يبدو أن المساعي الحثيثة التي يبذلها العقلاء سواء داخل أسوار الجامعة التونسية لكرة القدم أو وزارة الرياضة من أجل ضمان حسن سير انطلاقة بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم لن تؤتي ثمارها قريبا في ظل الأصداء القادمة إلينا من مبنى الوزارة ويبدو ان كابوس الموسم الفارط قد يلقي بغيومه من جديد على المشهد الرياضي عموما وخاصة في كرة القدم... نقول هذا الكلام ليس من باب التجنّي أو التخمين ولكن لأنّ ما حدث في اجتماع رؤساء الأندية أمس مع وزير الشباب والرياضة يؤكد أننا على أبواب موسم ساخن قد يعلو فيه صراخ الحناجر أكثر من ركل الكرة... المفروض أن الاجتماع مع وزير الشباب والرياضة كان بهدف وضع اللمسات الأخيرة قبل انطلاق البطولة التي تعطى شارة بدايتها غدا لكن ما حصل بعيد كل البعد عن الترتيبات اللوجيستية وعن الروح الرياضية بعد دخول رئيس النادي البنزرتي مهدي بن غربية في مشادة كلامية مع رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر كادت تتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا انسحاب بن غربية الذي كانت تنتظره جلسة برلمانية رفقة نواب الشعب... أصل الخلاف هو أن رئيس النادي البنزرتي وعوض أن يخصّص كلمته للحديث عن استحقاقات فريقه واستعداداته للموسم الرياضي الجديد استغل الفرصة للحديث عن تحويل وجهة مدربه السابق شهاب الليلي متهما هيئة النادي الصفاقسي بقرصنة المدرب المذكور وتهريبه من بنزرت... بن غربية تفوّه بعبارات خادشة للحياء و تحدث بكلام لا يليق بنائب شعب ولا برئيس جمعية كبيرة خاصة وأن ذلك حصل في حضرة الوزير الذي صدم لهول ما سمع... من جانبه ردّ لطفي عبد الناظر الفعل باستحياء ولو أنّه لم يساير بن غربية في «تخميرته» واكتفى بالقول إنّ المكان لا يسمح بالردّ على مثل هذا الكلام... الاجتماع تواصل في الأخير رغم كل القال والقيل وتطرّق إلى جملة من المسائل الأخرى المتعلقة بمستحقات الأندية من الوزارة وكذلك من شركة النهوض بالرياضة وقد كان رئيس الجامعة وديع الجريء حاضرا في الاجتماع وشاهد عيان على ما ينتظره في هذا الموسم الرياضي الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الإفريقي سليم الرياحي ورئيس الترجي حمدي المدّب ورئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين لم يحضروا الجلسة ونابهم عن ذلك تواليا كل من خليل محجوب ورياض بنور وجلال كريفة...