اعتبر محمد ناجم الغرسلي وزير الداخلية على هامش حضوره مؤتمر قادة الشرطة العرب الذي تحتضنه العاصمة أن نشر تنظيم « داعش » فيديو تهديد لتونس يبين علامات فشل الإرهاب في بلادنا وأنه لا يجب نفي قدرة هؤلاء الإرهابيين على التهديد وأنهم يشكلون خطرا على البلاد. واضاف الغرسلي تعقيباً على فيديو نشره «داعش»، اول أمس، على «تويتر»، يُظهر 5 تونسيين ينتمون للتنظيم يتحدثون فيه عن عملية محمد الخامس ويهددون بشن هجمات جديدة في البلاد، قائلا «عناصر تنظيم داعش مازالوا قادرين على تهديدنا، ويشكلون خطرا على البلاد، ولكن ذلك يجب أن يعطينا ثقة، وأن نكون في أقصى درجات الاستعداد». وقال الغرسلي «ليست المرّة الأولى التي يعتمد فيها التنظيم الإرهابي السّلاح الإعلامي، لبث سمومه في منطقتنا وبلادنا» مشيرا الى ان المتمعن في الفيديو يجد العديد من علامات الفشل، وملاحظا أن ذلك من المؤشرات الدّالة على أن هؤلاء يختنقون داعيا في هذا الصدد الى ضرورة وضع استراتيجية عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب. واكد الغرسلي أنه من غير الممكن لأية دولة بمفردها أن تنجح في مكافحة الارهاب داعيا الى ضرورة التعاون والتّنسيق والتبادل الآني للمعلومات، وكذلك إعداد مقاربة عربية متكاملة و شاملة، تتدخل فيها عوامل عديدة كالثقافة والخطاب الدّيني والشباب. وأشار الغرسلي إلى أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تعيش فيه كل المنطقة تحديات عديدة، وعلى رأسها تنامي ظاهرة الإرهاب، وما أصبح يميزه من امتلاك أذرع تمويل، وسلاح، وشبكات تسفير وانتداب. في المقابل، اكد محمد بن علي كومان أمين عام مجلس وزراء الدّاخلية العرب، خلال كلمة ألقاها في المؤتمر،انه في ظل هذه الظروف الدقيقة لا بد من اعتماد مقاربات أمنية جديدة تساير المستجدات الأمنية وتتلاءم مع حجم التحديات الإجرامية التي تشهدها الساحة العربية اليوم، مشيرا الى انه لا يمكن أن يكتب النجاح لأية مقاربة أمنية دون تضافر جميع الجهود وانصهارها في بوتقة واحدة في إطار شراكة اجتماعية متناغمة ضد الجريمة. واضاف كومان قائلا «فكما أن التنظيمات والعصابات الإجرامية بمختلف أشكالها هي اليوم في خندق واحد في سعيها إلى النيل من مكتسبات أوطاننا ومقدراتها، فنحن أيضا لابد أن نكون في صف واحد لمحاربتها»، معتبرا رجال الأمن الذين ما فتئوا يقدمون التضحيات الجسيمة لينعم المواطن بالأمن والأمان، بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى معاضدة كافة مكونات المجتمع: المواطنون ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ودُور العبادة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة لتعزيز السلم الاجتماعي وتلاحم كل مكونات المجتمع وتغليب الحوار والمصلحة الوطنية على كل اعتبار آخر. واكد كومان انه رغم صعوبة الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية، وزيادة التحديات الأمنية بفعل العمليات الإرهابية الجبانة التي تنفذها عصابات الإجرام والإرهاب بين وقت وآخر في بعض الدول العربية فإن الأجهزة الأمنية تحرص كل الحرص على ممارسة العمل الأمني وإنفاذ القانون في ظل احترام حقوق الإنسان وكرامته.