الانتصار عشية الغد على قوافل قفصة هو الخيار الوحيد الذي يفرض نفسه على الترجيين حتى ينهوا مرحلة ذهاب بطولة هذا الموسم على نتيجة إيجابية ويتفادوا بالتالي إهدار نقاط أخرى قد تقضي على كل أحلامهم وآمالهم في التنافس بجدية على اللقب. النجاح في مباراة الغد يمر عبر تفادي كل الهفوات القاتلة التي كانت سببا في الهزيمة المفاجئة أمام الترجي الجرجيسي بالملعب الأولمبي بالمنزه بالذات وهي عثرة غير مقبولة بالمرة بالنسبة لفريق يطمح إلى لعب الأدوار الأولى ولن يعوّضها الانتصار الأخير الذي عاد به الأحمر والأصفر من قابس رغم أهميته على مستوى النقاط والترتيب. الهفوات التي يجب أن يتداركها أبناء باب سويقة غدا والتي لا يمكن أن يخفيها الفوز على مستقبل قابس تكمن أساسا في خط الدفاع الذي تتواصل فيه الهنات والأخطاء سواء بالنسبة لعناصر الخط الخلفي وخاصة لاعبي وسط الميدان الذين افتقدوا في الآونة الأخيرة ميزة افتكاك الكرة والقيام بالدور الدفاعي المناط بعهدتهم وهو ما يفسر الانحلال الكبير المسجل على هذا المستوى وسهولة اختراق الخطوط الورائية للفريق من قبل كل المنافسين دون استثناء. فريق غير متوقع قبل الغوص في الحديث عن مباراة الغد التي يستقبل بمناسبتها الترجيون القوافل الرياضية بقفصة في ختام الشطر الأول من الموسم لا بد من التأكيد على الخاصية الأساسية والبارزة التي أضحت تميّز ترجي الموسم الحالي والمتمثلة في أنه أصبح فريقا غير متوقع بالمرة وغير منتظم من حيث الأداء الجماعي والمردود الفردي للاعبيه، فهو قادر في مناسبات ما على تقديم الأفضل أداء ونتيجة مثلما هو معرّض في مناسبات أخرى إلى المرور بجانب الموضوع والتردي إلى أسوإ المستويات وارتكاب أغرب الأخطاء وأفدحها والتعثر بصفة مفاجئة أمام منافسين من وسط الترتيب وهذا ما حصل في الهزيمتين اللتين تكبدهما أمام مستقبل المرسى وخاصة أمام الترجي الجرجيسي. إذن فإن عنصر المفاجئة هو العنوان الأبرز في كل مقابلات الترجي الرياضي هذا الموسم، أحيانا مفاجأة سارة وإيجابية لأبناء باب سويقة وأحيانا سلبية وهذا راجع بالأساس إلى تذبذب مستوى جل اللاعبين وغياب الانتظام على أدائهم وبالتالي إمكانية سقوطهم في فخ الهفوات الفادحة هذا علاوة على الفرق الواضح بين لاعبي المركز الواحد وتأثر الفريق بغياب بعض الأسماء وهذا ما تجلى بصفة كبيرة في لقاء الترجي الجرجيسي الذي بان فيه بالكاشف فشل البدلاء على تعويض الأساسيين وعجزهم على القيام بالواجب الأدنى المطلوب وهي نقطة من المفروض أن لا تكون موجودة في فريق كبير. دون القوة الهجومية الضاربة نأتي إلى مواجهة الغد لنشير أولا إلى أن الترجي الرياضي سيخوضها دون قوته الهجومية الضاربة المتمثلة في الثنائي فخر الدين بن يوسف وياسين الخنيسي بعد أن التحق هذا الأخير بقائمة اللاعبين المصابين وأجبر على الركون هو الآخر إلى الراحة تمهيد لعملية تماثله إلى الشفاء بسرعة وبالتالي تفادي غياب مطوّل قد يعيق اللاعب عن الحضور في المقابلات القادمة التي تلي فترة توقف البطولة... الأحمر والأصفر سيحرم اليوم من هدافيه الأول والثاني في مباراة سيكون هدفه الأساسي فيها الفوز وبالتالي لعب الهجوم وخاصة استغلال الفرص السانحة للتهديف التي ستتوفر والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل ينجح البدلاء هذه المرة في القيام بالدور الكامل وتعويض ركائز الخط الأمامي والمساهمة في جني الفريق ثلاث نقاط جديدة يختم بها مرحلة الذهاب؟ هذا ما سنكتشفه اليوم ولو أن الواجب يفرض على المهاجمين الذين سيمنحهم عمار السويح الفرصة تأمين هذا الدور والنجاح في القيام بالمهمة حتى يكونوا جديرين فعلا بالانتماء إلى مجموعة الترجي الرياضي. «الرجايبي» من جديد من بين المهاجمين الذين يشكلون غدا تركيبة الخط الأمامي للأحمر والأصفر آدم الرجايبي صاحب هدف الانتصار في قابس الذي يمكن اعتبار عودته إلى الميادين بعد ابتعاد مطوّل نسبيا موفقة لأن إمكانية التطوّر والتحسن واردة في ظل استعادته لنسق المقابلات حيث ينتظر أن تكون إضافته الهجومية اليوم كبيرة . المدرب عمار السويح سيمنح الفرصة من جديد وللمرة الثانية على التوالي للرجايبي للظهور في التشكيلة التي سيبدأ بها اللقاء وعلى اللاعب استغلال ذلك وبالتالي الانطلاق في مغامرته الحقيقية مع الترجي الرياضي بعد فترة فراغ لا يمكن أن تطول أكثر. «إيدوك» مطالب بالأفضل نبقى مع هجوم الترجي الرياضي الذي تشمله تغييرات جذرية في ظل غياب التركيبة المثالية التي خاضت المباريات الفارطة لنشير أولا إلى عودة هيثم الجويني إلى المجموعة مباشرة بعد مباراة قابس التي كان بمناسبتها خارج الحسابات، ويأتي قرار العودة هذا في ظل حاجة الفريق اليوم إلى كل لاعبيه في الخط الأمامي لضمان كل الحلول البديلة. من جهة أخرى يمثل صاموال إيدوك كذلك أحد الحلول التي سينتهجها الإطار الفني اليوم وهو اختيار اضطراري باعتبار الغياب المطوّل للنيجيري في الفترة الأخيرة وكذلك الأداء الضعيف الذي قدمه خلال الفترة التي شارك فيها في مباراة الملعب القابسي والذي يؤكد عدم قدرته على تقديم الإضافة لهجوم الأحمر والأصفر نظرا لعدم امتلاكه لأبسط المواصفات التي يجب أن يتمتع بها أي لاعب في فريق كبير، وعلى هذا الأساس فهو مطالب اليوم بتقديم مردود أفضل في حالة التعويل عليه طبعا. «النفزي» مكان «المباركي» لن تقتصر التغييرات والتحويرات في تشكيلة الترجي الرياضي على الخط الأمامي بل ستشمل كذلك الدفاع بما أن الظهير الأيمن إيهاب المباركي سيتغيب ظهر اليوم على مواجهة القوافل لأسباب تأديبية بعد جمعه ثلاثة إنذارات لتمنح الفرصة لمحمد أمين النفزي للاضطلاع بالمهمة الدفاعية على الجهة اليمنى. هذا التحوير لن يكون مؤثرا على أداء الترجيين مثلما هو الشأن بالنسبة للخط الأمامي نظرا لتقارب مستوى الثنائي النفزي والمباركي هذا علاوة على أن المشكل الذي يعاني منه دفاع الأحمر والأصفر يكمن بالأساس في المحور الذي لم يجد بعد الثنائي المثالي القادر على القضاء على كل النقائص والأخطاء. التشكيلة المحتملة على ضوء كل المعطيات التي أشرنا إليها من المنتظر أن تتألف التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي اليوم من العناصر التالية : معز بن شريفية – محمد أمين النفزي – حسين الربيع – شمس الدين الذوادي – علي المشاني – حسين الراقد – فوسيني كوليبالي – سعد بقير – ادريس المحيرصي – صاموال إيدوك – آدم الرجايبي.