تغير الإطار الفني للنادي الإفريقي، رحل دانيال سانشاز ووصل نبيل الكوكي ولكن أداء ونتائج الفريق لم تتغير، حيث تلقت جماهير الأحمر والأبيض انتكاسة جديدة بعد سقوط فريقها عشية السبت الماضي ضدّ الترجي الجرجيسي وهي الهزيمة الثالثة لزملاء وسام بن يحيى في اللقاءات الخمسة التي خاضوها إلى حد اللحظة. ولئن كانت الهزيمة الأخيرة نتيجة خطإ ظاهر للعيان من الحكم المساعد الذي أقر شرعية هدف حمدي المبروك المتواجد في موقع تسلل واضح، فإن أبناء الكوكي لم يقدموا ما يشفع لهم بالعودة حتى بنقطة التعادل حيث تباعدت الخطوط وغابت الروح وشخصية الفريق لتكون الهزيمة نتاجا طبيعيا لأداء محتشم من لاعبين صرفت المليارات من أجل استقدامهم. «الرياحي» يهدد بالانسحاب خطأ مساعد ياسين حروش الذي كلف الإفريقي فقدان النقاط الثلاث، كانت له انعكاسات كبيرة وخطيرة على علاقة هيئة الفريق بالجامعة التونسية لكرة القدم والإدارة الوطنية للتحكيم والرابطة الوطنية لكرة القدم، حيث اعتبرت هيئة سليم الرياحي أن فريقها بات مستهدفا وأن هناك رغبة كبيرة من هذه الهياكل في إبعاد الفريق عن منصات التتويج. سليم الرياحي الرجل الأول في الفريق عبّر صراحة عن رغبته في الانسحاب والسبب استياؤه من المظالم التحكيمية الصارخة التي تعرض لها الفريق في مواجهتي «الدربي» والترجي الجرجيسي ومن حملة التشويه التي تستهدفه وتستهدف التقليل من استحقاقات الفريق. الرياحي الذي لم يحضر الاجتماع الطارئ الذي عقدته هيئته المديرة صبيحة أمس والذي دام لساعات طويلة، بحكم تواجده خارج أرض الوطن، أكد على غياب رغبة حقيقية من قبل المسؤولين على الكرة في تونس في مكافحة الفساد وفي إصلاح المنظومة التحكيمية التي تضرر منها الفريق الموسم الماضي والحالي وهو ما دفعه للتفكير بجدية في الانسحاب من رئاسة نادي الشعب. ولئن أكد أعضاء من الهيئة المديرة جدية الانسحاب واعتزام الإعلان عن عقد جلسة عامة خارقة للعادة لاختيار ربان جديد، فإن الكاتب العام للفريق مجدي الخليفي أكد لنا بأن الهيئة المديرة ستنجح في إقناع الرئيس بمواصلة مهامه مشيرا إلى أن مسؤولي الفريق لن يسكتوا مستقبلا عن التجاوزات في حق ناديهم وأنهم سيعلنون الحرب عن منظومة الفساد، على حد تعبيره. ال«كاف» وال«فيفا» على الخط خلاصة الاجتماع المطول الذي عقدته هيئة الفريق صبيحة أمس تتمثل في إعلان حرب شاملة على الجامعة والرابطة والإدارة الوطنية للتحكيم، حيث أفادنا مجدي الخليفي الكاتب العام للفريق أن ما حصل في ملعب جرجيس كان القطرة التي أفاضت كأس الصبر لدى مسؤولي الإفريقي وكشفت عن خيوط المؤامرة التي تستهدف الفريق والهادفة إلى حرمانه بكل الطرق من المحافظة على لقبه. الخليفي أشار إلى أن منظومة الفساد في الجامعة لم تتغير وأن الإفريقي كان أول من قدم الأدلة على التلاعب بنتائج المباريات ولكن القضية طالها النسيان وظلت حبيسة رفوف الجامعة مضيفا بأن الإفريقي كان ضحية لأخطاء تحكيمية أثرت مباشرة على نتائج مباراتي الدربي والترجي الجرجيسي حيث رصدت الهيئة المديرة والكلام لمحدثنا طبعا حديثا جانبيا قبل بداية المواجهة الأخيرة بين مراقب المباراة محمد الدبابي الذي يعين للمرة الثانية على التوالي لمراقبة مواجهات الإفريقي، والحكم المساعد الذي تغافل عن إلغاء هدف «العكارة» رغم تواجد مسجله في موقع تسلل واضح وهو ما يقيم الدليل على رغبة واضحة في هزم الإفريقي. الخليفي أفادنا بأن هيئة الإفريقي ستقاطع الجامعة والهياكل التابعة لها إلى حين تواجد رغبة صادقة من مسؤوليها لمجابهة الفساد مضيفا بأن الهيئة ستراسل اللجنة الأولمبية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل التظلم والمطالبة بوضع حدّ لهذه التجاوزات. مشاكل كبيرة بعيدا عن قرارات هيئة الفريق واحتجاجاتها الكبيرة عن المظالم التحكيمية التي تعرض لها زملاء وسام بن يحيى والتي أثرت دون شك على نتائج الفريق في المباريات السابقة، فإن شماعة التحكيم لا يجب أن تكون بمثابة الشجرة التي تحجب الغابة بما أن الحصيلة المحتشمة والمحققة إلى حد اللحظة (6 نقاط من 15 ممكنة) هي نتيجة لعديد المشاكل صلب النادي على غرار غياب الانضباط لدى عدد كبير من اللاعبين وكذلك عدم تمكين هيئة الرياحي زملاء يحيى من مستحقاتهم المادية لفترة طويلة وهو ما أثر على تركيزهم وعلى غزارة عطائهم على أرضية الميدان. هيئة الرياحي وقبل الاحتجاج عن أصحاب «الصفارة» عليها أن تعيد ترتيب البيت من الداخل حتى يعود الفريق إلى سالف إشعاعه. عقوبات في الانتظار الهيئة المديرة ستتخذ جملة من العقوبات المالية في حق بعض اللاعبين الذين لم يكونوا في المستوى المطلوب منها وعلى الرغم من أن الهيئة لم تكشف عن الأسماء فإن العقوبات ستشمل كل من هشام بالقروي الذي تحصل على ورقة حمراء مجانية في اللقاء الفارط وياسين الميكاري المقصى في لقاء الدربي وبلال العيفة وسيف لحول بسبب الوزن الزائد. هل أخطأ «الكوكي»؟ على الرغم من أن تقييم أداء الفريق في أول مباراة له مع مدربه الجديد نبيل الكوكي لا يستقيم، فإن مواجهة الترجي الجرجيسي كشفت عن بعض الهفوات التي وقع فيها المدرب السابق للهلال السوداني والتي أفقدت الأفارقة توازنهم ومكّنت المنافس من مساحات كبيرة سهلت مهمتهم وفتحت أبواب الفوز أمامهم. الكوكي وفي اختيار غير مفهوم خيّر الاعتماد على ساليفو سايدو البعيد منذ زمن طويل على أجواء المنافسات الرسمية في الرواق الأيمن وهو ما جعله صيدا سهلا لزهير عطية الذي فعل ما أراد في هذه الجهة والحال أنه كان بإمكانه التعويل على وسام بن يحيى في هذا المركز مقابل تشريك مهدي الوذرفي أو مراد الهذلي إلى جانب ناطر وخليل في وسط الميدان الذي كان نقطة ضعف واضحة في مواجهة أول أمس. الكوكي لم يجد الحلول في مواجهة أول أمس وعليه أن يراجع اختياراته في القريب العاجل حتى تطول إقامته في الحديقة «أ».