هو بكل المقاييس مشروع بيئي من الحجم الثقيل بشتى توجهاته العمرانية والمجتمعية والثقافية تولّد فكرة في شكل «ضربة معلمية» مثلما يقول أهل الكرة أشّر إليها صاحب المهمات الصعبة وخبير الفعل الثقافي والشأن المدني «خميس بن عبدة» مدير «دار الشباب حي ابن خلدون» في لقاء محلي تحت اشراف كل من الدائرة البلدية ومعتمدية «العمران الأعلى» حضرته مكونات المجتمع المدني بالجهة لفتح ملف البيئة - وما أدراك ما البيئة - في منطقة ممتدة الأطراف وتتكون من عديد الأحياء السكنية الكثيفة. والفكرة التي قدّمتها أسرة دار الشباب تتمثّل في انجاز حديقة محلية متطورة وعصرية وبتصوّر جديد يكرّس مبدأ تشريك السكان في العملية قولا وفعلا حسب برنامج عمل تتوزع فيه الأدوار حسب نوعية المتدخلين. ودون تردّد تفاعل مع الفكرة إيجابا «عبد الرزاق البوزيري» رئيس الدائرة البلدية ودعا كل المصالح الفنية من قسم النباتات وقسم التجهيز والطرقات وقسم التنوير الانطلاق في الأشغال التمهيدية في الفضاء المخصّص لهذا المشروع البيئي الذي فتح زمنيا ابتداء من شهر أكتوبر 2015 ليمتدّ إلى خاتمة يحلم بها الجميع ومداها يصل إلى شهر جوان 2016 والمكان استراتيجي جغرافيا وعمرانيا في وسط حي سكني وعلى أطراف طريق تتموقع بين «العمران الأعلى» و«حي فرنسا» في اتجاه «حي الانطلاقة». وفعلا انطلقت الأشغال كأحسن ما يكون خاصة أن المشروع تفاعلت معه معتمدية المنطقة وعديد الجمعيات البيئة والمدنية ليصل الدعم وبسرعة البرق من قبل وزارة البيئة والتنمية المستدامة لتصبح شريكا فعالا في مشروع بيئي شعاره « صغار وكبار.. نزرعو وردة قدّام الدار» تزامنا مع فقرات تنشيطية جماهيرية على عين المكان شملت التنشيط الإذاعي والرقص التعبيري وورشة الكرة الحديدية مع تأثيث خلية إنصات للمتساكنين ولردود أفعالهم حول المشروع. وامتدت حلقات البرنامج الذي تمّ اعداده خطوة خطوة لما التقى المتساكنون في جلسة عمل بفضاء دار الشباب «حي ابن خلدون» للتحاور وتقديم مقترحاتهم بحضور كل من معتمد «العمران الأعلى»-- ورئيس الدائرة البلدية ليتمخّض هذا اللقاء الودّي عن ورقة عمل عناوينها تتلّخص ميدانيا في إزالة الكشك المنتصب على أرض الفضاء المعدّ للمشروع ثم تنظيفه ورفع ما به من فضلات وتركيز أعمدة إنارة وتسييجه وإحداث ممرّات به وغرس النباتات والأشجار التي تتلاءم مع التربة .. وكل هذه الأعمال تتم بمساهمة المتساكنين ومكونات المجتمع المدني وشبان وإطارات دار الشباب ضمن مرافقات تنشيطية على امتداد الأشغال التي تكفّلت بها الدائرة البلدية ممثلة في قسم المناطق الخضراء الذي سيسهر على تنفيذ المشروع البيئي والعمل على اعداد تصوّر ومثال هندسي للمشروع في أقرب وقت بينما تولّت دار الشباب لدعم المشروع إعداد معلّقة ومطوية ولافتات كبيرة تتضمن شعار وعنوان المشروع وأسماء الأطراف المشاركة ثم تكوين بنك من الصور وأشرطة الفيديو حول الوضع الحالي للفضاء المزمع تحويله إلى حديقة محلية وإعداد استمارة والاتصال ببعض المتساكنين وجس النبض حول مدى قبولهم بالفكرة ومساهمتهم فيها بمشاركة أهل الذكر وبتشريك الدكتور «الهادي الشريف» المختص في علم الاجتماع وتنشيط « بسمة السويسي» التي قدمت عرض PPT يلخص ما تمّ انجازه في المرحلة الأولى في انتظار انجاز الأشغال المبرمة لاحقا حسب برنامج العمل المتفق عليه مع التفكير في امكانية بناء قاعة داخل الفضاء تخصّص للنشاط الثقافي والبيئي ويشرف عليها المتساكنون أنفسهم ليدرك الجميع أننا أمام مشروع بيئي بمجهود جبّار .. بيد الكبار والصغار..أمام كل دار.