كما كان متوقعا، استجابت هيئة الفريق لضغط الجمهور وقدمت المدرب الفرنسي دانيال سانشاز كبش فداء لهزيمة «الدربي» بعد أن قررت وضع حد لمهامه بسبب تعارض أفكاره الرياضية ومشاريعه التكتيكية مع أفكار هيئة الرياحي حسب تبرير المدير التنفيذي خليل محجوب الذي أعلم دانيال بقرار الإقالة. هيئة الرياحي مسحت ذنوبها وما أكثرها في جلباب الفرنسي الذي وإن وقع في بعض الأخطاء فإنه من الإجحاف أن يقع تحميله وزر خيبات الفريق الأخيرة فالرجل عمل في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها لا تليق بفريق كبير وب«عقلية» ناد يفكر في العالمية ويريد دخول الاحترافية من أوسع أبوابها، سانشاز لم يشارك في الانتدابات ولم تقع استشارته فيها كما لم يؤشر على قائمة الراحلين هذا إضافة إلى الضغوط الكبيرة التي مورست عليه وإلى الشائعات التي لاحقته في الفترة الأخيرة والتي أفقدته سيطرته على بعض كوادر المجموعة ولكنه حافظ على برودة أعصابه وواصل عمله باحترافية قل نظيرها حيث لم يشكك يوما في لاعبيه ولا في الهيئة المديرة واحترم الفريق وجماهيره إلى أن وقعت تنحيته لتنجو رؤوس أخرى هي السبب الرئيسي في اللخبطة التي يعيشها الفريق. دانيال سانشاز ووكيل أعماله التقيا مساء أمس بخليل محجوب المدير التنفيذي لإنهاء العلاقة فعليا حيث علمنا أن الفرنسي سيحصل على 3 جرايات بما أن الإفريقي هو من اختار إيقاف العقد هذا علاوة على منح الفوز بالبطولة مع جرايات غير مستخلصة لتصل بذلك تكلفة الطلاق مع سانشاز نصف مليار. «الكوكي» يجدد العهد هيئة الإفريقي لم تتأخر كثيرا في الإعلان عن خليفة الفرنسي دانيال سانشاز، حيث اختار الرياحي معاودة التجربة مع المدرب نبيل الكوكي الذي قدم موسما استثنائيا مع الهلال السوداني قاده فيه إلى بلوع نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية. الكوكي متعود على أجواء الحديقة فقد سبق له اللعب بألوان الفريق قبل أن يتولى خطة مدرب مساعد مع الجزائري عبد الحق بن شيخة ليختاره بعدها سليم الرياحي مدربا أولا للفريق في موسم 2012 – 2013 وقد نجح وقتها في قيادة الفريق إلى مرحلة التتويج بعد التساوي في النقاط مع الترجي الرياضي التونسي والنادي البنزرتي. نتائج لم تكن كافية لتجنيبه الإقالة بعد أن خيّر الرجل الأول في الفريق التعاقد مع فوزي البنزرتي الذي لم يجن معه الفريق وقتها سوى نقطة يتيمة من ست مواجهات. الكوكي عاد مجددا إلى الحديقة بعقد قصير الأمد يمتد إلى موفى 2016 وقد باشر مهامه عشية أمس بعد مصافحة مع الإعلاميين. المدرب السابق للهلال السوداني يمتلك كل أدوات النجاح شريطة أن يجد المجال لتطبيق قناعاته لا املاءات بعض الوجوه الغريبة عن القلعة الحمراء والبيضاء. حلّ لجنة التنظيم نبقى مع قرارات هيئة الإفريقي التي تلت خسارة «الدربي» لنشير إلى قرار حل لجنة التنظيم نتيجة الأحداث المؤسفة والغريبة التي أتتها جماهير النادي الإفريقي بين شوطي المواجهة والتي ستترتب عنها عقوبات من مكتب الرابطة هذا إضافة إلى جبر الأضرار التي لحقت بمدرجات ملعب رادس. إشادة ب«البوسليمي» المدرب المقال دانيال سانشاز أثنى كثيرا على أداء المدافع علاء البوسليمي الذي كان بحق أحد نجوم الدربي في تشكيلة الإفريقي، البوسليمي ورغم افتقاده لنسق المباريات والتحاقه المتأخر بتدريبات المجموعة، دخل مباشرة في صلب الموضوع وقدم عطاء غزيرا مع روح قتالية كبيرة ليست بالجديدة عنه فكان المفاجأة السارة في دفاع الأحمر والأبيض. البوسليمي سيواصل الظهور في التشكيلة خاصة مع إصابة الدولي الجزائري هشام بالقروي والتي تتطلب عشرة أيام راحة ، وإقصاء ياسين الميكاري الذي سيغيبه عن مباراة الجولة القادمة ضد الترجي الجرجيسي. «السمسار» يستفز «سانشاز» قلنا إن الفرنسي دانيال سانشاز قد عانى الأمرين في الفترة الأخيرة وذلك نتيجة إصرار البعض على الدفع به خارج الحديقة لأنه لم يسمح لهم بتحقيق غاياتهم الخاصة، أول السعداء بقرار رحيل الفرنسي هو أحد وكلاء اللاعبين الذي قام ببعث رسالة قصيرة لدانيال سانشاز تضمنت ألفاظا نابية، هذا الوكيل وإضافة إلى مساهمته الكبير في تمرد شق من «الزمقرية» بات يتحرك بحرية في الفترة الأخيرة حيث قضى ليلة المباراة في النزل الذي أقام به اللاعبون وهي حركة تكشف حالة الفراغ الإداري الذي يعاني منها الفريق والتي تتطلب تدخلا سريعا لوضع حدا لهذه التجاوزات الغريبة التي سيكتوي منها الفريق مجددا. «خليفة» مستاء صابر خليفة لاعب محترف بكل ما للكلمة من معاني وأنموذج يحتذى به في الانضباط والعطاء الغزير واحترام المنافسين أيضا وقد أضحى في وقت وجيز معشوق الجماهير التي باتت تتغنى باسمه. «ولد خليفة» ورغم أن أداءه بقي في القمة، فإنه لم يكن في أفضل حالاته النفسية في الفترة الأخيرة نتيجة عدم حصوله على مستحقاته المالية، حيث علمنا أنه لم يتمكن من صرف «الشيكات» التي مكنته منهما الهيئة المديرة والبالغ قيمتها 274 مليونا وذلك لغياب الرصيد. خليفة ليس الوحيد الذي واجه هذا الإشكال بما أن أكثر اللاعبين لم يتحصلوا على مستحقاتهم وهو ما يفرض تدخلا عاجلا من سليم الرياحي لغلق هذا الملف حتى يركز الجميع على المستطيل الأخضر.