باحثون تونسيون توصلوا إلى إظهار أن التربة التونسية تزخر بالأتربة النادرة الأرفع قيمة من الذهب التوصل إلى تقنية جديدة في إلغاء التكلس من قنوات وعدادات المياه
تجربة نوعية من النباتات المقاومة للجفاف
كشفت زيارة لعدد من الإعلاميين ومكونات المجتمع المدني إلى القطب التكنولولوجي ببرج السدرية عن مخزون نوعي وكمي من البحوث العلمية في مجالات الطاقات المتجددة والماء والمواد البيئة وهي محاور على صلة مباشرة بالواقع التنموي والاقتصادي للبلاد.
غير أن هذه البحوث وعلى أهميتها ونجاعتها لا تزال "سجينة المخابر" ولم تخرج من أسوار القطب التكنولوجي لعدة أسباب أبرزها باعتراف الباحثين والمشرفين على القطب النقص الفادح في الاتصال والتواصل بين المؤسسات الصناعية والباحثين الذي لم يرتق إلى المستويات المطلوبة.
ومن أهم نتائج البحث التي تم استعراضها الشروع في تحليل التربة التونسية للكشف عن مادة الذهب ومعرفة الكميات ونجاعتها إلى جانب استعراض تقنية جديدة للتقليص بنسبة 50 بالمائة في التكلس على مستوى عدادات وقنوات الصوناد. ومن النتائج الأخرى تقديم نتائج مركز البيوتكنلوجيا من خلال الوصول إلى نتائج لتحسين خصوبة التربية واختبار نباتات تتأقلم مع المناخ الحار ولاحظ الباحثون انه في حال نجاح التجارب 100 بالمائة بالإمكان جعل قفصة خضراء بهذه الأصناف من النباتات. كما تم التوصل إلى تقنية تحلية المياه بواسطة الطاقة الشمسية إلى جانب تجارب أخرى في مجال البوغاز من اجل إنتاج الغاز انطلاقا من الفضلات.
ربط الصلة مع المحيط الاقتصادي
أعلن نجيب المنصوري الرئيس المدير العام لشركة التصرف في القطب التكنولوجي ببرج السدرية خلال لقاء إعلامي انتظم الخميس عن الشروع بداية من سبتمبر 2016 في تنظيم الأيام الوطنية للبحث والتطوير تحت شعار "التجديد المتكامل" كخطوة وفق رأيه في مزيد انفتاح القطب على محيطه الخارجي ولا سيما الصناعيين والمهنيين.
ولاحظ أن القطب منذ انبعاثه في افريل 1984 شكل القطب التكنولوجي ببرج السدرية من ولاية بن عروس أول مؤسسة للبحوث يقع إحداثها خارج الإطار الجامعي وتجمع بين الفضاء الجامعي والبحثي والصناعي.
ورغم مكوناته النوعية ومؤهلاته الفريدة بقى المركز القطب في حاجة إلى تشبيك أكثر مع المحيط الاقتصادي بالنظر للحلول التي يقترحها على أكثر من قطاع فخلال يوم إعلامي نظمته شركة التصرف في القطب التكنولوجي ببرج السدرية بالتعاون مع مجمع الوكيل اليوم الخميس عرض المشرفون على مراكز البحوث والمؤسسات الجامعية بالإضافة إلى أصحاب مشاريع منتصبة مختلف أوجه الأنشطة ومشاريع البحث التي يقوم بها المركز.
ويحتضن القطب أنشطة أكثر من 5000 طالب في مختلف الاختصاصات المتطورة كما يؤمن مجالا للبحث والتنمية لحوالي 400 باحث موزعين على 4 مراكز مسخرة للأولويات الوطنية إلى جانب فضاء صناعي يضم محضنة للمؤسسات الناشئة ومناطق وبنايات صناعية مخصصة للتسويغ أوالتفويت.
ويعمل القطب من خلال هذه المراكز على القطاعات المصنفة كأولويات وطنية وهى تكنولوجيات الطاقة والمياه والبيوتكنولوجيا وعلوم المواد ويساند من خلال فضائه الصناعي الذي يحتوى عل محضنة للمؤسسات ومنطقتين صناعيتين لتثمين مجهود البحث والتنمية لمراكزه واستهداف المعنيين بخدمات هذا المجهود حسب الطلب.
كما يعمل القطب وفق رؤساء مراكزه البحثية على استراتيجيات جديدة في التواصل مع كل المتدخلين والى تقريب مواضيع البحوث والتنمية التي يعالجها من اهتمامات محيطها المباشر سواء بالوطن القبلي وتونس الكبرى أو على الصعيد الوطني.
وأكد نجيب المنصوري على أن الإنتاج العلمي للقطب التكنولوجي ببرج السدرية يعادل 10 بالمائة من الإنتاج العلمي على المستوى الوطني ولديه حوالي 40 براءة اختراع غير انه يتم مواجهة صعوبات مالية لتسجيلها.
// تقنية جديدة لإزالة التكلس من قنوات وعدادات الماء//
صرح الباحث في مركز بحوث وتكنولوجيا المياه محمد بن عمر انه توصل إلى تجربة جديدة أظهرت نجاعتها تتمثل في التقليص بنسبة 50 بالمائة من نسبة التكلس وإزالة الكالكار في قنوات المياه وعدادات شركة الصوناد.
وأفاد أن هذه التقنية (المعقدة تقنيا) بإمكانها أن تجنب الصوناد مصاريف باهظة مشيرا إلى أن الصوناد أقدمت على قرض لقيمة 200 مليون دينار من اجل القنوات غير أن هذه التقنية الجديدة بالإمكان أن تغنيها عن هذا القرض والحال ان كلفة هذه التقنية الجديدة تبلغ 1 مليون دينار.
وقال الباحث فريد مختار مدير عام المركز الوطني في علوم المواد انه تم الشروع في تحليل التربة التونسية من اجل التثبت في إمكانية تواجد مادة الذهب وخاصة التثبت من الكميات ونجاعتها، إلى جانب تحليل مادة الرمل التي تحتوي على مواد ثمينة على غرار مادة السيليسيوم التي يتم استعمالها في عديد الدول المتقدمة في مجال التطبيقات التكنولوجية. وأضاف أن تونس تزخر بالتربة النادرة وهي أثمن من مادة الذهب نظرا لان هذه المادة يتم استعمالها في صناعة عديد المواد الالكترونية وخاصة الهواتف الجوالة.
كما لفت إلى تواجد العديد من المواد الهامة والثمينة في مادة الملح الذي ظل حبيسا لاستعمالات عادية.