجات وتمّ على إثر ذلك اختيار أسماء اللاعبين القادرين على إفادة الفريق طبقا للمراكز التي يحتلونها ونقاط قوتهم لتبدأ الإتصالات والمساعي الرامية إلى ضمّهم إلى الفريق فكانت الصفقة الأولى مع لاعب دولي نيجيري شاب قادر على اللعب في كل مراكز الخط الأمامي ويتنبأ له الملاحظون بمستقبل كروي كبير وهو بولبوا وتلتها صفقتان متتاليتان في ظرف وجيز لكل من شاكر الرقيعي وحسين الربيع، الأول صاحب خبرة وقدم في الموسم المنقضي مستوى رائعا مع الترجي الجرجيسي والثاني يرى فيه الفنيون الذين أشرفوا على تدريبه أحد أفضل المدافعين على الجهة اليسرى في الوقت الراهن. بعد ذلك دخل مسؤولو الأحمر والأصفر في مفاوضات من أجل الظفر بخدمات متوسط ميدان المنتخب الأولمبي والملعب التونسي الياس الجلاصي ونجحوا في وقت وجيز جدا في الإتفاق مع هيئة البقلاوة وكذلك اللاعب ووكيل أعماله وأتموّا العملية بالسرعة القياسية تفاديا لأي عراقيل ومزايدات ودخول على الخط من فرق أخرى كانت ترغب في ضم ابن باردو. على إثر هذه العملية عاد الترجيون إلى الصفقات الخارجية وبالتحديد الإفريقية للاعبين شبان واعدين سيكون لهم مستقبل كروي زاهر فجاء التعاقد مع متوسط الميدان النيجيري كينغسلاي سوكاري ثم مع قائد وليبيرو منتخب مالي لأقل من 20 سنة المتألق في كأس العالم الأخيرة إيشاكا ديارا الذي سيكون بعد الراحة بشهرين على إثر العملية الجراحية صفقة الموسم بالنسبة للأحمر والأصفر... مسؤولو الترجي الرياضي ضربوا فعلا بقوة من خلال النجاح في ضم سوكاري الذي كان الأهلي المصري ينافسهم عليه وإيشاكا الذي جلب الأنظار في الكأس العالمية الأخيرة... وأخيرا وليس آخرا أضاف فريق باب سويقة صفقة لاعب دولي أولمبي آخر وهو تونسي هذه المرة وهو المدافع المحوري علي المشاني الذي تم الإتفاق رسميا من أجله مع رئيس النادي البنزرتي حول كل شروط الصفقة ولم يبقى سوى الإمضاء من الأطراف المعنية الذي سيتم في الساعات القادمة إن لم يكن قد تم فعلا... وهكذا إذن ارتفعت حصيلة الإنتدابات إلى حد الآن إلى ثلاثة لاعبين دوليين أولمبيين أفارقة وثنائي تونسي من نفس الصنف والمستوى وهذا الخماسي يمثل حجر الأساس لمستقبل الترجي الرياضي والركيزة الصحيحة لبناء الفريق العتيد الذي يحلم به كل عشاق الأحمر والأصفر، بالإضافة إلى هؤلاء الشبان الواعدين يعد ثنائي ترجي الجنوب شاكر الرقيعي وحسين الربيع من المفاجآت السارة لبطولة الموسم الفارط وهما ينتميان إلى المنتخب الوطني ويملكان كل المؤهلات التي تسمح لهما بالبروز والتألق وتقديم الإضافة. عدد الأجانب يعرقل صفقة «مبيغي»... فهل يكون «الرجايبي» البديل؟ إلى جانب علي المشاني حصل كذلك اتفاق مبدئي بين هيئتي الترجي الرياضي والنادي البنزرتي حول تحوّل مبيغي من عاصمة الجلاء إلى حديقة الرياضة «ب» لكن يبدو أن العدد الكبير من الأجانب الموجودين حاليا في المجموعة يعرقل إتمام العملية وقد يجبرها على السقوط في الماء لأن لا فائدة ترجى من تكديس اللاعبين الأجانب ودفع أموال طائلة من أجلهم ثم التعويل على ثلاثة فقط وهذا ما قرأ له أصحاب القرار في نادي باب سويقة ألف حساب... في حالة تعذّر انتداب مبيغي فإن إمكانية التفاوض في شأن مهاجم المنتخب الأولمبي التونسي آدم الرجايبي واردة جدا وقد تضفي إلى اتفاق بين الطرفين وهذا ما ستكشفه لنا الأيام القليلة القادمة. الليلة ود مع «الهمهاما» في زويتن نسق المقابلات كان من بين العناصر الأساسية التي صنعت الفارق يوم الأحد المنقضي في السويس بين الأهلي المصري الذي يخوض مباريات متتالية في إطار البطولة وبين الترجي الرياضي الذي لعب آخر لقاء له منذ شهر، ولذلك قرر الإطار الفني برمجة مقابلة ودية في أعقاب تدريبات هذا الأسبوع وقد وقع الإتفاق مع النادي الرياضي لحمام الأنف على إقامة هذه المواجهة الليلة بملعب الشاذلي زويتن... هذه المقابلة ستكون هامة جدا للمنتدبين الجدد الذين يحتاجون إلى نسق المقابلات لبلوغ أوج عطائهم وأيضا للإطار الفني للوقوف على حقيقة اللاعبين الجدد الوافدين عليه ولتجربة بعض الخطط التكتيكية وكذلك بعض الحلول في المراكز التي شكلت فشلا ذريعا في لقاء السويس وكانت سببا مباشرا ورئيسيا في الهزيمة الثقيلة التي تكبدها الأحمر والأصفر. المعدّ الفرنسي يدخل «المعمعة» خضع كل لاعبي الترجي الرياضي أول أمس لاختبار بدني لتقييم جاهزيتهم واستعداداتهم وقد كانت نتائج هذا الإختبار مهمة جدا للمعد البدني الفرنسي الجديد نيكولا بوب لضبط برنامج العمل طبقا لحاجيات كل لاعب على حده والمجموعة ككل... بوب سيعمل بالتعاون والتنسيق مع صبري البوعزيزي الذي لا يمكن باي شكل من الأشكال التشكيك أو التقليص من قيمة العمل الذي يقوم به والذي أكد به كفاءته وبالتالي جدارته بتحمّل المسؤولية ضمن الإطار الفني وهو ما يفسر قرار المسؤولين الإبقاء عليه.
