كنا قبل حوالي ثلاثة اشهر قد كتبنا على اعمدة «التونسية» مقالا بعنوان «هل غادر النادي الصفاقسي دائرة الرباعي الكبير؟» تحدثنا فيه على خطورة الوضع آنذاك بالفريق ووجوب الوقوف على عديد المشاكل التي نعلمها جيدا بحكم قربنا من الفريق اضافة الى تطرقنا الى المستقبل المظلم الذي ينتظر النادي في الاسابيع القليلة التي تلت مقالنا وها اننا نجد انفسنا مجبرين على العودة الى الحديث عن نفس الموضوع لان ما يحصل «لقلعة الاجداد» حاليا هو عار ليس بعده عار على جبين كل رجال اعمال صفاقس الذين تمعشوا من اسم المدينة اهذا دون نسيان المسيرين السابقين بالفريق الذين بقوا في اعلى الربوة يشاهدون النادي يتألم دون تحريك اي ساكن وكانهم يستمتعون بما يحصل لهذا النادي الذي اصبح يعاني العديد من الازمات التي لم يشهد لها مثيلا في السابق حتى ايام لعبه من اجل تفادي النزول حيث غاب اللعب الفرجوي الجميل وغابت الاموال وغابت الثقة بين اللاعبين والجماهير والمسيرين واصبح كل منهم ينتظر عثرة من الآخر «ليمسح فيه» كل الخيبات فمن حيث النتائج اصبح الفريق يقارع على المركز الرابع واصبح مطمعا للفرق التي يستضيفها على ميدان الطيب المهيري بكبيرها وصغيرها ومن حيث الانضباط فحدث ولا حرج ولا ادل على ذلك من غياب جل اللاعبين الاجانب الى غاية الآن ومن حيث الامكانيات المادية اصبح النادي الرياضي الصفاقسي غير قادر على شراء عقد لاعب من سكك الحديد الصفاقسي فما بالك من الفرق الاخرى . رصيد بشري مهترئ من ابرز القرائن التي تؤكد ابتعاد النادي الرياضي الصفاقسي عن سابق اشعاعه هي الرصيد البشري الموضوع تحت ذمة الاطار الفني والذي لا يفي بالحاجة حتى للحصول على مرتبة في منتصف الجدول في بطولتنا ويعود هذا الضعف الفادح الى عدة عوامل اولها التفريط غير المشهود في ابرز لاعبي الفريق الذين كانوا يمثلون العمود الفقري للنادي في الماضي القريب حيث وصل عددهم الى 10 دفعة واحدة في ظرف اقل من سنة اثر رحيل كل من فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي وديديي ندونغ وعماد اللواتي ومامان يوسوفو وبسام البولعابي وطه ياسين الخنيسي وابراهيم البحري ومحمود بن صالح وادريساكوياتي ومن الناحية الثانية فقد عجز الفريق منذ سنوات عن القيام بانتداب يليق باسم الفريق نتيجة الرعوانية في عمل العناصر المكلفة بذلك ويمكن القول بان افضل انتداب الفريق في السنوات القليلة الماضية اقتصر على المجاهد ماهر الحناشي وفيما عدا ذلك فقد ذهبت الانتدابات هباء منثورا وبالتالي فقد فاق عدد المغادرين عدد المعوضين ليجد النادي نفسه على هذه الحالة المزرية . الأجانب وسياسة الهروب لئن يلوم احباء النادي الرياضي الصفاقسي على اللاعبين الاجانب للنادي الذين لم يلتحقوا بالركب الى حد الآن مثل فالو نيانغ وماريوس نوبيسي وليما مابيدي ويونس سانتاموبقطع النظر عن مدى تقديمهم للاضافةالمرجوة ولكننا بحثنا جيدا في الامر وعلمنا من بعض المقربين من هؤلاء اللاعبين انهم لم يتسلموا جراياتهم الشهرية للثلاثة اشهر الفارطة اضافة الى عدم مدهم الى حد الآن بمنح امضائهم لعقودهم مع النادي وهو ما من شانه ان يدفعهم للتظلم لدى ال«فيفا» التي اصبح النادي الصفاقسي زبونا دائما لديها ومن الممكن لهم ان يفسخوا عقودهم خاصة وان القوانين الرياضية تتيح للاعب امكانية فسخ عقده مع ناديه اذا لم يقع تمكينه من اجره لثلاثة اشهر وهو ما حصل في قضية الحال وبالتالي فان هذا التهاون ان لم نقل التراخي يمكن له ان يعود بالوبال على الفريق من جهة ومن جهة فانه يضرب سمعة الفريق في القارة في المقتل . مسألة التشبيب أو الهروب من الواقع هنالك شماعة يعلق عليها بعض المنتمين الى دائرة القرار بالنادي الرياضي الصفاقسي اخفاقاتهم وهي الاعتماد على سياسة التشبيب وهو ما نادى به البعض في الآونة الاخيرة ولكن في حقيقة الامر فان ذلك لا يعدو ان يكون عجزا كليا عن الاعتناء باللاعبين الموجودين في صنف الاكابر وتدعيمهم بالعناصر القادرة على تقديم الاضافة المرجوة نتيجة غياب الاموال وايضا الاحاطة النفسية بالموجودين فعلى سبيل المثال دارت جل الحصص التدريبية التي سبقت مباراة الفهود الكنغوليةالاخيرة للفريق وسط غياب شبه كلي للمسؤولين واما يوم المواجهة فلم يسجل تواجدهم بالملعب عدى المدير الرياضي الناصر البدوي الذي كان محل احتجاج الانصار خاصة اثر نهاية المباراة حيث انهالوا عليه بالسب وبالقوارير للتعبير عن غضبهم من عدم توفقه في تدعيم النادي بلاعبين في مستوى تطلعاتهم . النادي مطمع كبار القوم في تونس كانت معادلة كرة القدم في تونس في العقود الماضية تنبني على المنافسة القائمة بين الرباعي الكبير على الالقاب وايضا على مستوى اقتناص العصافير النادرة سواء من الفرق التونسية او من الفرق الافريقية ولكن وبسبب الوهن الشديد الذي اصاب النادي الرياضي الصفاقسي فقد انقلبت المعادلة حيث اصبحت النوادي الثلاثة الاخرى وهي الترجي والافريقي والنجم تطمع اولا في لاعبي النادي الصفاقسي قبل غيرهم وذلك بالدليل الملموس فكلنا يتذكر مسلسل الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف مع كبيري العاصمة والى جانب ذلك ففي التربص الاخير الذي اقامه الفريق في سوسة زمن غازي الغرايري اتصل مسؤولو النجم بقلب الدفاع محمود بن صالح الذي رفض عرضهم آنذاك نتيجة عدم تقبله للعب بزي آخر قبل ان تنقلب الامور ويصبح غير مرغوب فيه في فريقه كما قام كل من زياد الجزيري وحسين جنيح بمجهودات جبارة للتعاقد مع عماد اللواتي من فريقه الصيني دون جدوى اضافة الى نجاح الترجي في ترويض « الروج» مؤخرا وآخر حلقات المسلسل تتواصل الآن مع محمد علي منصر والترجي الرياضي.