فوّت النادي الإفريقي عشية أمس على نفسه فرصة تحقيق فوز مريح ومطمئن واكتفى بانتصار ضئيل بهدف دون رد على ضيفه مولودية بجايةالجزائري في ذهاب الدور السادس عشر من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية، وبذلك تبقى كل الأمور مؤجلة إلى غاية مواجهة الإياب الأحد القادم في الجزائر، رغم قدرة الأفارقة على العودة من هناك ببطاقة العبور إلى ثمن النهائي خاصة مع مستوى اللعب الذي قدمه والروح القتالية الكبيرة للمجموعة وخاصة في الفترة الأولى من موقعة رادس، التي شهدت بروز عدة أسماء على غرار مهدي الوذرفي وسيف تقا وبسام الصرارفي وأسامة الحدادي وعاطف الدخيلي، ليبقى الامتياز الأكبر لجماهير الفريق التي تحدت العوامل المناخية الصعبة وتناست النتائج السلبية لزملاء خليفة وكانت وراء فريقها لتثبت أن حب الإفريقي «عقلية وساكن فيهم». لا خوف على «العيفة» قائد الفريق في مباراة أمس بلال العيفة لم يقدر على إنهاء المباراة وترك مكانه في أول الفترة الثانية لأحمد خليل بسبب إصابة عضلية نتيجة المجهود الكبير الذي بذله، المعلومات التي استقيناها من الإطار الطبي أكدت عدم خطورة الإصابة وبالتالي قدرة اللاعب على الظهور في مباراة الأحد القادم في بجاية. «الشنيحي» لاباس نبقى مع الحالة الصحية للاعبين لنشير إلى أنّ نجم الفريق في الفترة الأخيرة وهدافه في المباراة الأخيرة إبراهيم الشنيحي بخير وأن الإصابة التي تعرض لها في الفترة الثانية والتي استوجبت تعويضه بغازي العيادي لا تكتسي أية خطورة وسيكون الجزائري أساسيا في مباراة العودة. عودة «كوليبالي» بعد أن تخلف عن لقاء أول أمس بسبب الورقة الصفراء الثانية، سيكون المالي سليمان كوليبالي ضمن العناصر التي ستتحول إلى الجزائر ليكون تحت تصرف مدربه الهولندي رود كرول الذي اقتنع بعدم جدوى التعويل عليه على الجهة اليمنى للدفاع. «الوذرفي» يؤكد عندما رسم المدرب السابق دانيال سانشاز الشاب مهدي الوذرفي في التشكيلة الأساسية بداية الموسم الحالي، لم يكن ذلك مجاملة وإنما نتيجة الزاد الفني والبدني الكبير الذي يتمتع به إضافة إلى روحه القتالية العالية، ولكن كل هذا لم يشفع له بما أنّه عانى من تجاهل نبيل الكوكي ومحرز بن علي اللذين رسماه على البنك وعلى المدارج في أحيان كثيرة، قبل أن يعيد له الهولندي رود كرول نكهة اللعب فكان عند حسن الظن في مباراة تاندا في الكوت ديفوار وفي «كلاسيكو» البطولة ضد النجم قبل أن يكون نجم مباراة السبت دون منازع ليؤكد بذلك أحقيته في التواجد في التشكيلة الأساسية. «خليفة» والمركز الجديد خلال المواجهتين الأخيرتين ضد النجم الساحلي ومولودية بجايةالجزائري لعب صابر خليفة في مركز قلب الهجوم، وقد لاحظ الجميع بأن هداف بطولة الموسم الماضي لم يقدم أداء كبيرا وكان تقريبا خارج النص رغم تسجيله لهدف فريقه الوحيد في مواجهة النجم، وهذا أمر مفهوم نسبيا بما أن خليفة لا يحبذ اللعب في هذا الموقع ويفضل التحرك بحرية على الأطراف حتى يستطيع تجاوز منافسيه بسهولة والاعتماد على تسديداته القوية التي كانت وراء عدة أهداف في الموسم الماضي. كما أن خليفة لم يستعد بعد كامل عافيته بعد الإصابة العضلية التي لحقته في بداية الموسم والتي أثرت بشكل كبير على جاهزيته وعليه فإن خليفة بحاجة إلى بعض الوقت وإلى حرية أكثر على الميدان ليكون نقطة قوة كبيرة في مقدمة هجوم الأفارقة. رحلة خاصة يشرع غدا النادي الإفريقي في الإعداد إلى لقاء العودة الذي سيجمعه الأحد القادم بمولودية بجاية، حيث سيركز الإطار الفني على تحسين بعض النقاط السلبية التي لاحت في مباراة السبت على غرار غياب النجاعة الهجومية وبعض الهفوات الدفاعية. هذا وسيتحول الفريق إلى الجزائر عشية الجمعة القادم في رحلة خاصة تنطلق من مطار تونسقرطاج الدولي على أن تكون العودة إلى تونس بعد المباراة. لمّّة في وقتها قبل مواجهة أمس وصلت إلى رئيس النادي دعوات ملحة من أبناء النادي طالبوه فيها بضرورة لم الشمل وتوحيد الصفوف من أجل الخروج بالفريق من الوضعية الصعبة التي يعيشها. تفاعل الرياحي مع هذه الرسائل كان سريعا وإيجابيا هذه المرة حيث وجه الدعوة بمناسبة لقاء السبت لعدد كبير من أبناء النادي على غرار منتصر الوحيشي ويوسف العلمي ومنير البلطي وبسام المهري وعدة وجوه أخرى غصت بها المنصة الشرفية لملعب رادس في صورة أعادت الأمل للجماهير في رؤية هذه الوجوه مجددا في الحديقة وهو ما يحتاجه الفريق في هذا الوقت.