أخيرا وبعد طول انتظار، اهتدت لجنة المسابقات التابعة للجامعة التونسية لكرة القدم ومن خلفها مكتب الرابطة الوطنية المحترفة، إلى إيجاد موعد لإقامة القمة المتأخرة من الجولة الرابعة بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي، حيث سيكون ملعب سوسة عشية اليوم مسرحا لكلاسيكو مشتعل تتباين فيه أهداف الفريقين ولكنها تلتقي عند نقطة مشتركة وهي ضرورة الفوز والخروج بالنقاط الثلاث. الفريق المستضيف يعيش هذه الأيام على وقع الفرح الدائم، إذ رفع النادي بمختلف فروعه ثلاثة ألقاب عربية وقارية في موسم التسعينية أهمها طبعا لقب كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم والذي توّج مسيرة رائعة لأبناء فوزي البنزرتي الذين عادوا بقوة إلى أجواء البطولة الوطنية بفوز وسط الأسبوع على نجم أولمبيك سيدي بوزيد وهم يمنون النفس بمواصلة الصحوة والإطاحة بضيف سوسة النادي الإفريقي وتأكيد السيطرة التي فرضوها عليه في السنوات الأخيرة في سوسة وفي تونس والأهم من كل ذلك تقليص الفارق الذي يفصلهم عن المتصدر النادي الصفاقسي إلى ثلاث نقاط فقط وعن الترجي ثاني الترتيب إلى نقطتين فقط. فريق جوهرة الساحل سيفتقد في مواجهة الغد إلى نجم وهداف «الكلاسيكو» في السنوات الأخيرة بغداد بونجاح الذي عاد إلى فريقه الأصلي السد القطري بعد انتهاء فترة الإعارة، غياب ورغم أهميته فإنه لن يؤثر على حظوظ الفريق الذي يعول بالدرجة الأولى على تكامل المجموعة والروح القتالية العالية التي تميز عناصرها، كما أن غياب الجزائري لن يغير من توجهات المدرب فوزي البنزرتي الذي يتبنى اللعب الهجومي ولا يعترف في قاموسه بلفظ الهزيمة وبالتالي فإن أصحاب الأرض سيبحثون عن استثمار ارتفاع المعنويات والدعم الكبير لجماهيرهم لتجاوز عقبة الإفريقي المثقل بتركة من المشاكل والأوجاع التي لا نخالها تنال من حجم الفريق الذي لا يزال يتباهى بجبة البطل التي نالها الموسم الماضي عن جدارة واستحقاق. على الطرف المقابل سيلقي ضيوف سوسة وراء ظهورهم الخيبات المتتالية التي حصلوها في بداية الموسم الحالي وسيبحثون اليوم على استعادة الثقة والتوازن بتحقيق فوز سيعني الكثير لأبناء باب الجديد وجماهيرهم التي لم تتعود على رؤية فريقها في المركز 11 بعد سبع جولات كاملة. الخيارات لن تكون كثيرة أمام المدرب نبيل الكوكي الذي يقف على أرض هزازة بما أنه لم يقدر إلى غاية اللحظة على تحقيق الغاية التي استقدم من أجلها والمتمثلة في تطوير أداء ونتائج رفاق بلال العيفة، حيث تعادل في مواجهتين وانهزم في الثالثة وبالتالي فإن الفوز وحده قد يعينه على إطفاء لهيب نار الانتقادات الموجهة إليه في الكواليس والتي بدأ لهيبها يتسرب للعلن. و على الرغم من كثرة الغيابات في تركيبة بطل الموسم الماضي، فإن تحقيق نتيجة إيجابية في كلاسيكو اليوم سيكون الهدف الأول للفريق الذي يطمح إلى فك العقدة التي لاحقته في السنوات الأخيرة ضد نفس المنافس والخروج بنقاط المواجهة لتكون نقطة انطلاقة صلبة يعود معها الفريق إلى الواجهة وإلى المنافسة بشدة على لقبه، فالهزيمة أو التعادل سيبعدان الأحمر والأبيض عن طريق البطولة وسيضاعفان الضغط على اللاعبين الذين تنتظر منهم جماهيرهم ردة فعل قوية للخروج من النفق المظلم. لاعبو الفريقين لن يكونوا وحدهم المسؤولين على تقديم عرض راق، إذ سيكون الحكم ماهر الحرابي الذي حظي بشرف إدارة المواجهة نزيها كما عهدناه وعادلا حتى لا يظلم أحدا وحتى لا يزيد في توتير العلاقة بين الناديين المتوترة أصلا. جماهير النجم ستكون بدورها مطالبة بتشجيع فريقها في كنف الروح الرياضية والابتعاد عن الاستفزازات المجانية وفتح صفحة جديدة تعود معها المياه إلى مجاريها بين الناديين العريقين لأن الرهان يقتصر في النهاية على مباراة كرة قدم لن تكون نتيجتها مصيرية في تحديد صاحب اللقب. البرنامج: ( 14:00) النجم الساحلي – النادي الإفريقي ( ماهر الحرابي) الوطنية الأولى والدوري والكأس.