حملات إدانة وتعاطف مع تونس تجدّدت أمس المواجهات بين أفراد من الجيش الوطني ومجموعة من الإرهابيين في منطقة جلال قرب الثكنة العسكرية ببن قردان . وتمكنت القوات الأمنية والعسكرية من القضاء على ثلاثة إرهابيين واعتقال اثنين آخرين. وواصلت الطائرات العمودية تمشيط كامل المنطقة المتاخمة للحدود المُشتركة مع ليبيا حسب ما نقلته إذاعة تطاوين. ورغم ان الوضع بالمدينة يسير نحو الاستقرار فإن المحلات التجارية والأسواق والمدارس اغلقت ابوابها بسبب تواصل عمليات القوات الأمنية الرامية الى تمشيط المنطقة والقضاء على جميع العناصر الإرهابية التي قد تكون مازالت مختفية بالمنطقة. لا وجود لعملية انتحارية ونفى المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني في تصريح ل «التونسية»، ما تم تداوله بخصوص حصول عملية انتحارية أمس بحزام ناسف وانفجار وسط بن قردان ، مؤكدا ان الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة من مخلفات عملية الأمس. وأضاف أن وزارة الدفاع تتعامل مع عبوات ناسفة اخرى تفاديا لانفجارها تلقائيا. وفي ما انطلقت ظهر أمس عملية تسليم جثمانين شهداء الوطن ال19 الذين سقطوا أول أمس خلال المواجهات لإقامة مواكب التأبين و الدفن بعد ان تم الانتهاء من كل الإجراءات المتعلقة بالفحص بالسكانار والتشريح وتوصّل نشطاء المجتمع المدني وأهالي مدينة بن قردان إلى اتفاق مبدئي على تنظيم موكب دفن جماعي لشهداء العملية الأمنية الأخيرة من أبناء الجهة بمقبرة سيدي خليف ببن قردان. حركة تضامنية مع حماة الوطن وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لبعض الشباب وهم يرتدون قمصانا عليها صورة جنود تونس الذين التقطوا “سيلفي” بجانب جُثث الإرهابيين الذي تمّ القضاء عليهم في بن قردان. وقد لاقت هذه الصور تجاوبا كبيرا و دعا الكثير منهم إلى اقتناء هذه القمصان في حركة تضامنية مع حماة الوطن. إدانة عربية في المقابل، أشادت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربى بشجاعة قوات الجيش والأمن التونسيين واستجابتها السريعة للهجوم الذي تعرضت له أمس ببن قردان وبسالتها في الرد عليه بصرامة، معتبرة ان ما قام به الإرهابيون هو انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية. من جهته، أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس هذه الهجمات، وقال :«نقف مع تونس الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً، في تصديها لهذا الإرهاب المجرم، ونحيي الجيش التونسي ورجال الأمن، على ما يقدمونه لتظل تونس بلد الاستقرار والتعايش والديمقراطية». وأضاف وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية» نحن على ثقة بأن تونس بقيادتها الحكيمة ستتخطى كل الصعاب، وستمضي في طريقها نحو مزيد من الاستقرار والتنمية والعيش الكريم لشعبها»، معبراً عن تعازيه للشعب التونسي وأسر الضحايا في هذا الحادث، ومتمنياً «الشفاء العاجل للجرحى، والصبر والسلوان لعائلات الضحايا». وجدد عباس، إدانته ل«الإرهاب» بكافة أشكاله، وتضامنه مع الدول الشقيقة والصديقة ضد «الجماعات المتطرفة التي تتخذ الدين سلاحا لها».وأدانت جامعة الدول العربية ، في بيان لها الهجمات، ووصفتها ب«الجبانة». . وأكد أمينها العام نبيل العربي دعم الجامعة التام، لتونس «رئيسًا وحكومة وشعبًا في حربها على الإرهاب». كذلك أعرب الأزهر الشريف، عن تضامنه الكامل مع الشعب التونسي، ووقوفه إلى جانبه في «مواجهة الإرهاب الذي يستهدف زعزعة استقراره وأمنه» معتبرا أن مرتكبي مثل هذه الهجمات «مجرمون يبرأ منهم الدين الإسلامي وكافة الشرائع السماوية، الأمر الذي يستوجب معه تضافر جهود الأمة وتكاتف المجتمع الدولي للقضاء على هذا الإرهاب الغاشم». من جهته، عبّر مجلس وزراء الداخلية العرب، في بيان له، عن استنكاره الشديد وإدانته «المطلقة» لهذه الهجمات. وقالت الأمانة العامة للمجلس، في بيانها «لا يسعنا إلا أن نسجل بكل فخر واعتزاز، التلاحم التام بين المواطنين وقوات الأمن، في مواجهة هذه الشرذمة الضالة، وهو ما يعني بوضوح أنه لا مستقبل للإرهاب في أرض تونس ولا في قلوب التونسيين».