فوّت النجم الرياضي الساحلي أمس على نفسه فرصة إحراز لقبه الإافريقي العاشر بانهزامه في مباراة الكأس الممتازة أمام حامل لقب رابطة أبطال افريقيا قوي مازمبي الكونغولي فكانت الخسارة المرّة للقب كان في متناول النجم العودة به من لوبمباتشي ومصدر المرارة أنّ الهزيمة حصلت أمام منافس كان باستطاعة فريق جوهرة الساحل تخطي عقبته لأنه وبكل بساطة لم يكن القوي بقدر ما كان في المتناول هزمه على ميدانه وأمام جمهوره خاصة وأن ممثل الكرة التونسية قدم مباراة مشرفة وسيطر بالطول والعرض وامتلك الكرة أكثر من منافسه وفرض أسلوبه ووصل إلى المرمى الكونغولي في عديد المناسبات وأعطى النجم الساحلي الانطباع على امتداد المباراة على قدرته على كسب انتصار كان في متناوله ولكن كل ذلك اصتدم بواقعية الكونغوليين الذين أحكموا ستغلال الأخطاء الدفاعية وسجلوا هدفين وانتهى الأمر. في مقابل ذلك وبقدر ما خلق النجم الساحلي من فرص فإن النجاعة غابت عن أحمد العكايشي الذي كان في مناسبتبن في وضعية سانحة للتسجيل لو اعتمد السهل الممتنع.. الحظّ يدير ظهره صحيح أن الأهداف أخطاء دفاعية بالأساس وهي أيضا الحظّ الذي لم يكن إلى جانب لاعبي النجم الساحلي وخاصة عندما تصدى الحارس الكونغولي لرأسية زياد بوغطاس التي كانت في طريقها إلى الشباك عند ما كانت النتيجة (1 2) والحديث عن الحظّ ليس من باب التماس الأعذار للنجم الساحلي ولكن تلك هي الحقيقة مع فريق لم يدّخر أي جهد للدفاع عن حظوظه في التتويج بلقبه الافريقي العاشر فقد استعد النجم الساحلي وأمّن كل ما يلزم من الأسباب لكسب ودّ الأميرة الافريقية وتعاطى مع المباراة والمنافس بكل ما يتعين من جدية ولكن «شوية من الحنة...» وبين أخطاء دفاعية بدائية وعدم استغلال الكمّ الهائل من الفرص وسوء الحظ الذي عاند أبناء المدرب فوزي البنزرتي كانت الهزيمة المرّة التي لن تقلّل في شيء من مقدرة فريق جوهرة الساحل في تحقيق التجاوز نحو الأفضل والالتفاف لبقية التزاماته وطنيا وقاريا وليس النجم من تؤثّر فيه هزيمة عابرة وضياع لقب يملك منه اثنين في خزانته. «النقّاز» الغائب الكبير من بين أبرز الحقائق التي أفرزتها مباراة أمس في ملعب لوبمباتشي تلك المتعلقة بالقيمة الفنية المضافة للظهير الأيمن حمدي النقاز الذي ترك غيابه فراغا رهيبا وتراجع تبعا لذلك أداء الجهة اليمنى التي كثيرا ماشكلت مع النقاز إحدى نقاط قوة النجم الساحلي لصعوده المستمرّ ومساهماته الفاعلة في تغذية الهجوم بكرات ثمنية فضلا عن اضطلاعه بدور الهداف وللأسف جميع هذه الخصال افتقدها النجم الساحلي أمس الأول في لوبمباتشي من دون التقليل من شأن بقية اللاعبين ولا سيما الذين تداولوا على الرواق الأيمن حتى أن عديد القراءات ذهبت نحو الإعتماد على أيمن الطرابلسي في خطة ظهير أيمن بعد أن سبق له النجاح فيها لتأمين الناحية الدفاعية والحدّ من تسربات لاعبي مازمبي مع الإبقاء على علية البريقي في خطته كجناح باستطاعته أن يساهم في إحداث الفارق ومهما يكن من أمر تبقى المسألة في حدود الاجتهادات التي لا تنزع على معظم مكونات الرصيد البشري. «كوم» و«بن عمر» خارج الموضوع على امتداد مشوار النجم الساحلي منذ الموسم الفارط كان ثنائي الإرتكاز فرانك كوم ومحمد أمين بن عمر صمام الأمان لا فقط بقدرتهما على ايقاف أعتى الخطوط الهجومية وإنّما بإحكام السيطرة على الكرة والمساهمة في صنع العمليات الهجومية ولكن في مباراة أول أمس لم يظهر كوم وبن عمر بالمستوى والمردود اللذين تعودا الظهور بهما وهذا ما يمكن أن يحدث في أعتى الأندية في العالم ومنطقي جدا أن يمر اللاعب ذات مقابلة بجانب الحدث دون التقليل من القيمة الفنية المضافة والمؤكدة لكوم وبن عمر اللذين يصنفان في مقدمة أفضل تركيبات الوسط في البطولة التونسية وحتى في افريقيا والثابت أن اللعب على أرضية ذات عشب اصطناعي قلّص كثيرا من فاعلية كوم الذي افتقد لثوابته ولم يكن بالفاعلية والنجاعة التي تعود أن يظهر بها وفي المختصر فإن مباراة الكأس الافريقية الممتازة تبقى للنسيان لأنها ليست مرجعا للحكم على لاعبين من ذوي القيمة العالية من طراز كوم وبن عمر. متى سينال «صدام» فرصته؟ بعيدا عن منطق التشكيك في امكانات لاعبين نجحوا بالأمس القريب بالمساهمة في جلب أغلى الألقاب للنجم الساحلي ودون الدخول في تفاصيل الاختيارات الفنية للمدرب فوزي البنزرتي التي نحترمها من منطلق احترامنا للجنرال الذي يعتبر مدرسة في التدريب وليس لأن النجم قد خسر لقبا سننظر بمنظار مختلف لاختيارات الرجل الذي يظل الأقدر على معرفة مجموعته وانتقاء الأكثر جاهزية منها ليكون أساسيا ولكن ما وجب التذكير به يتعلق بالمدافع الصلب صدام بن عزيرة الذي يحتاج فعلا لفرصة بل لفرص لإثبات قيمته التي تلقى الإجماع على جودتها مع التأكيد على أن الاختيار على محور دفاع يضم أسماء عالية القيمة من طراز عمار الجمل درامي البدوي وزياد بوغطاس وصدام بن عزيزة تبقى من أصعب الأشياء مادام الجميع متقاربين في المستوى ولكن هذا لا يمنع من ضرورة توظيف الرصيد وتشغيله على النحو الذي يتيح الفرصة لصدام وغير صدام كي يقدّموا ما لديهم من إضافة ودعم لقاعدة المنافسة . النجم خسر معركة ولم يخسر الحرب صحيح أن الهزيمة موجعة خاصة عندما يتعلق الأمر بالإحراز على لقب كان في المتناول ولكن ما قدمه النجم الساحلي في ملعب لوبمباتشي من مردود جيّد وغزيرة وما فرضه من سيطرة وما صنعه من فرض تهديف جميعها معطيات تؤكد بأن نجم الساحل شرّف الكرة التونسية أمام صناع القرار الرياضي في افريقيا وفي عيون كل من شاهد المباراة حيث لعب النجم وكأنه في سوسة باندفاع وثقة في النفس ودافع عن حظوظه حتى آخر لحظات اللقاء ثم إن ما يحسب لأبناء المدرب فوزي البنزرتي قوة شخصيتهم عندما استطاعوا العودة في المباراة وهم منهزمون بهدفين لصفر وأي فريق آخر كان سيذعن للهزيمة وسيرمي المنديل ويسلّم بالأمر الواقع ولكن النجم دافع بما أوتي من خبرة وتجربة عن شرفه وشرف الكرة التونسية وقاتل ببسالة الشجعان حتى آخر رمق ليخرج من ملعب لوبمباتشي مرفوع الرأس. ومثلما قالها الدكتور رضا شرف الدين رئيس الجمعية بعد المقابلة : «لا يجب أن نخجل لأننا قدمنا مقابلة محترمة ولم ندخر أي جهد في الدفاع عن حظوظنا ومثل هذه الهزيمة ستقوّينا أكثر ونحن مقبلون على التزاماتنا في البطولة الوطنية وكأس رابطة الأبطال الافريقية وتستمر المنافسات من أجل ألقاب أخرى وقدر النجم الساحلي أن يظل دوما مراهنا على اعتلاء منصات التتويج وطنيا وقاريا». طي الصفحة والانصراف للبطولة بعد كل ما تقدم حول مباراة السوبر الإفريقي بكل ما فيه من تداعيات فقد عودنا النجم الساحلي أن يكون أقوى وأكثر صلابة بعد كل عثرة لأنه فريق عريق وله تقاليده وطاقمته الفنّي والإداري القدير بخبرته على توفير كل الممهدات لتحقيق التجاوز نحو الأفضل وله أيضا كتيبة من اللاعبين باستطاعتها أن تنتصر على الأوجاع وأن تأتي في ظرف وجيز بما يسعد الانصار وينسيهم خيبة الاحراز على اللقب الذي تبقى قيمته شرفية بديل أنه يلعب على مباراة واحدة وعليه فسرعان ما طوى لاعبوا النجم الساحلي الصفحة وانصرفوا منذ صباح اليوم للاعداد والتركيز لمباراة الخميس ضد اتحاد بن قردان لحساب الجولة الثانية من مرحلة إياب البطولة لمواصلة التربع على كرسي الصدارة.