أمضى يوم الثلاثاء الفارط المهاجم السابق للنادي الرياضي الصفاقسي عماد اللواتي عقده الجديد مع فريق هانقزوه قرين تاون الصيني وذلك بعد انتهاء فترة الاعارة بستة اشهر حيث كان اللواتي قد خرج من فريقه الام على سبيل الاعارة مع امكانية شراء العقد من جانب الفريق الصيني مقابل دفع 250 الف دولار لنادي عاصمة الجنوب وقد جرت كل الامور كما يشتهيها اللواتي الذي يبدو سعيدا بهذا العقد خاصة وانه يتضمن امتيازات لا تقارن بما كان يتحصل عليه مع ال«CSS» وقد اتصلنا باللاعب من اجل التطرق معه الى عدة نقاط تهم تجربته الحالية في الصين وايضا تجربته السابقة في النادي الرياضي الصفاقسي فكان الحوار التالي: أولا لو تحدثنا عن عقدك الجديد؟ لقد تمت كل الامور على احسن ما يرام والحمد لله حيث قام النادي بانتدابي على سبيل الاعارة في الميركاتو الشتوي الفارط بايعاز من المدرب الفرنسي فيليب تروسيي الذي يعلم جيدا حقيقة امكانياتي والذي اشترط وجوب النص على امكانية الشراء النهائي في العقد الاول دون معارضة النادي الصفاقسي وهو ما حصل الاسبوع الجاري حيث جلست الى المسؤولين وايضا رئيس الفريق واتفقنا على كل الجزئيات الخاصة بالصفقة من راتب شهري ومكافآت مما افضى الى التوقيع على العقد الجديد بما فيه صالح الطرفين . هل لفيليب تروسيي دخل في شراء عقدك نهائيا خاصة وانه هو من نصح بانتدابك في البداية؟ يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى الى المدرب فيليب تروسيي الذي آمن بقدراتي كثيرا والذي حملني معه الى الصين قد شمرت هناك على ساعد الجد واشتغلت كثيرا خاصة من الناحية البدنية لتحسين امكانياتي ولكن بالنسبة للعقد الجديد فقد تم امضاؤه باقتناع تام من الرئيس السيد كون والمدير الرياضي لفريقي ولا دخل لتروسيي في ذلك خاصة وان علاقته ساءت كثيرا مع الادارة واللاعبين على حد السواء بما ينبئ بالقطيعة بين الطرفين وعملية الانتداب نهائيا كانت بعد ان وجد الفريق في شخصي كل مقومات اللاعب الذي من شأنه ان يضيف الكثير للنادي على المدى القصير وخاصة على المدى البعيد بحكم صغر سني. هناك من يتحدث عن فشل تجربتك مع ناديك بسبب عدم تسجيلك للعديد من الأهداف؟ أولا هل من المعقول ان يدفع فريق 250 ألف دولار لانتداب لاعب فشل في فرض نفسه معه وثانيا هذا غير صحيح لأنني سجلت 4 أهداف وتحصلت على ضربتي جزاء رغم ان الفريق يزخر بالمهاجمين الاجانب من اصحاب الخبرة العالية وخاصة البرازيلي رامون والايفواري دافيد انقا ولكنني تمكنت من فرض نفسي معهما والمشاركة في المباريات كأساسي. هل اعتمد عليك تروسيي في نفس المركز الذي استعملك فيه مع النادي الصفاقسي كمهاجم ارتكاز؟ بالفعل فقد كنت في جل المباريات التي خضتها مهاجم ارتكاز مثلما كان الامر مع فريقي ولكن و حتى نوضح هذه الخطة اكثر فالمطلوب مني اولا وقبل كل شيء الاقتراب الى وسط الميدان لإحداث ثغرات في دفاعات المنافسين بحكم مراقبة قلبي الدفاع لي ثم و من بعد ذلك يجد زملائي المساحات اللازمة لدك شباك الحراس وهو ما يفسر عدم تسجيلي للعديد من الاهداف عكس خطة رأس حربة كلاسيكي والتي تقتضي التواجد المستمر في منطقة جزاء المنافسين و بالتالي امكانية افضل للتسجيل. لنعد بك الى الوراء قليلا كيف تقييم تجربتك مع النادي الرياضي الصفاقسي؟ اولا و قبل كل شيء أنا أتشرف بكوني منحدر من مدرسة عريقة حيث كنت دائما عند حسن الظن خاصة في الاصناف الشابة حيث كنت المهاجم الاول بامتياز هداف الفريق في كل الاصناف مما اهلني الى الانتماء الى المنتخب الوطني طيلة مسيرتي الرياضية والذي كنت معه الهداف الاول في عدة مناسبات وهو ما اهلني الى الارتقاء الى صنف الاكابر منذ فترة طويلة ورغم ان عمري لا يتجاوز 18 ربيعا. ولكن هذا النجاح لم يتواصل مع صنف الاكابر أليس كذلك؟ لا يجب النظر للامور من هذه الزاوية الضيقة و لكن يجب دراسة الامور بشكل معمق لتحديد اسباب النجاح و الفشل خاصة في فريق مثل النادي الرياضي الصفاقسي حيث وقع استدعائي لصنف الاكابر بعد عملية جراحية على الاربطة المتقاطعة وهو ما يعني وجوبا تراجع امكانياتي اضافة الى تأزم العلاقة مع فئة من الانصار في فترة ما. ما هو سبب تردي هذه العلاقة التي وصلت احيانا الى طريق مسدود؟ لابد من الاشارة الى انني لم اتمكن من اللعب في فترات طويلة مع الفريق بحكم وجود كل من ادريسا كوياتي و طه ياسين الخنيسي و ايضا بحكم صغر سني آنذاك مما افقدني احيانا نسق المباريات و لكنني استطعت احيانا ان افتك مقعدا لي في التشكيلة الاساسية و لكن نقطة التحول في علاقتي مع الجماهير كانت بسبب فرصة التعادل التي اهدرتها امام الترجي الرياضي التونسي في مباراة كأس رابطة الابطال الافريقية السنة قبل الماضية في ملعب رادس و التي كانت عواقبها وخيمة. ألهذا الحد يمكن لفرصة مهدورة ان تغير علاقة لاعب بجماهير فريقه؟ بالفعل فقد فعلت كل ما بوسعي في تلك المباراة لتقديم الاضافة لفريقي اثر اقحامي في التشكيلة و كانت تلك هي الفرصة الوحيدة التي اتيحت لي حيث كنت في مواجهة الحارس بن شريفية و كنت امام خيارين اما التسديد في الزاوية القريبة التي احكم اغلاقها الحارس وهو حل عبثي و اما التسديد في الزاوية البعيدة وهو الخيار الانسب الذي قمت به ولكن التسديدة مرت مليمترات قليلة بجانب القائم فضاعت الفرصة و ضاع التعادل و دخلت في دوامة من الشك خاصة عند عودتي للعب في ملعب الطيب المهيري حيث كنت في كل مباراة اسمع هتافات ضدي و تنادي بخروجي وهو ما صعب علي كثيرا تقديم المردود المنتظر و لكنني كنت دائما اسعى جاهدا لافادة النادي كرويا و ايضا ماديا حيث جنى الفريق من تسريحي 650 الف دينار بين اعارة و شراء عقد اضافة الى تنازلي عن كل مستحقاتي المالية المتخلدة بذمة النادي التي هي ليست بالقليلة. تعني أن الضغط الجماهيري هو الذي يحول دون تقديم المردود المنتظر ألا تعتبر ذلك هشاشة نفسية من اللاعب؟ يمكن اعتبارها هشاشة نفسية اذا ما حصل الامر في مباراة او اثنتين و لكن ان يتكرر الامر في كل مواجهة و في كل لقاء فإن الامر يصبح خارجا عن السيطرة و يمكن اعتبار ما حصل لي شبيها بما يحصل لعدة لاعبين في الفريق حاليا مثل غازي شلوف و وسيم كمون و حسام اللواتي و محمود بن صالح وهو ما افقدهم التركيز خاصة في ملعب الطيب المهيري الذي اصبح النادي الرياضي الصفاقسي يعاني فيه الامرين نتيجة الضغط النفسي الكبير جدا المسلط من قبل الجماهير وهو ما يفسر عجز النادي على الانتصار في اغلب مواجهاته على ارضية ميدانه . كنت قاب قوسين أو ادنى من الالتحاق بشبيبة القيروان و ايضا الاتحاد المنستيري فماهو سبب بطلان الصفقة؟ بالفعل لقد رغب المدير الرياضي للفريق الناصر البدوي في تسويقي لشبيبة القيروان صحبة سليم الجديد من اجل استقدام حمزة الشطبري ثم اقترح علي الانضمام الى كل من نادي حمام الانف و الاتحاد المنستيري و لكنني رفضت ذلك جملة و تفصيلا وطالبت بفكّ الارتباط مع النادي الصفاقسي ثم وقع استقدام فيليب تروسيي الذي آمن بقدراتي كثيرا ولابد هنا أن أوجه جزيل الشكر الى والدي ووالدتي اللذان تعبا من اجلي كثيرا و صبرا ايام محنتي في صفاقس اضافة الى أحد أصدقائي المقربين الذي وقف الى جانبي كثيرا في تلك المحنة و الذي يعود اليه الفضل بعد الله فيما أنا فيه حاليا. بماذا تريد أن تختتم هذا الحوار؟ أولا اريد ان اشكر والدي ووالدتي مجددا على كل الحب الذي منحوني اياه كما اشكر جريدة «التونسية» التي تواكب اخباري لحظة بلحظة في الصين كما اشكر كل من ساهم في بزوغ نجمي في فريقي الام النادي الرياضي الصفاقسي الذي ادعو جماهيره الى الالتفاف حول ناديهم و الصبر على اللاعبين في هذا الوقت العصيب من حياة الفريق الذي اتمنى ان يتجاوزه بسلام.