انطلقت صباح أول أمس فعاليّات الاحتفاء بأربعينية ابن عقارب وفقيد وزارة التربية الأديب المربي الطيب التريكي بقاعة العقود ببلدية المدينة بحضور المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس ربيعة بن فقيرة وعائلة الفقيد وبعض الكتاب وجمعيات من المجتمع المدني بعقارب. البداية كانت بتلاوة ما تيسّر من القرآن الكريم للقارئ محمد بن عبد الله تكريما لروح الفقيد ،تلتها كلمة مديرة دار الثقافة وكلمة أمين المكتبة العمومية بعقارب الذي رحب بالضيوف ذاكرا سيرة حياة الفقيد وعلاقته بالأدب منذ خمسينات القرن الماضي وعلاقة الأديب الراحل بالحركة الوطنية ودوره في تأليف اكثر من عمل ،واختتمت مراسم احياء الأربعينية بعرض مجموعة من الصور والكتب تناولت مقتطفات من حياة الكاتب الراحل الطيب التريكي. والطيب التريكي هو أديب ومربّ تونسي ولد سنة 1920 بمعتدية عقارب من ولاية صفاقس وزاول تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية ثم أكمل تعليمه العالي بمعهد الدراسات العليا في «فرع السوربون» بتونس وأحرز على شهادة الإجازة في اللغة والآداب العربية وشهادة الكفاءة للتدريس بالمعاهد الثانوية من السوربون، درّس اللغة العربية بمعهد «كارنو» ثم عيّن مدير الديوان بوزارة التربية القومية من سنة 1958 الى سنة 1968 مع الوزير محمود المسعدي ثم كلف بتأسيس وبعث ديوان المشاريع الجامعية ثم قام بتأسيس وبعث المركز الوطني البيداغوجي وديوان الخدمات الجامعة بالجنوب. ألف للأطفال قصصا قصيرة مقتبسة من ألف ليلة وليلة وبعض قصص الأنبياء مقتبسة من النص القرآني وكتب قصة «سندباد الفضاء» و«شجرة اللوز» سنة 1993. تولى رئاسة تحرير مجلة «قوس قزح» للأطفال طيلة 18 سنوات حيث ترجم خلالها نحو خمسين قصة من قصص أوروبية وهندية وصينية وأفريقية من الفرنسية إلى العربية وأعدّ برامج إذاعية موجهة خصيصا للأطفال وترجم الرواية التاريخية «صلامبو لغوستاف فلوبار» سنة 2008 كما تحصل على الجائزة القومية في الآداب والفنون في ميدان ثقافة الطفل سنة 1989 وتقلّد عدة أوسمة منها وسام الشغل والاستقلال والجمهورية والتربية.