التونسية (تونس) اعتبر أمس محسن مرزوق الأمين العام المستقيل، من «نداء تونس» خلال ندوة صحفية عقدت بتونس العاصمة ، أنه سيعلن عن انفصاله بشكل نهائي عن حزب «نداء تونس» خلال اجتماع شعبي يوم الاحد القادم 10 جانفي وأنه سيعلن رسميا عن الهيكل السياسي الجديد الذي سينشط داخله وذلك يوم 2 مارس المقبل وتحديد طبيعته (حزبا أو جبهة). واضاف مرزوق قائلا «في 2 مارس المقبل سيعلن عن الحزب أو الجبهة السياسية الجديدة لأننا محتاجين لمشروع عصري ومفتوح وقائم على الحريات ولسياسة جديدة قائمة على الشباب والمرأة والديمقراطية، ليس حزبًا محنطًا» مؤكدا ان حزب «نداء تونس» في شكله الحالي في وضع عطالة تامة على حدّ تعبيره. مؤتمر تفارقي واضاف مرزوق أن المؤتمر التوافقي يومي 9 و10 جانفي، هو «مؤتمر شق واحد، ويعتمد على أفكار اجتماع جربة، وأنه فشل وسيفشل في تحقيق الهدف الرئيسي والأساسي، وهو بناء حزب قوي ديمقراطي ومنظم» مشيرا الى أن لجنة ال13 بقيادة يوسف الشاهد، فشلت في إحداث التوافق، وهي تقوم بتنظيم مؤتمر غير ديمقراطي وقائم على التعيينات والولاءات و أن «نتائجه جاهزة من الآن، وهو عبارة عن حزب آخر جديد ليس له علاقة بمشروع نداء تونس». قال مرزوق «طرحوا نفس المقترحات وكانت جاهزة من البداية، وذاتها التي قدموها قبل مبادرة التوافق، والمؤتمر قائم على طرف واحد، وقائم على التعيينات، وغير ديمقراطي ولن نحضره، وهو مؤتمر تفارقي يخدم صالح رئيس الهيئة المركزية حافظ قائد السبسي». وقال مرزوق، إن مدير الإدارة المركزية للهياكل، (في إشارة لحافظ قائد السبسي)، يقوم بتغيير المنسقين الجهويين للحزب بجرّة قلم، قائلا ان «مهندس مؤتمر سوسة يؤسس لمؤتمر غير ديمقراطي» مشيرا في نفس السياق أن هناك قيادات في «النداء» تحاول استعمال جهاز الدولة ومؤسساتها للضغط على الناس معتبرا ذلك ناقوس خطر وضوءا احمر ليس فقط امام «نداء تونس» بل أمام التونسيين جميعا. سابقة واعتبر مرزوق أن الأمانة العامة الجماعية التي نصّت عليها خارطة طريق لجنة ال13، هي سابقة في تاريخ تونس، و أنه لأوّل مرة يقود حزبا 6 أمناء عامين، موضحا أنه «اختراع تونسي بامتياز» مؤكدا أنه غير معني بهذه الأمانة ويرفضها، وأنه مختلف مع هذا المسار. و اعتبر مرزوق أن الحزب «يعاني من أزمة أخلاق وقيم، وانحدار أخلاقي تام»، وأن هناك انحرافا خطيرا عن مبادئ الحزب من خلال حملات العنف والتخوين التي تعتبر من أساليب بن علي على حدّ تعبيره. وأضاف مرزوق قائلا لم نتدخل في التحوير الوزاري الذي تأخر كثيرا عن موعده بشكل متعمّد قصد تشكيل ضغط على بعض الأطراف التي تطمح في تولّي بعض المناصب مشيرا الى أنّ الشقّ الآخر من نداء تونس أي المستقيلين من الحزب، لم يتركوا لهم أي مسار للتوافق متّهما إياهم بإدخال رئاسة الجمهورية ضمن الصراع داخل الحركة. ثلاث خيارات صعبة وذكر مرزوق أنه واجه ثلاثة خيارات حزبية وسياسية صعبة قبل أن يتخذ قراره، بمغادرة الحزب. مضيفا أن الخيار الأول تمثل في مغادرة حزب «نداء تونس» والتوجه إلى حزب آخر، مشيرا إلى أن أعضاء تنسيقية ولاية منوبة الذين استقالوا من الحزب واختاورا اتجاهات سياسية أخرى وهي حزب آفاق تونس، معتبرا أن هذا الخيار سيجعل الحزب يحيد عن مبادئه. والخيار الثاني الذي قال مرزوق أنه واجهة، هو البقاء في نداء تونس والمقاومة من الداخل، التي لم يحبذها وقال إنها غير ممكنة، مضيفا: «انتفت امكانية التغيير من الداخل». أما الخيار الثالث فهو بناء وتأسيس مشروع وطني عصري تونسي يحتاج وفق تقديره إلى إطار تنظيمي جديد نافيا أن يكون قد طلب من حركة «النهضة» اية مساندة لشقه سواء قبل الانشقاق من الحزب أو بعده. واستبعد مرزوق ان تجري الانتخابات ب«نداء تونس» خلال شهر جويلية القادم معتبرا ان هذا الموعد غير ممكن من الناحية الحسابية لأنه سيسبق الانتخابات البلدية بأشهر قليلة بما يعني ذلك من استحالة اعداد انتخابات بلدية وداخلية في فترة زمنية متقاربة.وفي رده على سؤال «التونسية» حول ما اذا كان الباجي قائد السبسي وراء خروجه من النداء، أوضح مرزوق، أن هناك محاولات لإقحام رئيس الجمهورية في تجاذبات وصراعات الحزب، قائلا ان الباجي قائد السبسي أسس «نداء تونس» وقام بدور تاريخي في تونس مبينا أنه يتعامل معه كرئيس للجمهورية، يمثل كلّ التونسيين وليس أحزابا بعينها. من جهة اخرى، عبّر مرزوق عن استغرابه من الاتهامات الموجّهة إليه بتعطيل اتفاقيات وزارة الخارجية قائلا ان وزير الخارجية الطيب البكوش لم يذكره بالاسم ولم يتهمه مباشرة. جيهان لغماري