عقد المجلس النقابي الوطني للأيمّة وإطارات المساجد المنضوي تحت المنظمة التونسية للشغل بأحد نزل العاصمة ندوة صحفية للرد على قرار وزير الشؤون الدينية ب«فتح جامع سيدي اللخمي بصفاقس لأداء الصلوات الخمس دون صلاة الجمعة إلى حين عودة الهدوء». وأكد رضا الجوادي إمام جامع سيدي اللخمي المعزول أن قرار تعطيل صلاة الجمعة بالجامع المذكور «سابقة مؤسفة وتصعيد خطير وتمشّ ضمن سياسة الهروب إلى الأمام» مضيفا أن هذا القرار «يؤكد فشل وعجز عثمان بطيخ عن إدارة الوزارة, واستهتاره بالشأن الديني وتهميشه» معتبرا أنّ المسألة لا تنحصر في جامع سيدي اللخمي فقط بل هي أشمل وتمثّلت في إغلاق جملة من المساجد وعزل العديد من الأيمة إضافة إلى تعطيل عمل الرياض القرآنية والكتاتيب ومحاصرتها على حدّ تعبيره. وأضاف رضا الجوادي «نحن نطالب بإقالة الوزير وإرجاع كافة الأيمّة المعزولين كما نطالب أيضا بمجلس إسلامي أعلى منتخب من قبل مختصين. وسنسعى بكل أشكال النضال السلمي والقانوني لممارسة الشعائر الدينية,لأننا دعاة سلام ولسنا دعاة فوضى». ومن جهته أكد الدكتور علي فريهيدة المسؤول عن الإعلام بالمنظمة التونسية للشغل أن وزير الشؤون الدينية «يجهل ما يحدث في تونس ولا يعترف بشرعية المنظمة التونسية للشغل». وأضاف فريهيدة «جبة وزارة الشؤون الدينية أوسع من هذا الشخص نظرا للتضارب الكبير الذي نراه في أقواله وتصرفاته فقد ندد في فترة سابقة بتعطيل صلاة الجمعة بجامع سيدي اللخمي ليمنعها هو بقرار وزاري». كما استغرب الدكتور فريهيدة صمت الحكومة أمام ما يجري بخصوص ممارسات الوزير البعيدة كل البعد عن الجانب العقلاني» على حد تعبيره. وقال المسؤول عن الإعلام بالمنظمة التونسية للشغل أنّ المنظمة تقدمت بشكوى للمكتب الدولي للعمل ضد «الممارسات القمعية التي تنتهجها الوزارة والتي طالت المناضلين» مبينا أن ما اعتبره بطيخ استقواء بالخارج ليس سوى تطبيقا للقانون الدولي والاتفاقيات الممضاة من الدولة التونسية السارية المفعول. وشدد فريهيدة على ضرورة عدم إيقاف المناضلين النقابيين وتفعيل التعددية النقابية المضمّنة في الدستور مؤكّدا أن المنظمة متمسكة بدورها غير حائدة عن أهدافها في كنف النضال السلمي. وأوضح د. فريهيدة أنّ الاعتداء الذي تعرّض له الصحافيون أثناء أداء عملهم أمام جامع سيدي اللخمي كان على أيدي مندسين مؤكدا أن حماية الصحفيين ستكون من مشمولات الجميع أثناء مواكبتهم للأحداث المتعلقة بهذا الملف. وتجدر الإشارة إلى أن الإمام رضا الجوادي أيضا كان قد قدم اعتذاراته للصحفيين عمّا طالهم من أذى. وتجدر الإشارة إلى أن المكلف بالإعلام في ديوان الإفتاء غفران حساينية صرح لإحدى الإذاعات الخاصة بأنّ الشرع يجمع على انه لا يجوز تعطيل صلاة الجمعة وان الإمام مالك قال إن الصلاة لا تعطل إلا بسبب حصول شيء مخيف هو الحرب أو كارثة طبيعية. وشدّد حساينية خلال مداخلته الهاتفية على أن موقف دار الإفتاء هذا بعيد عن كل التجاذبات المتعلقة بموضوع تعطيل صلاة الجمعة 4 مرات بجامع سيدي اللخمي . وأضاف المكلف بالإعلام في ديوان الإفتاء أنّه لا يمكن لهذا الأخير التعليق والتعبير عن موقفه حول تغيير صبغة جامع سيدي اللخمي من جامع تؤدى فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة إلى مسجد يقتصر على أداء الصلوات الخمس وذلك لان القرار إداري ويرجع بالنظر إلى وزارة الشؤون الدينية. وبين حساينية أنّ ديوان الإفتاء يده مفتوحة لجميع الأطراف من اجل إعادة صلاة الجمعة بجامع سيدي اللخمي وتجاوز الإشكال القائم مؤكدا أنّ سماحة المفتي حمدة سعيد لم يتلقّ أيّ طلب رأي أو فتوى في الموضوع باعتباره مستشار الدولة في الشؤون الدينية.