فلاّح: «نبيعو بالخسارة» مواطن آخر: «الزوّالي حالو تاعبة ... المتوسّط يفارع وربّي يقدّر الخير» مواطن يتمنّى فتوى تلغي الأضحية هذا العام مواطنة: لوازم المدرسة قبل «العلوش» «بع .... سُومو نار ومسمار»، «أحنا اللي بعبعنا ...»، «تحبّوه نطّاح وبلحمو وشحمو، وما يعلفش الشعير»، «الغلاء والكوى، السماح، مانيش معيّد»، «شريت على خاطر الصغار»، «الظروف صعيبة... والأسوام غالية». تلك كانت أبرز الأجوبة التي تواترت على ألسنة المواطنين، والفلاحين و«القشارة» ردا على سؤال «التونسية»، في تحقيقها سواء في الشارع أو في سوق الأضاحي «بعبع وإلاّ مازال؟»، قبل أيام من عيد الإضحى، حيث تباينت الأجوبة بين من اعتبر ان أسعار الأضاحي هذه السنة، في المتناول وبين من رآها مشطّة. صفي الدين الميعادي (رب عائلة) أكد ل«التونسية»، شراءه خروف العيد، مشددا على وجود صعوبة في اقتناء الأضحية، نظرا لغلاء الأسعار. وأشار الميعادي إلى أن المواطن يعاني من مشكل كبير في إقتناء «علوش العيد»، خاصة بعد مصاريف «الخلاعة» ولوازم العودة المدرسية، الذي قال إنها «هرّات» جيوب المواطنين، وجعلت عددا كبيرا منهم غير قادرين على شراء أضحية هذه السنة. م.م (مسؤول بشركة رفض التصوير) أكد أن والده الفلاح أهداه خروف العيد، نافيا وجود أية أسباب إقتصادية وراء عدم شراء «العلوش»، معتبرا أن الأسعار الموجودة في السوق في متناول الجميع. من جهته أكد محمد الكيلاني رئيس «الحزب الإشتراكي اليساري»، الذي وضعته الصدفة في طريقنا أنه لن يقتني الأضحية هذه السنة، على غرار السنوات الماضية، موضحا أنه يفعل ذلك من باب حماية الثروة الحيوانية من الإستنزاف، منبها إلى أن المشكل ليس عقائديا، وإنما إقتصادي بحت. وقال الكيلاني «عندنا مشاكل إقتصادية كبيرة، والمواطن يعاني من أزمة مالية، ومصاريف لا أوّل ولا آخر لها، والبلاد تبحث عن المساعدات والقروض، أضف إلى ذلك القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي لتونس، مما أثقل العجز الاقتصادي... أما سعر الأضحية الذي بلغ 700 دينار، فهو أمر غير معقول، في ظل الظروف العامة السيئة للغاية، والتي لا تسمح للمواطن بإقتناء خروف من أجل يومين أو ثلاثة أيام» وتابع قائلا: «أنا ما عيّدتش عمناول، ولاني معيّد، لا السنا، ولا العام الجاي ... وهذا مبدأ». أما إيناس باللطيف (ربة بيت)، فقد أكدت ل«التونسية» أنها لن تشتري الأضحية هذه السنة، نظرا لتدهور مقدرتها الشرائية، وغلاء الأسعار، معتبرة أن ما يتم تداوله حول رخص الأسعار، غير صحيح، مشددة على أن سعر العلوش الواحد يتجاوز 380 دينارا. جوهر حشيشة (رب عائلة)، قال إنه لم يشتر بعد «العلوش»، نظرا لارتفاع الأسعار، منبها إلى أن عددا كبيرا من المواطنين غير قادرين على إقتناء الخروف هذه السنة، نظرا لتزامن العيد مع العودة المدرسية، وخروج التونسي من فترة «الخلاعة» و«العروسات»، خاتما ب «ربي يعاون الزوّالي». أما خميس بريك (موظف) فقد اعتبر أن الظروف الإقتصادية والمالية التي يمر بها صعبة، وأن أجره الشهري بسيط، مقارنة بمتطلبات الحياة اليومية، مضيفا «أنا توا باش نعيّد العيد الصغير، آش من علوش بربّي؟». فوزي الزراعي (رب أسرة)، أوضح أن شراء الأضحية من عدمه مرتبط بالأسعار والوضع الإقتصادي والنفسي للمواطن، معتبرا أن المواطن يمرّ بأزمات مالية لا تسمح له بشراء الاضحية، مشيرا إلى ان التونسي اقتنى الأدوات المدرسية بالسلفة و«الكريدي». وأضاف «أتمنى من كل قلبي ان يجيز لنا المفتي عدم شراء الأضحية، وألا يكتفي بظهوره للإعلان عن رؤية الهلال من عدمه مضيفا: «السماح... رانا نحن اللي ولّينا نبعبعوا». وشاطرت بثينة الكيلاني (ربة بيت)، سابقيها من المستجوبين في الرأي، مشيرة إلى عدم ابتياعها خروف هذه السنة، نظرا للضائقة المالية التي تمر بها، وعجز ميزانيتها وكثرة الديون التي تعاني منها، خاصة مع تزامن العيد والعودة المدرسية، مضيفة أن الأولوية الآن هي لتأمين العودة المدرسية لأبنائها. أما آمنة مرزوقي فقد أوضحت أن ظروفها المالية صعبة، مضيفة بانها في انتظار الشهرية ل«تتصرف». عاملة في محل لبيع الحلويات (اعتذرت عن ذكر اسمها)، قالت إن الأسعار غالية، وأنها ليست في متناول أي مواطن، معتبرة أن أوضاع المواطنين المادية سيئة، مضيفة: «والله هاني نستنّى في عرفي وقتاش يبعبع، خلي الشهرية تبعبع معاه). من جهته اعتبر جمال ساسي الأسعار مشطة، وأن الظروف صعبة، خاصة هذه الفترة، المتزامنة مع العودة المدرسية، والمصاريف الكثيرة، وأكد ساسي أنه سيبتاع خروف العيد من أجل فرحة أطفاله، مضيفا «الواحد قاعد يلزّ لروحو، يلزّ، يلزّ، وما عندوش حل آخر». مواطنة أخرى اعترضتنا، رفضت الكشف عن اسمها، أكدت أن ظروفها لا تسمح لها بشراء أضحية، الشيء الذي دفعها إلى التشارك مع ابنها (صاحب عائلة)، في شراء «علوش». صلاح الغينتي (رب عائلة) أكد أن الأسعار في المتناول، وأنه بالتحكم في المصاريف، يمكن لأي شخص شراء الأضحية. عبد القادر (موظف ورب عائلة) أكد أن الأسعار في سوق المروج في المتناول، مقارنة ببعض المناطق الأخرى، مثل صلامبو والمرسى، ملاحظا أن الأسعار وصلت إلى حد 1000 دينار وأكثر، وأنه لم يشتر بعد الأضحية ومازال يقوم بجولات في الأسواق. محمد دوقاش (من فوشانة) أوضح، أنه يقوم بجولات لمعاينة الأضاحي والإطلاع على الأسعار التي اعتبرها جيدة، مضيفا «اللي يحب يعيّد ب300 دينار يلقى، واللي يحب يعيّد ب500 دينار يلقى»، منبها إلى ان الظروف الإقتصادية التي يعاني منها المواطن تجعله غير قادر على مواكبة العيد، وقال دوقاش «الزوالي حالوا تاعبة، والمتوسط يفارع، وربّي يقدّر الخير». بدوره قال عبد الستار برهومي (رب عائلة) انه ابتاع الخروف ب730 دينارا، مشيرا إلى غلاء الاسعار، منبها إلى أن الفلاحين و«القشارة» يضعون أسعارا خيالية في محاولة لفرض منطق «أشرب وإلاّ طيّر قرنك»، وانهم مع اقتراب موعد العيد، سيخفضون في الأسعار، وأكد برهومي أن المشكل الحقيقي يكمن في من لهم أطفال وغير قادرين على شراء «العلوش». من جهته أكد صابر خذيري (رب أسرة) أن بورصة الأسعار في ارتفاع، وأن ما يروج له من وجود اختيارات عدة وبأسعار مقبولة غير صحيح، وقال خذيري إنه حاول معرفة ثمن أنثى خروف صغيرة، وأن البائع أجابه بأن سعرها 380 دينارا، مما جعله ينسحب من السوق، موضحا انه سيقتني خروفا تلبية لرغبة ابنه الصغير وأنه سيتداين من أجل ذلك. إقبال ضعيف .... أما بالنسبة للفلاحين و«القشّارة»، فقد اوضح الحبيب حوميد (فلاح) ل«التونسية» أن سوق المروج عرف إقبالا نسبيا، رغم أن الأسعار في المتناول، منبها الى أن جل الاسعار تتراوح بين 300 و700 دينار، وذلك نزولا عند رغبة وزارة التجارة على حدّ تعبيره. من جانبه قال محمد بن جمعة الدهماني (فلاح) ان أسعار الأضاحي في المتناول، وانها تتراوح بين 160 و550 دينارا، منبها إلى أن الأسعار التي حددتها وزارة التجارة، تجعل الفلاح الخاسر الاول، وغير قادر على تحقيق هامش من الربح او حتى تعويض خسارته، مؤكدا انه مرابط بالسوق منذ 10 أيام ولم يبع سوى 5 خرفان. أما حمادة مبروك (فلاح)، فقد بيّن ان المواطنين عزفوا عن شراء الأضحية، رغم أن الأسعار في المتناول، على حد تعبيره، مضيفا «نحن توانسة، نهوّلوا برشة، ثمة نقاش، وثمة بيع وشراء»، ويمكن للمواطن البسيط ان يشتري الاضحية. واعتبر سمير مفتاحي (فلاح) أن إقبال المواطنين على شراء الأضاحي ضعيف، رغم أن الأسعار في متناول الجميع، حسب قوله، حيث تتراوح بين 350 و600 دينار، (سعر خروف يزن 60 كلغ 400 دينار)، مؤكدا أن أسعار الأضاحي هذه السنة معقولة جدا، مقارنة بالسنة الفارطة، بسبب ضخ كميات كبيرة من الخرفان، منبها إلى ان ل«القشّارة»، دورا في التأثير الفعلي على الأسعار. «نبيعوا بالخسارة» أكد عديد الفلاحين الذين تحدثنا إليهم في السوق أن كلفة الخروف تتجاوز سعر بيعه، مشددين على ضرورة مساعدة الدولة لهم في سعر العلف، الذي اعتبره العديد منهم مرتفعا، ويسبب خسائر للفلاح، ويرّفع في سعر «العلوش»، وعلق احد الفلاحين قائلا «أنا نربّي العلوش عام كامل، من علف إلى غير ذلك ثم ناتي به ، وهوما موش عاجبهم»، فيما نبه الفلاح عياش مبروكي إلى عدم توفر العلف، وارتفاع سعره، مضيفا «الاتحاد موش معاونّا، واحنا قاعدين ناخذو في العلف من الإتحادات، وهذا إلي غلّى في سوم العلوش». وأكد معظم الفلاحين أن سعر القنطار من الشعير وصل إلى 45 دينارا، وأن سعر «بالة» القرط وصل إلى 13 دينارا، ممّا يستحيل معه تحقيق الفلاح أي ربح، ويتسبب في ارتفاع سعر الأضحية. «القشارة» بدورهم اشتكوا من ضعف اقبال المواطنين الذي اعتبروه مؤشرا سيئا. نسيم شاب وجدناه في سوق الأضاحي بالمروج، قال ل«التونسية»، إن الاتهامات الموجهة ل«القشارة»، بأنهم وراء ارتفاع الأسعار خالية من الصحة، مؤكدا ان هامش ربحه في الخروف 30 دينارا فقط، وان أسعار خرفانه لم تتجاوز 480 دينارا، اضافة الى اضطراره في بعض الاحيان الى البيع بخسارة تناهز الخمسين دينارا في الخروف الواحد، مؤكدا أن سعر الأضاحي في انخفاض ملحوظ، منذ بداية البيع إلى اليوم، و أن الانخفاض سيتواصل في الأيام القادمة.