اتفق الديمقراطيون خلال مناظرتهم الثالثة في إطار الانتخابات التمهيدية، والتي جمعت في نيوهامبشر عددا من المرشحين الديمقراطيين الطامحين لخوض الانتخابات الرئاسية، على جملة من النقاط بينها تعزيز الأمن القومي الأمريكي ورفع الحد الأدنى للأجور وحماية حقوق المرأة والأقليات، لكنهم اختلفوا حول نقاط أخرى من بينها النفوذ الأمريكي في الخارج والاقتصاد والسلاح ومواجهة التهديد الإرهابي. استخدمت هيلاري كلينتون وغيرها من المرشحين الديمقراطيين الطامحين لخوض الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب كبعبع سياسي السبت لتسليط الضوء على دعواتهم إلى هزيمة الجهاديين المتطرفين من دون استخدام لغة التعصب والتهديد التي انتهجها منافسهم الجمهوري. وشددت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كلينتون، والسناتور بيرني ساندرز وحاكم ولاية مريلاند السابق مارتن أومالي خلال مناظرة في نيوهامشر على الحاجة إلى تعزيز الأمن القومي، ورفع الحد الأدنى للأجور وحماية حقوق المرأة والأقليات والمحرومين. لكن جرت مناقشات حادة حول الاقتصاد والسلاح ومواجهة التهديد الإرهابي، وحيال دور الولاياتالمتحدة في الخارج. ويشار الى ان هذه المناظرة هي الثالثة للديمقراطيين في إطار الانتخابات التمهيدية، والأخيرة للعام 2015، كما أنها الأولى بعد الاعتداء الذي نفذه زوجان متطرفان في سان برناردينو في كاليفورنيا وأسفر عن مقتل 14 شخصا. لكن المرشحين ركزوا أيضا على استهداف ترامب الطامح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، إذ صبوا غضبهم على عملية إشاعة الخوف جراء التعليقات الأخيرة المثيرة للجدل التي أطلقها ترامب حيال المهاجرين، وخصوصا دعوته لمنع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون إن الأميركيين "في حاجة إلى التأكد من ألا تلاقي الرسائل التي يبعثها ترامب إلى جميع العالم آذانا صاغية". وأضافت "لقد أصبح أفضل مجند لدى تنظيم "الدولة ألإسلامية" مشيرة إلى أن الجهاديين "يبثون مقاطع فيديو لدونالد ترامب وهو يهين الإسلام والمسلمين، بهدف تجنيد عدد أكبر من الجهاديين المتطرفين". بدوره، حذر أومالي بشدة من "الخطر السياسي" الذي يمارسه ترامب وغيره من "القادة عديمي الضمير الذين يحاولون جعلنا نتواجه في ما بيننا". وأضاف أن البلاد سترقى إلى مستوى مواجهة متطرفي تنظيم "الدولة ألإسلامية" ولكن فقط إذا لم يتخل الأميركيون أبدا عن قيمهم أمام "الدعوات الفاشية لأصحاب المليارات من ذوي الأفواه الكبيرة. نحن بلد أفضل من ذلك". وتزايدت شعبية ترامب في الأسابيع الأخيرة في أعقاب تصريحاته الأكثر إثارة للجدل ويتصدر استطلاعات الرأي الوطنية بين المرشحين الجمهوريين، واضعا جيب بوش في مأزق.