بعد نجاحها قبل اكثر من ثلاثة أشهر في القضاء على اكثر العناصر الارهابية دموية في بلادنا اثر واقعة سيدي يعيش ها هي وحدات الحرس الوطني تعيد الكرة من جديد وتفتك بخلية العنصر التكفيري الخطير مراد الغرسلي الذي تاكد للمصالح الامنية وجوده بجبال عرباطة بقفصة منذ مدة. والغرسلي شارك في ما لا يقل عن 15 عملية ارهابية داخل التراب التونسي ويعتبر من اخطر العناصر الارهابية المطلوبة للمؤسستين الامنية والقضائية في تونس . «التونسية» تعود الى تفاصيل العملية الامنية التي جدت يوم امس الجمعة بجبال منطقة «بوعمران» التابعة لمعتمدية القطار من ولاية قفصة والتي اسفرت عن القضاء على خمسة إرهابيين...واقعة سيدي يعيش مهدت لعملية أمس لاشك ان النجاح الامني يؤسس دائما للنجاح وهكذا كان الامر في عملية امس فبعد تمكن وحدات مختصة من الحرس الوطني اواخر شهر مارس الماضي من القضاء على صخر ابو لقمان ومن معه من كبار رؤوس الارهاب في بلادنا نجحت وحدة امنية مختصة يوم امس في القضاء على خمسة ارهابيين ينشطون تحت امرة الارهابي مراد الغرسلي الذي يرجح القضاء عليه في هذه العملية. ووفق المعطيات الامنية المتوفرة فان اجهزة الاستعلامات الوطنية نجحت منذ اكثر من ثلاثة اشهر في فضح تحركات وأماكن وجود مراد الغرسلي وتمكنت طوال الاسابيع الاخيرة في تضييق الخناق عليه في اتجاه محاصرته بجبال «بوعمران» التابعة لسلسلة جبال عرباطة و التي تصل مدن قفصة والقطار والسند و بلخير... ولضمان عدم هروب الغرسلي وجماعته من الطوق الامني المفروض عليهم قامت وحدات الامن منذ مدة بتكثيف تواجدها عند مداخل هذه المناطق الجبلية كما قامت بتنشيط عملها الاستعلاماتي لتحديد مكان تواجدهم بدقة عبر معرفة مسالك توصل الارهابيين بالمؤونة ... وفي هذا الاطار أكد مصدر أمني رفيع ل«التونسية» انه و منذ نجاح عملية «سيدي يعيش» فان الايقاع بمراد الغرسلي وعصابته أصبح مسألة وقت لاغير نتيجه وقوعه في منطقة شبه مكشوفة ولتمكن وحدات الامن من خيوط اللعبة بكل تفاصيلها... ماذا كان يفعل الغرسلي في قفصة؟ يبدو ان مراد الغرسلي قد توجه الى قفصة قبل ايام من وقوع عملية سيدي يعيش لتمهيد مرور عدد من أمراء كتيبة عقبة ابن نافع في اتجاه صحراء الجنوب التونسي لكن فشل مخططه في تأمين أمرائه اثر سقوطهم لقمة سائغة في أيادي بواسلنا الوطنية أربك حساباته وجعله يدور في حلقة مفرغة عجلت بالقضاء على مجموعته يوم امس.. كيف تمّ القضاء على الإرهابيين في جبال عرباطة؟ كما أسلفنا الذكر كانت عملية أمس تتمة لنجاح الاداء الاستعلامي في تحديد مكان تواجد المجموعة الارهابية التي كانت تتنقل ليلا عبر مسالك شبه مكشوفة في جبل عرباطة وتقضي ليلتها في مغاور هذه المناطق الجبلية. فبعد تأكد وجود هذه العناصر بجهة أولاد يحيى تحركت صباح امس فرقة أمنية خاصة تابعة للحرس الوطني وباغتت الارهابيين في أماكن تحصنهم بطلق ناري كثيف أدّى الى القضاء عليهم سريعا في عملية لم تدم سوى دقائق قليلة. فنظرا لقلة عددهم وحالة الانهاك التي كانوا عليها لم يكن باستطاعة عناصر هذه المجموعة الارهابية تأمين أنفسهم وظنوا مع تقدم ساعات النهار أن الوضع هادئ، لتفاجأوا برماية كثيفة من فوهات اسلحة ابناء الحرس الوطني رد عليها الارهابيون بطلقات بائسة يائسة لم تكفل نجاتهم ليلقوا حتفهم جميعا بلا عناء... المواطن شريك في النجاح ذكر مصدر أمني رفيع ل«التونسية» ان متساكني المناطق الجبلية المتاخمة لسلسلة جبال عرباطة قد ساهموا مساهمة فعالة في الابلاغ عن تحركات الغرسلي ومجموعته.واكد مصدرنا ان الانخراط الطوعي والتلقائي للمواطنين في الابلاغ عن التحركات المشبوهة يسر عمل وحدات الامن وعجل بالقضاء على الارهابيين دون خسائر جسيمة في صفوف ابنائنا. وبهذا يتاكد الدور المهم الذي يمكن ان يلعبه المواطن في مساندة أبنائنا الامنيين والعسكريين في الحرب المفتوحة على الارهاب، فالمعركة اليوم شأن وطني تهم كل مواطن للقضاء على آفة الارهاب التي تهدد العباد والبلاد..