لم يسر الاختبار البدني للحكام «وارنر» قبل استئناف مرحلة الاياب للبطولة كما تشتهيه الادارة الوطنية للتحكيم ومعها الجامعة التونسية لكرة القدم، اذ تخللته مناوشات أفضت إلى ايقاف الحكمين علي الخالدي ونبيه العوادي توازيا مع احتجاجات من قيس الفوراتي حيث طالب ثلاثتهم باجراء الاختبار واشتكوا من عدم تعيينهم لادارة اللقاءات مقابل محاباة أسماء أخرى تبدو أقرب الى «قلبي» عواز الطرابلسي وجمال بركات دائما حسب رواية المعارضين. التداعيات لم تقف عند حدود تعطيل الاختبار صباح الثلاثاء وهو ما فرض استدعاء الأمن، وتحرّك الجامعة قانونيا لرفع قضية، بل ان التراشق بالتهم امتدّ لاحقا الى مقر اجراء الملتقى التكويني في قمرت وعبر صفحات التواصل الخاصة بالحكام.. واستنادا الى ما علمنا في الأوساط التحكيمية فان جدلا كبيرا خلّفته خطوة العوادي والخالدي بايقاف الوارنر، حتى ان البعض «خوّن» عددا من زملائه على اعتبار عدم التضامن معهما عند قدوم الأمن ومغادرة حجرات الملابس لاجراء هذا الاختبار. وتواصلا مع ما سبق نشير وفق مصادر مطلعة الى أن هنالك جانبا كبيرا من أصحاب الزيّ الأسود عارضوا هذه الخطوة وتحدثوا الى «الحكمين المتمردين» طالبين منهما عدم التصعيد مباشرة والمبادرة بفتح قنوات الحوار مع مسيّري الادارة الوطنية للتحكيم خاصة أن هنالك وعد مسبق من جمال بركات للحلول في حدود الثانية ظهرا يومها والتحدث الى الحكمين المذكورين والنظر في امكانية اجرائهما لاختبار بدني في حال زوال الموانع التي جعلتهما خارج القائمة في البداية. ولكن العوادي وزميله اختارا التصعيد وهو ما لم يرحّب به عدد من الحكام خاصة أن الحكم المذكور في المقام الأول بالغ وفق نظرهم في السنوات الأخيرة في الظهور للتظلّم واعتماد عدة أساليب كالاعتصام وتعطيل اختبارات زملائه، ورغم ذلك فان كل من مراد بن حمزة ومراد الحرابي تدخلا في البداية لاقناع الوحدات الأمنية بعدم ايقاف زميليهما..لكن حدة التطورات لاحقا أجبرت الأمن على هذه الخطوة. وما ان هدأت أزمة التراشق بالتهم والتخوين بعد اختبار الملعب الفرعي بالمنزه، حتى طفت حكاية المستحقات المتخلدة بذمة الجامعة والتي لم يجن منها الحكام إلا الوعود وآخرها انتظار مطلع شهر مارس، ويبدو أن الأمر سائر الى التصعيد حسب بعض التحركات التي تنادي بتنظيم وقفة احتجاجية تمهيدا للاضراب عن ادارة اللقاءات ان تواصل هذا التجاهل غير المسبوق بشأن مستحقات الحكام..وهذا ما سيزيد في تعسير وضعية المكتب الجامعي المثقل بالهموم و والاشكالات.