يضرب النجم الرياضي الساحلي بعد ظهر الغد في مدينة لوبمباتشي بالكونغو الديمقراطية موعدا آخر مع التاريخ من خلال مواجهته لحامل كأس رابطة الأبطال الإفريقية قوي مازمبي في رهان التتويج بكأس السوبر الإفريقي بوصف النجم الساحلي بطل افريقيا في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، وتأتي مباراة الغد أمام 18 آلف من أحباء قوي مازمبي على أرضية ملعب يملكه في سياق تاريخي وفني مهم لكتيبة الجنرال فوزي البنزرتي بعد انهائهم لمرحلة الذهاب في سباق البطولة الوطنية في صدارة الترتيب مع الكم الهائل من الانتصارات المتتالية التي تعبّر عن نموذج جيّد لفريق يعيش استقرارا مثاليا على جميع المستويات أبرزها الفني من خلال استمرار التجربة الموفقة مع المدرب فوزي البنزرتي وما يمكن أن يزيد في انتاجه من نجاحات واشعاع يحمل على التأكيد بأن النجم اذا ما سيكون اليوم في مهمة صعبة أمام حامل رابطة الأبطال في خمس مناسبات فإن فريق جوهرة الساحل عوّدنا على إحداث المفاجأة بفضل خبرته وامتداد تجربته وما اكتسبه من عادات على مرّ أكثر من عشرين سنة من المشاركات القارية المنتظمة وتتويجاته التسعة في كل المسابقات بما يصنف النجم الساحلي في خانة الأندية الإفريقية القليلة التي نالها شرف إحراز كل الألقاب الإفريقية فضلا عن أنه أوّل فريق تونسي يذهب الى كأس العالم للأندية وطبيعي أن يستثمر زملاء الحارس أيمن البلبولي مثل هذا الرصيد القوي وهم يواجهون بعد ظهر اليوم قوي مازمبي لضمان أوفر حظوظ التتويج بالكأس الافريقية الممتازة. الدخول الرصين في المباراة تعوّد المدرب فوزي البنزرتي أن يكون خطابه مع لاعبيه عقلانيا ورصينا ويؤكد دائما على ضرورة احترام المنافس مهما كان حجمه وإطار مواجهته ولأن مباراة اليوم ضد مازمبي لا اياب لها فهي مقابلة واحدة من أجل احراز لقب جديد ينضاف الى رصيد النجم الساحلي وكرة القدم التونسية فقد كان الجنرال في منتهى الواقعية في حديثه مع لاعبيه.. فهو لم يهوّل الأشياء ولم ينفخ في صورة قوي مازمبي ولم يعطه أكثر من قيمته فقط هي كلمة موجزة: «الدخول الهادىء والرصين في المباراة والتفكير في التهديف وعدم ترك مساحات أمام الفريق المنافس ليفعل ما يريد». فالنجم الساحلي في مقابلة اليوم مطالب بالاستعانة بكل ما لديه من خبرة ونضج لأن تخطي عقبة قوي مازمبي لا تستدعي سوى الواقعية والتركيز والتحكم في الأعصاب ولا نظن أن زملاء علية البريقي سيفوتون على أنفسهم فرصة احراز لقبهم الإفريقي العاشر والثالث من نوعه والثاني في رصيد هذا الجيل الجديد الذي تفتحت شاهيته على الألقاب قاريا ووطنيا. إحاطة شاملة وتركيز الأخبار الواردة من لوبومباتشي تؤكد بأن ظروف إقامة النجم الساحلي جيّدة للغاية ولم يترك المسؤولون أي شيء للصدفة لتأمين ما يكفي من الأسباب لتحقيق النجاح في المهمّة الموكولة لزملاء ايهاب المساكني عساهم يعودون فجر الغد الى مطار الحبيب بورقيبة بالمنستير وهم محمّلون بالكأس الإفريقية الممتازة في تكرار لإنجاز مارس 1998 عندما فاز النجم في المغرب بهذه الكأس على حساب الرجاء البيضاوي وبعد عشر سنوات أعاد الكرة أمام النادي الصفاقسي في ملعب رادس بفضل ثنائية أمين الشرميطي ورضوان الفالحي. «البلبولي» من أجل تعميق الفارق بعد أن فاز في نوفمبر الفارط بكأس الكنفدرالية الإفريقية وتخطّى رقم أستاذه رضوان الصالحي من حيث التتويجات الوطنية والإفريقية التي بلغ عددها ثمانية (بطولة و3 كؤوس تونسية و3 كؤوس «كاف» سنوات 2003 و2006 و2015 وكأس افريقية ممتازة 2008) سيعمل قائد النجم الساحلي الحارس أيمن البلبولي بعد ظهر اليوم على تعميق الفارق بينه وبين أقرب ملاحقيه عمار الجمل وذلك بإحراز اللقب التاسع في رصيده والثاني من نوعه في الكأس الإفريقية الممتازة. «البدوي» لتعويض «النقاز» لضمان الصلابة الدفاعية المطلوبة اختار المدرب فوزي البنزرتي أن يكون رامي البدوي بديلا للمتغيب البارز حمدي النقاز وإذا ما سيضطلع البدوي بخطة ظهير أيمن فلأنه يملك من السرعة والفنيات ما يخوّل له تأمين التسربات وإمداد زملائه بالكرات في الهجوم اضافة الى تحوّله الى لاعب محور ثالث عند الاقتضاء لمعاضدة عمار الجمل وزياد بوغطاس ولم يكن الجنرال ليختار البدوي لهذه المهمة لو لم يقتنع باستعادته لكامل مؤهلاته وظهوره بمستوى متميز في الحصص التدريبية الأخيرة وقد لاح رامي في أفضل حالاته وبعث برسالة طمأنة للجميع على أنه سيكون أحسن خلف لأفضل سلف. «أكوستا» خلال المباراة لاعب آخر استطاع أن يتخطى متاعبه الصحية ونعني البرازيلي دياقو أكوستا الذي كان وجوده ضمن البعثة اشارة على فرضية عودته الى أجواء المقابلات من بوابة ملعب مازمبي، صحيح أن أكوستا سوف لن يكون أساسيا ولكن امكانية اعتماده خلال سير المباراة واردة للغاية أمام الرغبة الأكيدة في كسب رهان التتويج في التسعين دقيقة والى جانب أكوستا يملك المدرب فوزي البنزرتي حلولا هجومية أخرى من خلال جاهزية أمير العمراني ومحمد العويشي على اعتباره متعود بأرضية العشب الإصطناعي منذ كان في الشبيبة القيروانية. لا خوف من التحكيم مع تأجيل التنفيذ! الحكم الملغاشي حمادة موسى الذي سيقود مباراة اليوم بين النجم الساحلي وقوي مازمبي تلوح سمعته جيدة وهو من بين أبرز الحكام الأفارقة المرشحين لمونديال روسيا 2018 وإذا ما كانت جميع هذه المؤشرات تحمل في طياتها رسائل ايجابية من شأنها أن تطمئن أحباء النجم الساحلي لتكون صفارة الملغاشي عادلة فإن ذلك يبقى مؤجلا الى غاية المباراة على أمل أن لا تمارس على حمادة أية ضغوطات خاصة أن الرهان لقب لم يسبق لمازمبي أن فاز به. «غازي» في أفضل حالاته الظهير الأيسر غازي عبد الرزاق الذي اشتكى من اصابة منعته من مواصلة مباراة السبت الفارط ضد نجم المتلوي استطاع أن يتخطى مخلفاتها بفضل الرعاية الطبية التي وجدها ما مكنه من العودة الى التمارين بشكل اعتيادي ليكون اليوم ضمن الكتيبة التي سيقدمها الجنرال أمام مازمبي وفي ظل ما يتميز به الفريق الكونغولي من اعتماد على تسربات الظهيرين فإن التعليمات لغازي عبد الرزاق واضحة وجليّة ومضمونها عدم الصعود باستمرار والغاء أية مساحة شاغرة أمام المنافس. «المساكني» في مهمّة مزدوجة الحركي والمتألق في المقابلات الأخيرة ايهاب المساكني سوف لن يكتفي في مباراة اليوم أمام مازمبي بتنشيط الهجوم على الرواقين بمعية علية البريقي بل سيكون دائما خلف قلب الهجوم أحمد العكايشي لإحداث التفوق العددي كلما كانت الكرة في مناطق مازمبي خاصة أن ايهاب المساكني يملك صفة الهداف الذي باستطاعته أن يحدث الفارق من كل الزوايا. التشكيلة المحتملة أيمن البلبولي رامي البدوي غازي عبد الرزاق عمار الجمل زياد بوغطاس فرانك كوم محمد أمين بن عمر حمزة لحمر علية البريقي ايهاب المساكني وأحمد العكايشي.