علاوة على الفوز المعنوي الهام على الملعب التونسي في آخر مباراة إعدادية للموسم الجديد فإن هذا الدربي الودي الذي كان مسرحه ملعب قرمبالية كان مليئا بالإستنتاجات والملاحظات التي سيأخذها الإطار بعين الإعتبار في المستقبل وستشكل حجر الأساس للفريق القوي والعتيد والمتكامل الذي يخطط رئيس النادي حمدي المدب لبنائه لتجاوز الفترة الانتقالية والعودة إلى الصولات والجولات التي كانت تميّز مسيرة الفريق على الصعيدين المحلي والقاري. قيمة المنافس جعلت من هذه المواجهة الاختبار الحقيقي لتقييم مردود المجموعة ككل وآداء كل لاعب على حدة وبالتالي تحديد فكرة واضحة من قبل الإطار الفني على إمكانيات الزاد البشري المتوفر لديه، طبعا تراوحت الملاحظات بين الإيجابي والسلبي وما بينهما من مستوى متوسط من المفروض أن يرتقي لما هو أفضل بالنسبة للاعبين ينتمون إلى فريق كبير يطمح إلى العودة إلى الألقاب بعد ابتعاد خاطف بموسم واحد. «الخنيسي» رجل اللقاء نبدأ بالاستنتاجات الإيجابية التي كان بطلها بدون منازع طه ياسين الخنيسي لا لتسجيله هدفي المباراة فقط وإنما للمردود الممتاز الذي قدمه من خلال التحرك المستمر في المنطقة الهجومية والخطر الدائم الذي شكله على دفاع المنافس من خلال طلب الكرة لفسح الحلول أمام متوسطي الميدان والمدافعين لتمريرات تخلق هجومات يمكن أن تصنع الفارق. التمركز الجيّد لهذا المهاجم سواء في القائم الأول أو الثاني عند التسربات الجانبية تعد أيضا من خصال هذا الهداف الذي تحصّل على عديد المخالفات في مواقع سانحة للاستغلال بحكم سرعته التي تقلق المدافعين وتجبرهم على ارتكاب الأخطاء. السؤال الذي يطرح هنا هو هل وجد الترجي الرياضي ضالته في طه ياسين الخنيسي على مستوى رأس الحربة الذي يوفر العمق الهجومي الضروري للفريق؟ ... يبدو الأمر كذلك حسب أولى المؤشرات في انتظار التأكيد طبعا خلال المقابلات الرسمية. شمام» وفيّ لمستواه ... «المباركي» يستفيد من الثقة ... و«بولبوا» خطير بسرعته نواصل مع أبرز الملاحظات التي يمكن الخروج بها من اللقاء الودي ضد الملعب التونسي لنتطرق إلى مردود الثلاثي خليل شمام وإيهاب المباركي وبرنار بولبوا. الأول لعب مباراة كاملة في محور الدفاع وكان وفيا لمستواه الطيب الذي ظهر به في كل اللقاءات الودية وكذلك مباراتي الكأس ضد شبيبة سكرة والهمهاما ، حيث شكل سدا منيعا أمام هجومات البقلاوة وتفوّق في كل الحوارات الثنائية تقريبا وسمحت له خبرته ونظرته الثاقبة للعب بقيادة دفاع الأحمر والأصفر على الوجه الأكمل. المباركي لعب الشوط الأول كظهير أيمن ثم فترة كبيرة من الشوط الثاني في محور الدفاع قبل أن يترك مكانه إلى الشاب بن عبده وكان مردوده طيبا عموما خصوصا في الفترة الثانية وأظهر تفاهما كبيرا مع شمام وهو ما يفسر التفوق الذي حققه دفاع الترجي الرياضي على هجوم البقلاوة طوال المقابلة، المباركي بصدد الاستفادة كثيرا من الثقة التي يمنحها له عمار السويّح وهو عامل هام جدا ليظهر أي لاعب على حقيقة إمكانياته ويتجاوز فترة الشك. أما النيجيري بولبوا وعلى الرغم من بعض اللخبطة و«الفرفشة» في الآداء نظرا لصغر سنه ورغبته في البروز ونيل رضا المدرب يبقى خطيرا بفضل سرعته وتسرباته الجانبية التي كانت إحداها وراء الهدف الأول الذي سجله الخنيسي، بولبوا سيكون افضل وأنجع ببعض الرصانة في مردوده بمرور المباريات واكتساب التجربة. المستقبل ل«القروي » في الشباك اللقاء الودي بين الترجي الرياضي والملعب التونسي أمس الأول شهد المشاركة الأولى للحارس الدولي الأولمبي الشاب وسيم القروي مع أكابر الأحمر والأصفر وكان بحق المفاجأة السارة رقم واحد لأبناء باب سويقة الذين حضروا وتابعوا هذه المقابلة. القروي كان ثابتا في كل تدخلاته وخاصة منها الكرات العالية التي تألق في التصدي لها مُظهرا بالتالي من الإمكانيات والثقة في النفس الشيء الكثير بما يؤهله ليكون في السنوات القادمة الحارس الأول للترجي الرياضي الذي اطمأن مسؤولوه وأنصاره على شباك فريقهم مستقبلا. الحارس لعب كامل الشوط الأول من هذا الود وكذلك أكثر من نصف الفترة الثانية قبل أن يترك مكانه لزميله حمزة بن شريفية شقيق معز بن شريفية. «ديارا» قيمة ثابتة رغم كل العراقيل التي يمكن أن تعترض لاعبا عائدا من عملية جراحية وراحة مطوّلة ولم يتدرب مع المجموعة سواء أسبوع واحد فإن المدافع الدولي الأولمبي المالي إيشاكا ديارا قدّم شوطا أولا مقبولا جدا قبل أن يتم تعويضه ما بين الشوطين. لم يكن منتظرا أو مطلوبا من هذا اللاعب أن يظهر بوجه ممتاز جدا بعد كل ما عرفه بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض إليها ولا يمكن بالتالي التشكيك في مؤهلاته ولا في الإضافة التي سيقدمها إلى الخط الخلفي للترجي الرياضي الذي سيكون ديارا صمام الأمان فيه في المستقبل القريب. مستوى قائد المنتخب المالي الأولمبي سيتحسّن بدون أدنى شك بمجرد استعادته لنسق المقابلات ويعد بدون منازع أحد أفضل الصفقات التي قام بها الأحمر والأصفر في الميركاتو الصيفي الحالي. «الجويني» يعود المهاجم هيثم الجويني شارك في النصف الأخير من الشوط الثاني من هذه المباراة بعد أن التحق بزملائه في الفريق على إثر قرار المدرب الوطني ماهر الكنزاري بإقصاء لاعبه من تربص المنتخب الأولمبي بعد الورقة الحمراء التي رفعت في وجهه في اللقاء الودي ضد المنتخب الجنوب إفريقي بسبب سوء السلوك تجاه حكم المقابلة سليم بولخواص. ماهر الكنزاري كان غاضبا جدا من تصرف مهاجمه الذي ترك زملاءه يكملون المباراة بنقص عددي وأمر الجويني بمقاطعة التربص والإلتحاق بفريقه وهو قرار تأديبي صائب من شأنه أن يحمّل اللاعب مسؤولياته مستقبلا ويتوب على مثل هذه التجاوزات. التعزيزات ستغيّر من وجه خط الوسط وسط ميدان الأحمر والأصفر شكل نقطة الضعف الكبيرة والواضحة في أداء الفريق في مواجهته الودية للبقلاوة حيث لم يظهر ثلاثي هذا الخط بالمستوى المطلوب الذي يتماشى وحجم فريق مثل الترجي الرياضي، فقد كان لغياب حسين الراقد والياس الجلاصي الأثر السلبي على أداء وسط ميدان فريق باب سويقة لكن هذا لا يمنع من الإقرار بحاجة الخط إلى تعزيزات جديدة يسعى المسؤول الأول في النادي حاليا إلى القيام بها وهو ما سيحدث النقلة النوعية المطلوبة في هذه المنطقة الهامة والمؤثرة في كل لقاء نظرا للمهمة المزدوجة الموكولة لهؤلاء العناصر بين الدفاع والهجوم.
