لا حديث هذه الأيام الا عن «علوش العيد» اذ لم يعد يفصلنا عن عيد الاضحى سوى أيام معدودة، ولعل ما يميز الاهتمام بهذه المناسبة الارتفاع الغريب في أسعار الخرفان الذي فاق كل حدّ ولم يجد له الجميع تبريرا في ظل توفر الاعلاف بكميات مناسبة خاصة بعد هطول الأمطار في مناسبات كثيرة. ولكن الغريب ان جميع الأطراف المتداخلة تبرر الاشكالية وتحاول ايجاد تفسيرات لا تقنعها الا هي. «الشروق» رصدت الموضوع عبر عدد من مراسليها في مختلف جهات الجمهورية. في بسيدي بوزيد: عرض محدود وأسعارتجاوزت الحدود سيدي بوزيد الشروق: بدأت أسواق الدواب في مختلف مناطق سيدي بوزيد تشهد خلال هذه الأيام حركية كبيرة وأصبحت تغصّ بأنواع عديدة من الأضاحي من خرفان صغيرة ومتوسطة وأكباش كبيرة الحجم الى جانب أعداد محدودة من رؤوس الأغنام الإناث والماعز وصارت هذه الأسواق قبلة لمختلف الأطراف المتداخلة في عملية الشراء والبيع من فلاحين مربين ووسطاء و«ڤشارة» ومستهلكين. «الشروق» قامت بزيارة لعدد من الأسواق الأسبوعية التي تعتبر من أهم الأسواق التي تعرض فيها أعدادا كبيرة من رؤوس الأغنام (الأضاحي) ويتوافد عليها التجار من كل جهات البلاد التونسية وهي (الفائض والرقاب وبئر الحفي وسيدي بوزيد والمزونة) وذلك للاطلاع على أسعار وجودة الأضاحي المعروضة وللوقوف على بعض الانطباعات لبعض المتسوقين والمربين والمستهلكين والتجار حول المعروضات وقد لاحظنا في مختلف هذه الأسواق أن الخرفان المعروضة رغم وفرتها فإنها تبدو أقل عددا وحجما بالمقارنة لما كان يعرض في مثل هذه الأيام من السنوات القليلة الماضية الشيء الذي رفّع كثيرا في مستوى الأسعار وما فرض نوعا من الكساد. في هذه الأسواق وقلة الشراءات والكل ينتظر الأيام والساعات التي تأتي مباشرة قبل اليوم الموعود فالمربي والتاجر ينتظران فرصة بيع أضاحيهم بالأسعار التي ترضيهم وزيادة والمستهلك ينتظر انخفاض الأسعار في صورة تضخّم العرض وبين هذه الأطراف المذكورة ثمة أنفار من المتسوقين من أقدموا على شراء أضاحيهم دون الدخول في مغامرة قد لا تنفع وقد تجلب الحسرة والندم في صورة ارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة. حتى «الإناث» ارتفعت أسعارها! السيد الطاهر البوزيدي لمنحناه يجوب رحبة الأغنام الكائنة بسوق الدواب «بالفائض» جيئة وذهابا فاقتربنا منه وسألناه عن حالة السوق فأجابنا متحسرا وهو يقول «حتىالنعاج والبركوسة أسعارها طارت في الجوّ العالي!» وأضاف «النعجة غير متوفرة بالسوق لأنها لم تضع مولودها بعد وحتى وإن وُجدت فهي قليلة ولذا فإنه لا مفر من شراء علوش أو بركوس أو أن نعود الى زمن الأسهم والحصص والمنابات...» وشاطره في الرأي آخران قدما من منطقة أولاد فرحان يبحثان عن «نعجة» أو «بركوسة» يقتسمانها يوم العيد وذلك لعدم قدرتهما على شراء أضحيتين بهذه الأسعار المشطّة، وأمام هذا الوضع فإنه أصبح من الصعب وعلى غير العادة الحصول على هذا النوع من الأضحية لارتفاع سعرها وقلة وجودها. وفي سوق الدواب بمعتمدية الرقاب وجدنا أحد المربين من منطقة «الرضّاع» يتحدث الى عدد من التجار الذين التفوا حول خرفانه الضخمة وهو يقول «إن كل خروف من هذه الخرفان بلغت كلفته 380 دينارا ولذلك لا أقدر على بيعه أقل من 450 دينارا لأن كل أفراد العائلة تجندوا لرعاية القطيع وتربيته وسهروا من أجله الليالي لحمايته من السرقة فضلا عن مصاريف نقله وتنقله بين الأسواق من الآن حتى اتمام بيعه، ويقول كذلك هذه الأسعار مضطربة ولا تتوازى مع الكلفة الحقيقية للخرفان والسبب الرئيسي هو ارتفاع سعر العلف والقرط والدواء واليد العاملة وما الى ذلك وبالتالي يبدو أن خرفاني سوف لن تباع الا في جهتي الساحل أو العاصمة. وفي سوق الدواب بالمزونة أفادنا أحد التجار أن ارتفاع الأسعار الذي تردّده الألسن لم يكن واضحا للعيان غير أن القدرة الشرائية هي التي تراجعت بسبب كثرة المناسبات وأشار في حديثه معنا الى أن الأسعار تشهد ارتفاعا مهولا في السنوات القادمة وذلك بسبب فقدان العديد من رؤوس الأغنام الأمهات التي تم ذبحها وبيعها بأثمان متدنية من جهة وكذلك بسبب عدم وفرة «العلوش» الذي يولد في مثل هذا الفصل يعني انه في السنوات القادمة سوف يتم عرض الخرفان التي تبلغ من العمر سنة فأكثر وبقدر ضخامة حجمها ستكون ضخامة سعرها...! محمد صالح غانمي قفصة: المستهلك بين مطرقة الفلاح وسندان «الڤشّار» الشروق مكتب قفصة: السؤال الوحيد الذي بات يطرحه أرباب العائلات هذه الايام هو هل اشتريت علوش العيد، اذ لم يعد يفصلنا عن موعده سوى أيام معدودات وأغلب الأسر في ولاية قفصة بدأت تستعد لاقتناء الاضاحي وشهدت «البطاح» والاسواق حركية ومثلت قبلة الجميع ولكن امام غلاء أسعار الأضاحي بصنفيها العلوش والبركوس جعل العديد يؤجل العملية حتى الايام الاخيرة قبل يوم العيد ممنين النفس بانخفاض الاسعار او بتدخل الدولة واستيراد الاضاحي حتى ينزل السعر. «الشروق» زارت السوق الاسبوعي للأغنام بقفصة وتحدثت الى بعض الأطراف من مربين ومستهلكين وكذلك التجار و«الڤشارة» وكان الاتفاق حول ارتفاع الاسعار بنسبة لا تقل عن 30٪ مقارنة بالسنة الفارطة معللين ذلك بقلة العرض من ناحية وبغلاء الاعلاف وكذلك هيمنة التجار القشارة من ناحية ثانية ليبقى المتضرر الوحيد هو المستهلك المحكوم برغبة الاطفال والبنين يتأرجح بين مطرقة الڤشار وسندان الفلاح وفي النهاية يشتري رغم ان الاسعار من نار. «الشروق» سألت بعض الأطراف المتداخلة في العملية وخرجنا بالآراء الميدانية التالية: محمد مسعود صويلح (مربي) علل ارتفاع الاسعار بقوله هناك أسباب عديدة أهمها ارتفاع سعر الاعلاف اذ ان الكيس الواحد تجاوز 18 دينارا، هذا إن وجد اضافة الى احتكار القشارة لسلع وهم الذين يتحكمون في الترفيع في الاسعار وبين هذا وذاك يتأرجح الشاري المدفوع برغبة أبنائه. الغزالي فرحات (مستهلك) علق قائلا: أظن ان الاهم في هذه المسألة هو توفر البضاعة بمختلف الاثمان تتصرف العائلة التونسية بحنكة وكل حسب مقدرته الشرائية وانطلاقا من زيارتي للسوق فإن البضاعة موجودة والاسعار متفاوتة وكل الاصناف موجودة وبإمكان المستهلك ان يشري أضحية ب240د وهناك ايضا ب500د او أكثر وكل حسب ميزانيته وحسب عدد أفراد عائلته لتبقى الغاية واحدة هي الفرحة واللمة العائلية وتوفير الاضحية يوم العيد. منير علياني(مربي وتاجر أغنام) قال ان الاسعار حسب رأي الشاري من نار لكن بالنظر الى الكلفة فإن ذلك غير صحيح، فارتفاع سعر العلوش والبركوس مرتبط أساسا بسعر الاعلاف وبالعرض والطلب فالشعير رغم انه مدعم لا يصل المربي الا بسعر تجاوز 27د وهذا غير معقول ولابد من الضغط على المحتكرين من تجار الاعلاف وكذلك الڤشارة حتى تستقر الاسعار. وبين هذا وذاك يبقى الاتفاق السائد بين الأطراف الثلاثة المستهلك والفلاح والڤشار هو غلاء الاسعار وعدم توفر الرؤوس بالعدد الكافي في الأسواق حتى يتوافق العرض مع الطلب ويبقى الجميع في انتظار انتصاب نقاط البيع بالكلغ هذه العملية التي دأب عليها العديد في المدن الكبرى ليتسنى للمواطن الاختيار حسب الوزن والحجم وبذلك يتم القضا ولو نسبيا على الاحتكار. مصنف الشريف وحسين الحيدوري في بنزرت: هدوء نسبي في أسعار الخرفان والمراقبة الاقتصادية بالمرصاد ل «الڤشارة» مكتب الشروق بنزرت : منذ أقل من شهر تعكف عديد الهياكل الجهوية بولاية بنزرت لتأمين أفضل الظروف لانطلاق عرض الاضاحي بالأسواق. «الشروق» حاولت انطلاقا من هذا «التحقيق» الوقوف على طبيعة هذه الاستعدادات ورصد حال الحركية التجارية بأغلب معتمديات الجهة. تشير المعطيات المتوفرة لدينا ان مجموع «الخرفان» التي من المعتاد توفيرها خلال هذه المناسبة في حدود 50 ألف رأس منها 25 ألف علوش تتزود بها الولاية من عديد الجهات أبرزها القيروانوسيدي بوزيد وسليانة والقصرين. وأفادتنا بعض المصادر المسؤولة بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ان بنزرت احدى المناطق المختصة بالأساس في تربية الأبقار بالنظر الى خصوصياتها الطبيعية ولعدم وفرة المراعي في بعض المعتمديات الداخلية لذا فإنه يتم اللجوء خلال مثل هذه المواعيد من السنة للتزود بالعلوش من ولايات الوسط. 6 أسواق لعرض العلوش وباتصالنا بالسيد محسن بن علي المدير الجهوي للتجارة أوضح ان تتم عملية تزويد الأسواق بالخرفان بشكل طبيعي مع الحرص على وفرة الأضاحي وعقلنة وترشيد الاسعار حفاظا على المقدرة الشرائية للمواطن التونسي. وانه يتم أسبوعيا تزويد أسواق الدواب بالجهة بمعدل 4000 الى 6000 رأس علوش مضيفا انه مع اقتراب عيد الاضحى من المنتظر ارتفاع عدد الخرفان وانتشار البطاح وحلقات العرض التي تعد كل سنة خصيصا لمثل هذا الموعد... وتتوزع الستة أسواق المنظمة بالجهة بكل من: بنزرتالمدينةماطر غزالة أوتيك رأس الجبل منزل بورقيبة. «القشارة» وعن تدخلات فرق المراقبة الاقتصادية علمت «الشروق» ان الحملة انطلقت منذ منتصف شهر اكتوبر المنقضي لتتواصل الى يوم العيد وذلك للاطلاع على وضع التزويد ومراقبة مستوى الأسعار... وقد شملت الزيارات التي تمتد على كامل أيام الأسبوع كل الأسواق المنظمة والمعروفة بمعتمديات جهة بنزرت. وأفادنا السيد محسن بن علي بأن هذه المراقبة ترمي لتحديد هوية المتدخلين من مربين وفلاحين وتجار سواء من بنزرت أو ولايات أخرى... وللإشارة فإن الاسبوع الثاني لانطلاق حملة المراقبة الاقتصادية أسفرت عن محاضرة عدد هام من «الڤشارة» والحد من تواجد المتطفلين مع استقرار وهدوء نسبي في أسعار العلوش المعروض للبيع. ويبقى «الانتاج الحيواني» ببنزرت من الانشطة الواعدة حيث بلغت قيمة الانتاج 29٪ من المساهمة في القطاع الفلاحي للجهة حسب آخر الاحصائيات المتوفرة لدينا ويعمل بهذا القطاع 7600 مرب في صنف الاغنام. ايمان عبد الستار الوطن القبلي: الحرفاء متخوفون والدوائر المسؤولة تطمئن الوطن القبلي الشروق: لا حديث خلال هذه الأيام في مختلف مدن الوطن القبلي، إلا عن «علوش العيد» الذي أصبح هاجس كل العائلات. البعض من أرباب الأسر، سارع بالشراء خوفا من التهاب الأسعار في اللحظات الأخيرة، والبعض الآخر مازال ينتظر مفاجأة قد تحدث بانخفاض الأسعار الى أدنى مستوياتها، بعد توفر العرض بالشكل المطلوب. «الشروق» تجولت في عدة أسواق بمختلف جهات الوطن القبلي، وسجلت عدة انطباعات. بداية الجولة كانت من السوق الأسبوعية بمنزل تميم وهي سوق تنتصب كل يوم ثلاثاء وتعد من أكبر الأسواق في الولاية حيث تجمع عشرات من الباعة حول عدة رؤوس من الخرفان. وقد لاحظنا أن عمليات البيع والشراء في هذه السوق تتم بوتيرة بطيئة. والسبب يعود الى أن الأسعار مرتفعة نسبيا مقارنة بالموسم الفارط. وقد علل أحد الباعة ذلك، بارتفاع كلفة العلف والنقص الملحوظ في المراعي وارتفاع معاليم النقل والانتصاب داخل السوق. في حين يرى السيد خليفة البعزاوي وهو فلاح ومربي ماشية، أن الأسعار تخضع لقوانين العرض والطلب، فهي ترتفع وتنخفض من يوم لآخر ومن سوق لأخرى. وأضاف قائلا أن الفلاح ورغم الصعوبات والمتاعب التي يلاقيها على امتداد السنة، فإنه على قدر من القناعة ويراعي دائما المقدرة الشرائية للمواطن. لكن الدخلاء على السوق وأعني بهم «الڤشارة» هم سبب البلية، لأنهم أصبحوا يتحكمون في سعر السوق. وللمستهلك رأي اخر، اذ يرى السيد الحبيب بن رمضان (نجار) أن تذمرات مربي المواشي وجشع القشارة، سيزيد في التهاب الأسعار. ومن الصعب أن تنزل الأسعار الى أدنى مستوياتها، نظرا لوجود فئة أخرى من المحتكرين وأعني بهم الجزارة. وفي كل الأحوال فإني سأجد نفسي مضطرا الى شراء خروف، تتوفر فيه شروط الأضحية مهما غلا ثمنه. لأني سأقدمه قربانا الى المولى سبحانه وتعالى. وفي المقابل يرى السيد نجيب بن زيد، أن الأسعار مرتفعة خاصة خلال هذه الأيام ومن الصعب شراء خروف تتوفر فيه المواصفات ويستجيب لحاجيات عائلة تتركب من خمسة أفراد بأقل من ثلاثمائة دينار. ويأمل السيد نجيب أن تنخفض الأسعار في قادم الأيام، حتى يتسنى لأرباب العائلات من ذوي الدخل الأدنى شراء أضاح دون تداين. جولتنا تواصلت في أسواق أخرى من الولاية، كسوق بوعرقوب الأسبوعية التي تنتصب كل يوم اربعاء. وسوق الدواب بقرمبالية التي تنتصب كل يوم سبت، حيث وقفنا على تشابه الأجواء وارتفاع الأسعار وتذمرات المستهلك وتبريرات الفلاح. ولتبديد هذه الحيرة والتخوفات، أفادنا مصدر مسؤول من دائرة الانتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل، أن ما يروجه البعض عن ارتفاع متوقع للأسعار لا أساس له من الصحة. وهي شائعات تقف وراءها فئة معينة ممن يعرفون بالقشارة، الذين يتحولون بين عشية وضحاها الى تجار مواش، ممنين النفس بأرباح وفيرة على حساب القدرة الشرائية للمواطن. ودعا المصدر ذاته الى عدم التسرع واللهفة، لأن الخرفان متوفرة بالأعداد اللازمة سواء لدى الدواوين أو لدى الفلاحين، وأن الأسعار ستنخفض بتوفر العرض. ومن جهته نصح السيد حسن الجنحاني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل المواطن باقتناء الأضاحي من نقاط البيع المنظمة التي لا يمكن أن تطالها يد القشارة. وعن حاجيات الولاية من خرفان العيد ذكر السيد حسن الجنحاني انه لا يمكن ضبط الحاجيات بصفة دقيقة، نظرا لتواصل ظاهرة تربية الأسر لكبش العيد، وكذلك لحرص بعض المواطنين على شراء الخروف قبل أشهر عديدة، بالإضافة الى ما يتوفر للعائلات ذات الدخل المحدود عن طريق المد التضامني، وهو ما يجعل لكل أسرة كبشها. ولاحظ السيد الجنحاني أنه مهما كانت حاجيات الولاية من أكباش، فإن ذلك متوفر بالعدد الكافي وزيادة، لأنه اذا أخذنا بعين الاعتبار كل العوامل التي شرحناها سابقا فإن الطلب على الأضاحي لن يتجاوز 30 ألف أضحية وهذا العدد أقل بكثير من المخزون الذي تتوفر عليه الولاية. عماد خريبيش بن عروس: أسعار بعيدة عن قدرة المشترين بن عروس (الشروق) : قبل حوالي أسبوعين من حلول عيد الاضحى المبارك ظهرت في مدينة بن عروس عديد نقاط بيع الخرفان في خطوة استباقية أراد منها بعض التجار والفلاحين التلخص من بضاعتهم وبالأسعار التي يريدونها في حين رغب بعض المواطنين في شراء أضحيتهم قبل أن تلتهب الأسعار أكثر. فمن المستفيد الحريف ام التاجر؟ في البداية تأكدنا ان أغلب العارضين للخرفان هم من التجار غير الفلاحين وهم يتزوّدون بالقطعان من المناطق الريفية القريبة والبعيدة عن العاصمة ويتصلون مباشرة بالفلاح فتكون الاسعار مناسبة عند الشراء ولكنها تتطلب مجهودا وتنقلا وسهر الليالي حسب تصريح أحد التجار ولذلك من الطبيعي ان تكون الأسعار مرتفعة وهي لا تقل عن 150د في أكثر من مكان زرناه ولو ان هذه النوعية من الخرفان غير موجودة بكثرة بل ان أغلب ما يعرض هي الخرفان ذات القرون الكبيرة التي يرغب الأطفال خاصة في شرائها وأسعارها ملتهبة والمتأمل في ما يعرض حاليا في هذه الأماكن يلاحظ ان ما يعرف «بالعلوش الغربي» هو الأكثر تداولا وهو ما يفسره أحد الباعة برغبة المواطن في هذه النوعية من الخرفان التي يقل شحمها ويكثر لحمها وبما ان الطلب كثير فإن الأسعار ترتفع ولا تقل عن ثلاثمائة دينار في كل الحالات التي اعترضتنا. وأثناء حديثنا مع بعض المواطنين الذين بدؤوا في زيارة نقاط البيع هذه للاطلاع على السعر والجودة لم يخف أغلبهم اندهاشه من ارتفاع الأسعار مقارنة بالموسم الفلاحي الممطر الذي سبق وبكثرة المراعي التي أنقذت الفلاح من مصاريف العلف والحبوب التي ساهمت في السابق في ارتفاع الاسعار وهو ما تقبله المواطن على أمل ان تتراجع الاسعار عند المواسم الممطرة، هذا التبرير نفاه احد الفلاحين الذي كان يتحاور مع بعض الحرفاء مؤكدا ان مصاريف القطيع مرتفعة على امتداد السنة وهي لا تقتصر على الاعشاب والمراعي ولكم ان تلاحظوا «على حد قوله» أسعار الحبوب بجميع أنواعها وأسعار العلف وما يتطلبه الرأس الواحد طيلة السنة الواحدة اضافة طبعا الى مصاريف اخرى وعناية متواصلة وتعب وسهر وحتى مراقبة مستمرة للوقاية من مخاطر السرقة التي تنشط خلال هذه الفترة. نفس الفلاح أبدى اندهاشه من اختلاف الاسعار مقارنة بما يتم بيعه للتجار على عين المكان والسعر الذي يتم تداوله في الاسواق أيام العيد غير ان بعض المواطنين تفطنوا لهذه الحلقة وتخلصوا منها من خلال التحول مباشرة الى الفلاح حيث أكد لنا احد المواطنين انه تعوّد ان يتحول صحبة بعض جيرانه الى مناطق فلاحية مجاورة لبن عروس ويشيرون أضحيتهم مباشرة من الفلاح الذي يتكفل بالعناية بالخرفان طيلة المدة التي تسبق ليلة العيد بدون مقابل بعد ان أصبحنا نتعامل معه سنويا. ورغم تنوع مصادر البيع والشراء يبقى الجدل قائما حول مدى ارتفاع أسعار الاضحية وهل بإمكان المواطن العادي توفير ثلاثمائة دينار كحدّ أدنى لشراء «كبش العيد» سواء من الاسواق او من المراكز العمومية وكيف يمكن تقليص الهوة بين رغبة المواطن وطموح الفلاح او التاجر؟! محمد بن عبد ا& قابس: فوضى عجيبة في سوق الاضاحي الشروق مكتب قابس: أيام قليلة تفصلنا عن الموعد الرسمي لعيد الاضحى المبارك وقد بلغت الاستعدادات الخاصة لإنجاح موسم الاضاحي أشواطا هامة ومست جميع الفئات في هذا القطاع بداية من الفلاح والمنتج وصولا الى المواطن... المستهلك أو المرشدين للمواطن في هذا الميدان... وقد تركزت الاهتمامات حول ضمان نجاح الاسواق التي يتردد عليها المواطن لشراء علوش العيد عبر الملصقات واللافتات المرشدة له الا ان سوق الجمعة بمنزل قابس التي تلعب دورا مزدوجا خلال فترة العيد وتصبح سوقا بمعايير مختلفة لا تزال تعيش حالة من الفوضى وتصبح سوقا بمعايير مختلفة لا تزال تعيش حالة من الفوضى والأوساخ المنتشرة هنا وهناك رغم وجودها في قلب مدينة قابس وقد نتج عن هذه الوضعية اللجوء الى عديد الاسواق الخاصة المنتظمة عشوائيا وأصبح المواطن يتردد عليها هروبا من حالة الفوضى في هذه السوق المتاخمة لواحات قابس ومحطة النقل والبري واللوحات لفتة كريمة نهمس بها في أذان السلطات البلدية كي تولي هذه السوق العناية الأزمة.