90 بالمائة من سكان الجنوب الغربي متخوّفون من الإرهاب كشف المسح الوطني حول نظرة المواطن إلى الأمن والحريات والحوكمة المحلية في تونس الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء لأول مرة في تاريخه أن قطاعي الصحة والأمن يتصدّران قائمة القطاعات التي تنتشر فيها الرشوة. وابرز المسح الذي شمل أكثر من 10 آلاف أسرة موزعة على 4770 جهة ممثلة على المستويين الوطني والإقليمي واستغرق انجازه سنة كاملة، أن هناك اعتقادا راسخا لدى المواطنين بتفشي ظاهرة الفساد والرشوة على المستوى المحلي بجلّ القطاعات. وأفاد المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء الهادي السعيدي أول أمس خلال ندوة صحفية بمقر المعهد أن مواطنا واحدا على الأقل من أصل اثنين (أي 50 بالمائة) اقر بوجود الظاهرة في جل مؤسسات الدولة ووجود معاملات مشبوهة مبنيّة على الفساد والرشوة بمنطقتهم وذلك في مختلف القطاعات. وذكر السعيدي أن المسح بين أن 4.6 بالمائة من المواطنين قالوا إنهم استفادوا من تدخل باعتماد المحاباة لقضاء شأن خاص في قطاع التعليم العالي فيما قال 10 بالمائة إنهم استفادوا من بعض الخدمات بالمحاباة في قطاع الصّحة. وبالنسبة إلى ترتيب الفساد والرشوة حسب المرفق وفق آراء المستجوبين، احتل قطاع الأمن المرتبة الأولى بنسبة 68 بالمائة يليه قطاع الصحة ب 67 بالمائة فقطاع العدل ب 64 % ثم أعوان العدالة 62 بالمائة فقطاع التربية والتعليم بنسبة 59 بالمائة يليه أعوان وإطارات القطاع الخاص ب 58 بالمائة والجباية ب 57 بالمائة. و بخصوص تجارب المواطنين مع ظاهرتي الفساد والرشوة قال المسؤول إن المسح اظهر أن 67 بالمائة من المستجوبين لم يقبلوا التعامل بالرشوة وان 22 بالمائة قبلوا بكل مرارة باعتبار الظروف بينما قبل 6 بالمائة ولم يروا مانعا في ذلك و5 بالمائة رفضوا الإجابة. وردا على سؤال مدى فاعلية مجهودات الدولة لمكافحة الفساد يرى 70 بالمائة من المواطنين أنها بلا جدوى بينما يرى 29 بالمائة بأن الجهود ذات فاعلية. و أوضح المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء أن هذا المسح يهدف إلى التعرف على مدى مشاركة المواطن في العمل الجمعياتي وفي تصريف شؤون جهته وانخراطه في الحياة السياسية والمدنية ورؤيته إلى المعاملات المشبوهة المبنية على الفساد والرشوة بالإضافة إلى نظرته إلى الحريات وحقوق الإنسان والتمييز بين الأفراد والجهات. ولاحظ أن الفئة العمرية التي استهدفها المسح تفوق 18 سنة وان العينة كانت عشوائية إلى جانب إن الاستمارة احتوت على تسعة محاور. زهاء 60 بالمائة راضون عن كيفية تعامل الأمنيين مع الجريمة وطبقا للمسح المذكور بلغت نسبة رضا التونسيين عن كيفية تعامل الأمنيين مع الجريمة بالنسبة للذين اتصلوا بالأمن إثر تعرضهم لاعتداءات مختلفة أكثر من 60 بالمائة وفق نتائج المسح الوطني حول نظرة المواطن إلى الأمن والحريات والحوكمة المحلية في تونس. كما كشف المسح ، أن قرابة 8 مواطنين من جملة 10 راضون عن النتائج المتحصل عليها عندما تعرضوا إلى تحرش جنسي وأبلغوا مراكز الأمن. في المقابل قال المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء إن المسح، اظهر أن المواطنين يعتقدون ان الشعور بعدم الأمان يعود أساسا إلى قلة الدوريات الأمنية ( 57 بالمائة) وضعف تواجد أعوان الأمن في الشوارع بنسبة (56 بالمائة). كما عبّر قرابة نصف المواطنين عن الخوف من جرائم العنف ومن تبادل العنف المسجل بمنطقتهم في حياتهم اليومية والدائر بين المجموعات السكانية إلى جانب أن 55 بالمائة من المواطنين عبروا عن خوفهم من العنف ضد المرأة. وارتفعت نسبة المواطنين الذين عبّروا عن خوفهم من الإرهاب لتصل إلى حدود 60 بالمائة وبلغت أعلى نسبة بالجنوب الغربي وكانت في حدود 90 بالمائة، ثم بالشمال الغربي في حدود 86 بالمائة. وذكر السعيدي أن أكثر من نصف المواطنين شعروا بالخوف من الإرهاب في كل الأقاليم باستثناء سكان الجنوب الشرقي الذين بلغت نسبة الخوف لديهم 31 بالمائة. من جهة أخرى عبّرت 28 بالمائة من النساء عن عدم شعورهن بالأمان داخل وسيلة النقل العمومي أو في محطة الانتظار، مقابل 17 بالمائة بالنسبة للرجال. وعبّرت أيضا 20 بالمائة من النساء عن عدم شعورهن بالأمان في مكان عمومي كالمقهى والمركز التجاري أو السوق أو الملعب، مقابل 11 بالمائة فقط لدى الرجال. وأظهرت نتائج المسح من جانب آخر أن 87 بالمائة من المواطنين يشعرون بالأمان عند المشي في الشارع نهارا و13 بالمائة لا يشعرون بالأمان لتتقلص نسبة الأمان عند المشي ليلا إلى 68 بالمائة.