مثل ما كان منتظرا، كان الظهور الأول للنادي الإفريقي في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية موفقا، بعد أن نجح رفاق صابر خليفة في الفوز على تاندا الإيفواري بهدفين لصفر في ذهاب الدور التمهيدي الأول من المسابقة الأغلى في القارة مع أداء مقنع للغاية وعدد كبير من الفرص المهدورة التي كان بإمكانها تغيير النتيجة لو نجح مهاجمو الفريق في تجسيم نصفها. فوز جديد هو الثالث للهولندي كرول في ثالث مباراة له على رأس الفريق وهي سلسلة لم يعرفها الفريق منذ انطلاقة الموسم بما يوحي إلى أن الأحمر والأبيض سائر بثبات نحو استعادة توازنه في انتظار التأكيد طبعا في قادم المواجهات والتي سيكون أولها غدا الأربعاء عندما ينزل الفريق ضيفا على الملعب التونسي لحساب الجولة الأولى إيابا من سباق البطولة. بصمة واضحة بعد الفوزين الماضيين في سباق الكأس، لم نشأ الحديث عن لمسة فنية واضحة للمدرب الهولندي رود كرول وأجلنا الحكم على عمله إلى حين مواجهة أبنائه لفريق أعلى من حيث المستوى وفي إطار أكثر أهمية من مسابقة كأس تونس إذ لا يمكن اعتبار تجاوز عقبتي اتحاد بن قردان وهلال مساكن انجازا يستحق الإشادة والتنويه، انتظرنا فكان الرد إيجابيا للغاية في مباراة أول أمس حيث وقف الجميع على إضافات واضحة للفني الهولندي ساهمت في تحسين أداء الفريق وتطور نتائجه. أولى إضافات المدرب السابق للنادي الصفاقسي والترجي الرياضي التونسي والمنتخب الوطني، تمثلت في فرض الانضباط على اللاعبين خارج وداخل الميدان، حيث باتت كل العناصر معنية بالعمل الدفاعي والهجومي وهو ما قلل كثيرا من أخطاء الخط الخلفي الذي بدأ يستعيد عافيته وصلابته بشكل تدريجي، كما أرسى سليل الكرة الهولندية منظومة لعب واضحة تعتمد التدرج عبر الكرات القصيرة والتحرك دون كرة لتوفير الحلول لحاملها وهو ما انعكس إيجابيا على جودة الأداء المقدم من زملاء صابر خليفة. نقطة أخرى تحسب لرود كرول وهي عدم اعترافه بالأسماء وعدم خشيته منها ففلسفته سهلة تقوم أساسا على منح الأولوية للأفضل والأكثر جاهزية وهو ما يترجم بقاء ناطر وبلعيد على بنك البدلاء في أكثر من مناسبة وإخراج خليفة عندما انخفض أداؤه وهو ما من شأنه أن يعيد عدالة كروية فقدت في الفترة السابقة. كرول وكما أكد عقب المباراة لم يبلغ بعد درجة الرضا عن أداء كتيبته ولكن البداية ستسهل عليه العمل في المستقبل لا سيما وأن محيط النادي يشهد استقرارا غير مسبوق. «بلعيد» بعقلية جديدة وضع رود كرول يوم الأحد الماضي حدّا لكل الأقاويل التي تحدثت عن توتر علاقته بصانع الألعاب التيجاني بلعيد الذي ظهر لأول مرة هذا الموسم في التشكيلة الأساسية للفريق وقدم مردودا مقبولا في العموم رغم أنه لم يلعب إلا 15 دقيقة فحسب. «تيجا» كما يحلو لعشاق الفريق مناداته ظهر بعقلية جديدة أكثر حيث لاح أكثر انضباطا وأكثر انصهارا في المجموعة إذ لم يكتف بصناعة الهجمة وإنهائها بل شارك بشكل كبير في العمل الدفاعي وهذا ما يريده منه مدربه الذي أثنى على تطور أداء اللاعب وعلى استجابته للتعليمات وهو ما سيجعله قريبا أحد الأعمدة الرئيسيّة في التشكيلة الأساسية. «العيفة» و«قرينتا» العادة ما يحسب لكتيبة الهولندي رود كرول أنها خاضت لقاء تاندا بروح قتالية عالية ورغبة كبيرة في الفوز واسعاد الجماهير المتعطشة لإعادة غزو القارة الإفريقية، وكالعادة ظهر بلال العيفة أو قلب الأسد كأحسن ما يكون حيث تغلب على أوجاعه وقاد بامتياز محور الدفاع إلى جانب سيف تقا وساهم في الهجوم بشكل مستمر وهو ما مكنه من تسجيل الهدف الثاني في المباراة. العيفة برهن مجددا أنه مثال يحتذى به في الفداء و«القرينتا»، حيث لم يتأثر بحملات التشكيك التي تعرض لها وظل صامدا وأصر على النجاح فكان له ما أراد. العيفة لم يتأثر بالعروض التي وصلته ولم يساوم فريقه بالمرة وهو ما يعكس تعلقه الكبير بالنادي الذي تعلم فيه أبجديات اللعبة والأكيد أن جماهير الفريق لن تنسى هذا الاسم بتاتا. «الصرارفي» ينصف «السلاّمي» عندما تسلم أسامة السلامي مهمة المدير الرياضي للفريق، واجه عديد الانتقادات بل أن شقّا لا يستهان به من جماهير الفريق حملته مسؤولية فشل الميركاتو الصيفي والذي لم يشارك فيه أصلا، قبل أن يتأكد الجميع من كفاءة الرجل ومن قدرته على إتقان فن اقتناص المواهب ولا أدل على ذلك نجاحه في استقطاب الشاب بسام الصرارفي الذي أضحى في وقت وجيز معشوق جماهير الإفريقي بفضل فنّياته العالية وقدرته الفائقة على تجاوز منافسيه والتسجيل أيضا. بسام الصرارفي أنصف بعطائه الغزير المنسق العام للفريق أسامة السلامي الذي يواصل العمل في صمت من أجل تأمين انتدابات جديدة وغير مكلفة يستفيد منها الفريق في المستقبل القريب. رحلة عادية وملعب صعب بعد نهاية مباراة ذهاب الدور التمهيدي الأول من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية، بدأ التفكير في مباراة العودة وفي توفير كل ممهّدات النجاح لها، وفي هذا الإطار علمنا أن تحوّل بعثة الإفريقي إلى أبيدجان سيكون في رحلة عادية تنطلق من مطار تونسقرطاج الدولي يوم 23 فيفري الجاري على أن تقام المباراة يوم الجمعة 26 فيفري على أرضية أحد الملاعب المعشّبة اصطناعيا في أبيدجان. ورغم صعوبة أرضية الملعب فإن الإفريقي سيكون مستفيدا من هذا التعيين بما أن الفريق المنافس سيجبر بحكم قوانين «الكاف» على التنقل إلى العاصمة التي تبعد عن مدينة «تاندا» أكثر من 400 كلم وهو ما يعني أن الفريق الإيفواري سيفتقد جزءا كبيرا من دعم جماهيره في لقاء الإياب. ملفّ متكامل ل«التاس» تنتظر اللجنة القانونية للفريق وصول نسخة قرار لجنة الاستئناف الذي قضى كما هو معلوم برفض الطعن المقدم ضد قرار الرابطة في ملف العكايشي شكلا، للانطلاق في إعداد ملف متكامل سيقدم للمحكمة الرياضية الدولية ( التاس) وقد أفادنا مسؤول بارز في هيئة الأحمر والأبيض بأنه لا يفهم سبب تأخر لجنة الاستئناف في ارسال نسخة من القرار خاصة وأن تفصيله لن يكون كبيرا بما أن الرفض تم من حيث الشكل مشيرا إلى أن أمام هيئة الفريق شهر كامل لتقديم الطعن إلى «التاس».