بعد معاناة عائلة بن سالم التونسية مع رحلة البحث عن ابنها المفقود في حادثة غرق مركب ليبي كان يقل عددا من المهاجرين إلى السواحل الليبية في سبتمبر المنقضي تم العثور عليه منذ أيام مدفونا في مقبرة «بئر الأسطى ميلاد» قرب العاصمة الليبية وهي مقبرة المجهولين الذين لم تحمل مقابرهم سوى أرقام وتواريخ وعبارة «مجهول هوية» لكل شخص دفن فيها . الضحية قابيل بن سالم يبلغ من العمر 25 عاما حلم كغيره من شباب تونس بالوصول الى اوروبا لتحسين وضعه الاجتماعي لكن حلمه انتهى في ثالث أيام عيد الأضحى في سبتمبر المنقضي حيث قضى غرقا بعدما كان على متن مركب مع 127 شخصا آخر اغلبهم أفارقة ودفن تحت اسم «مجهول الهوية» لكن شقيقه عماد بن سالم (29 عاما) تمكن بمساعدة الهلال الأحمر الليبي من التعرف على قبر شقيقه . عماد اكد للصحافة ان خطأ في تقرير الطب الشرعي وبطء آلية عمل السلطات يعيقان مسعاه المتواصل منذ أكثر من شهر لاستعادة جثمان شقيقه ونقله إلى تونس قائلا» هناك أخطاء في تقرير الطب الشرعي إذ أنه لم يشر إلى الوشم، كما أن السلطات ترفض إخضاعي لفحص الحمض النووي لكن رغم ذلك، لدي الأدلة الكافية على أنه شقيقي، وأعلم أنه هنا فلا أريد أن أتركه هنا لا أريد أن أغادر بدون شقيقي». ويضيف عماد الذي ترك عمله كسائق أجرة رغم أنه يعيل عائلته المؤلفة من ثمانية أفراد منذ وفاة شقيقه «جئت إلى هنا على أساس أن أبقى 3 أيام أو أسبوع. لكنني عندما حضرت لم أجد أي ملف... لقد قمت بأربع محاولات، وفي كل مرة أواجه عراقيل جديدة». ويتابع بغضب «أوجه نداء استغاثة إلى السلطات الليبية والتونسية والهلال الأحمر والصليب الأحمر ... كل ما أريد هو أن أعيد جثمان شقيقي إلى تونس».