على الرغم من أن المباراة التي خسرها النادي الإفريقي عشية الثلاثاء ضد مضيفه النجم الساحلي والتي كلفته الانسحاب من سباق الأميرة مبكرا، لا يمكن أن تكون مقياسا نهائيا لإصدار أحكام نهائية وباتة حول مدى جاهزية الفريق للمنافسة على ألقاب الموسم القادم وحول أداء بعض العناصر الوافدة حديثا على حديقة المرحوم منير القبايلي، على اعتبار وأنها جاءت في وقت لم تبلغ فيها تحضيرات فريق نادي باب الجديد نهايتها، فإنها في المقابل كشفت عن بعض الهنات والأخطاء التي يجب تداركها سريعا حتى تكون المجموعة في قمة استعداداتها لانطلاقة البطولة، كما أنها أظهرت بعض نقاط الضوء التي يجب تدعيمها في قادم المناسبات. أخطاء «سانشاز» صحيح أن نتيجة مباراة الكلاسيكو تعد منطقية وكانت لصالح الفريق الأكثر استعدادا والذي يمتلك لاعبوه نسق المباريات ولياقة بدنية مكنتهم من كسب الثنائيات ومن الخروج في النهاية بورقة العبور وترسيخ «العقدة» التي تجسمت بثلاث انتصارات متتالية، ولكن بعضا من اختيارات دانيال سانشاز سهلت مهمة أبناء فوزي البنزرتي ومكنتهم من مساحات كانت كفيلة بالنيل من شباك فاروق بن مصطفى. أولى أخطاء الفرنسي القاتلة تمثلت في إصراره على التعويل على سيف تقا في خطة الظهير الأيمن وهو مركز لا يحبذه اللاعب ولا يجيده الأمر الذي جعله تائها طوال المباراة ولم يقدر على إيقاف تحركات كل من بانقورا والمويهبي وبونجاح كما أنه لم يقدر على المعاضدة الهجومية وهذا أمر مفهوم على اعتبار وأن تقا لا تتوفر فيه خاصيات لاعب الرواق. سانشاز ارتكب نفس الخطأ مع بداية الموسم المنقضي قبل أن يتدارك نفسه ويعيد العقربي إلى مكانه الطبيعي وهو مطالب اليوم بتصحيح هذه الهفوة وإيجاد معوض لتقا الذي يمكن أن يفيد في محور الدفاع. الفني الفرنسي كان بإمكانه التعويل في مباراة أول أمس على وسام بن يحيى أو بلال العيفة في هذا المركز بما أنهما سبق لهما أن شغلاه في أوقات سابقة ولكنه أصر على الدفع بتقا الذي اجتهد كثيرا ولكنه لم يصب ومنح بذلك فرصة للمنافس لاستغلال هذا الرواق لإحداث الفارق. وفي انتظار ظهور عبد القادر الوسلاتي القادر على شغل هذه الخطة يبقى الإطار الفني مطالبا بإيجاد حل نهائي لهذا المركز والأكيد أن مشاركة الفريق في دورة كأس شمال إفريقيا ستمنحه الفرصة لذلك. الخطأ الثاني الذي ارتكبه الفني الفرنسي هو عدم تغييره للظهير الأيسر ياسين الميكاري الذي كان خارج الموضوع وأكد بأنه استنزف كل الفرص التي قدمت له ولم يعد له ما يعطيه للإفريقي، الميكاري الذي استفاد من إصابة الحدادي لتمديد إقامته في الفريق ارتكب عديد الهفوات التي مكنت زملاء البريقي من وضعيات سانحة للتسجيل، لم يقدر ورغم مخزون خبرته الكبير على تأثيث هذا الرواق وشكل نقطة ضعف واضحة كان على سانشاز التفطن لها وإصلاحها بإقحام الشاب علاء بن دحنوس الذي لن يكون مردوده بأي حال من الأحوال أسوء من الميكاري الذي بلغ سن اليأس الكروي ولم يعد له مكان في الإفريقي. سانشاز سيكون مطالبا بعمل كبير في قادم الأيام وبتعديل اختياراته في أقرب وقت حتى يكون فريقه في النسخة التي يشتهيها رئيسه وجماهيره التي وجهت له انتقادات كبيرة بعد الهزيمة المذكورة. «خليل» يقنع بعيدا عن الخسارة ومرارة وقعها على جماهير الأحمر والأبيض، فإن مباراة الأمس مثلت فرصة لمعاينة بعض العناصر التي شاركت للمرة الأولى بألوان الأحمر والأبيض والحديث يخص هنا كل من وسام بن يحيى وإبراهيم الشنيحي وأحمد خليل. وسام بن يحيى كان في مستوى الأمال المعلقة عليه وشكل أحد نقاط قوة فريقه حيث كان وراء جل الفرص التي أتيحت لزملائه والأكيد وأنه مع اكتمال جاهزيته البدنية سيكون رقما صعبا في كتيبة الفرنسي. أما الامتياز فقد ناله الشاب أحمد خليل الذي مثل مفاجأة سارة لكل عشاق الفريق حيث شكل جدار صد قوي في وسط الملعب وكسب جل حوراته الثنائية مع لاعبي النجم كما تميز في عملية بناء الهجمة والخروج السلس بالكرة بما يقيم الدليل على أنه مشروع لاعب كبير في حال واصل العمل وابتعد عن لدغات الغرور. أحمد خليل قدم أول أمس أوراق اعتماده وثبت نفسه في تشكيلة دانيال سانشاز في انتظار ما سيكون عليه الحال بعودة الغندري والوسلاتي والهذلي. «الشنيحي» واعد نبقى مع جديد تشكيلة الإفريقي، لنشير إلى الدولى الجزائري إبراهيم الشنيحي والذي شارك في الشطر الثاني من المواجهة قدم مؤشرات إيجابية للغاية توحي بأنه سيكون لاعبا مهما في الفريق وبأنه سيكون خير معوض لمواطنه عبد المومن جابو. الشنيحي تحرك كثيرا وأظهر قدرة فائقة على المراوغة وتجاوز منافسيه والأكيد أن مردوده سيتطور أكثر بمزيد المقابلات وبمزيد التجانس مع بقية زملائه. اليوم يلتحق «الوسلاتي» بعد أن مكنهم أمس من يوم راحة، يعود اليوم زملاء بلال العيفة إلى أجواء التمارين بحصة مسائية في الحديقة تنطلق في حدود الساعة السادسة مساء وستشهد الظهور الأول للمنتدب الجديد عبد القادر الوسلاتي الذي بات مؤهلا لتعزيز صفوف الفريق انطلاقا من دور كأس شمال إفريقيا. الوسلاتي سيشكل حلا كبيرا للمدرب خاصة على الرواق الأيمن والذي يشكل معضلة حقيقية للإطار الفني. «توزقار» مؤهل نبقى مع ملف تأهيل اللاعبين لنشير إلى أن الكتابة العامة للفريق تمكنت من الحصول على البطاقة الصفراء للمهاجم الدولي يوهان توزقار الذي سيكون ضمن البعثة التي ستتحول الأربعاء القادم إلى المغرب للمشاركة في دورة كأس شمال إفريقيا. توزقار تابع مباراة النجم من الملعب وسينطلق منذ اليوم في الجديات بعد أن رفض في وقت سابق خوض المباريات الودية والأكيد أن بتواجده سيجد دانيال سانشاز حلا للخط الأمامي الذي لم يكن أدائه مثاليا في مباراة أول أمس حيث لم يقدر المنياوي على ايجاد الحل مع بوغطاس والجمل. الأربعاء التحول إلى المغرب يتحول النادي الإفريقي عشية الأربعاء القادم إلى المغرب للمشاركة في كأس اتحاد شمال إفريقيا التي ستنطلق فعالياتها يوم الجمعة 14 أوت الجاري بعد أن كان من المفروض أن تنطلق يوم 13 من ذات الشهر. المسابقة الحالية سيكون فيها التنافس قويا بحكم تواجد كل من الرجاء البيضاوي وأهلي بن غازي الليبي والإسماعيلي المصري وهو ما سيمكن الإفريقي من محطة إعدادية مهمة قبل أسابيع من انطلاقة البطولة. هذا وسيكون برنامج مباريات زملاء خليفة في هذه الدورة على النحو التالي: الجولة الاولى 14 أوت 2015 أهلي بنغازي – النادي الافريقي: (30 :18 ) الجولة الثانية 16 أوت 2015 الرجاء البيضاوي – النادي الافريقي: ( 21:00) الجولة الثالثة 19 أوت 2015 الاسماعيلي – النادي الافريقي: ( 30 :18 ) فسخ عقد «الغالي» بعد فسخ عقد زهير الذوادي الذي التحق بصفة رسمية بنادي الوحدة السعودي، قامت هيئة الإفريقي بفسخ عقد المهاجم آزر الغالي الذي نشط الموسم الماضي مع نجم المتلوي على سبيل الإعارة. الغالي لم يقدر على فرض نفسه وهو ما جعله خارج حسابات الفرنسي دانيال سانشاز الذي أعطى الضوء الأخضر لتسريحه.