عاش عدد من ولايات الجمهورية منذ بداية الأسبوع الجاري، حالة من احتقان واحتجاجات بسبب مطالب اجتماعية تتعلق بالبطالة والتشغيل والتمنية، تحول جزء منها الى عمليات تخريب وحرق عدد من مقرات السيادة ومراكز أمنية وتخريب منشات عمومية ونهب بعض الممتلكات العامة . وقد انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى العاصمة حيث شملت منطقة حي التضامن التابعة لولاية اريانة ومنطقة حين الانطلاقة التي شهدت ليلة امس أعمال شغب وفوضى وعمليات تخريب ونهب وسرقة عدد من المحلات التجارية وسرقة أجهزة الكترونية ومنزلية واعتداء على بعض المنشآت العمومية. "التونسية" رصدت في هذا الصدد اثر تحولها الى منطقة حي الانطلاقة عمليات التخريب والحرق والتهشيم والاعتداءات على بعض المحلات التجارية الخاصة وبعض المنشات العمومية. فقد أكد المواطنون الوافدون من مختلف الأحياء المجاورة والمارين بجانب المحل التجاري "مقني" التي تم حرقه مساء أمس بالكامل بعد سرقة محتوياته وتهشيم أبوابه الخارجية، في حديثهم ل "التونسية" أن ما سجلته المحلات التجارية على مستوى الطريق الرئيسة بحي الانطلاقة، من خسائر جسيمة ومن عمليات تخريب ونهب وحرق ، كان على يد أشخاص مجهولين و ليسوا من سكان المنطقة وإنما من الأحياء المجاورة البعيدة عن الجهة، هدفهم كان السطو والتخريب وبث الفوضى، مشددين على أن هؤلاء ليسوا من الشباب العاطلين عن العمل وإنما هم شباب "منحرفون" و يتعاطون "الزطلة" وهدفهم التخريب فقط. كما عاينت "التونسية أيضا، الاعتداء الذي طال مقر البنك الفرعي ل "التجاري بنك"، وعمليات التخريب التي شملت الموزع الآلي للبنك الذي تم تحطيمه بالكامل وتهشيم الأبواب الخارجية للبنك إضافة إلى اقتحام وإتلاف محتويات البنك من وثائق ومستندات خاصة بالمواطنين، وهي عمليات اعتبرها عون حراسة المقر اعتداء على العاملين وليس على المقر واستهدف لقمة عيشهم، مؤكدا أن من قاموا بهذه العمليات التخريبية ليسوا من الشبان العاطل عن العمل بل من هم من أصحاب السوابق العدلية ومنحرفون ليسوا من أبناء الجهة. ومن جانبه، قال وحيد رئيس الفرع البنكي ل "بنك الإسكان" بالجهة، أن الجيران القاطنين بجانب مقر البنك تدخلوا اثر قيام مجموعة مجهولة من الأشخاص الملثمين والمسلحين بأسلحة بيضاء بالاعتداء على الأبواب الخارجية وتهشيم الموزع الآلي للبنك، لحماية مقر البنك ومنعهم من مواصلة الاعتداء عليه، مشيرا إلى أن جيران المقر أكدوا أن الأشخاص الذين حاولوا اقتحام البنك هم غرباء وليسوا من أبناء الجهة وأنهم ليسوا من الشباب العاطل عن العمل. وأضاف رئيس الفرع البنكي، في حديثه مع "التونسية"، أنه للمرة الثانية يتم الاعتداء على الفرع البنكي بعد الاعتداء عليه وإتلاف محتوياته في أحداث ثورة 14 جانفي 2011، مشيرا إلى أن خسائر الاعتداءات تتراوح بين 30 و40 الف دينار. ولفت محدثنا إلى أن إدارة البنك اتخذت عدة إجراءات تحسبا لأي طارئ أو اعتداءات قد تحدث، من خلال تامين محتويات البنك من وثائق ومستندات هامة بالمقر الرئيسي للبنك لتفادي المشاكل التي قد تحصل، وذلك بإذن من الإدارة العامة للبنك. من جانبها وصفت المواطنة "رجاء" القاطنة بالجهة ما حدث من عمليات نهب وتهشيم وسرقة وتحطيم للمقرات التجارية والمنشآت العمومية من طرف مجموعة مسلحة، بالكارثية والمزرية، معربة عن أسفها لما حدث . كما أدانت بشدة ما قامت به المجموعة التي وصفتها ب "المنحرفة" من اعتداءات، وعمليات حرق استهدفت المحل التجاري "مقني" وغيرها من محاولت اعتداء على المحل التجاري "الكترو نابلي" والاعتداء على المحل التجاري "كارفور اكسبرس". اعداد : كلثوم التراس