أكدت مصادر أمنية أن تنظيم «داعش» الإرهابي درب 400 مقاتل على الأقل لإرسالهم إلى أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية. ونقلت وكالة «اسوشيتد براس»، عن المصادر إنه تم إعطاء مقاتلي التنظيم الأوامر لإيجاد الوقت والمكان الملائمين والطريقة المناسبة لتنفيذ مهماتهم الارهابية. وأشارت المصادر إلى وجود معسكرات مصممة خصيصا للتدريب على شن هجمات على الغرب. ووصفت المصادر شبكة الخلايا التي زرعها التنظيم في الدول الأوروبية بالمتشابكة والرشيقة وشبه المستقلة، مشيرة إلى أنّ ذلك يبين تقدم التنظيم في أوروبا حينما يتراجع في سوريا. وشملت المصادر مسؤولين في الاستخبارات الأوروبية والعراقية وعضوا بالبرلمان الفرنسي يتتبع الشبكات المسلحة. من جهة أخرى واصلت أمس بلجيكا تعقب شخصين في اطار التحقيق في اعتداءات بروكسال بعد الكشف عن علاقة ثلاثة من منفذيها تم التعرف الى هوياتهم حتى الآن، باعتداءات نوفمبر في باريس، ممّا يعكس الثغرات الامنية في بلجيكا وفي مكافحة الارهاب في اوروبا بشكل عام. واشار التحقيق الى ان الانتحاريين الثلاثة الذين حددت هوياتهم في مواقع الهجمات في مطار بروكسل الدولي ومحطة مالبيك للمترو وفروا على الاقل دعما لوجستيا في تدبير هجمات نوفمبر في باريس (130 قتيلا) ومساعدة الناجي الوحيد من الفرق التي نفذتها صلاح عبد السلام، على الفرار قبل القبض عليه الجمعة الفارط في بلدته مولنبيك في بروكسل بعد تواريه طوال أربعة أشهر. وأعلن محامي الفرنسي البالغ 26 عاما الموقوف في بروج مذاك سفين ماري ان موكله «ابلغه برغبته في الذهاب الى فرنسا في اسرع وقت ممكن»، مضيفا ان عبد السلام «لم يكن على علم» باعتداءات الثلاثاء الفارط، الا ان محكمة بلجيكية قررت، أمس عدم تسليمه، إلى فرنسا، وذلك إثر جلسة استماع عقدتها في العاصمة البلجيكية، بعد أسبوع من إلقاء القبض عليه، حسب ما ذكرت إذاعة وتلفزيون «RTBF» البلجيكية، نقلًا عن محاميه. وقال المحامي سفين ماري ان «صلاح عبد السلام عبر لي عن رغبته في الذهاب الى فرنسا في اسرع وقت ممكن». واضاف «سأقابل قاضية التحقيق حتى لا تعترض بعد الآن على رحيله». واضاف انه «ادرك ان جزءا صغيرا من الملف يعالج هنا ويريد ان يوضح موقفه في فرنسا وهذا امر جيد». ويشير هذا الاعلان الى تبدل في الدفاع عن الناجي الوحيد من المجموعات التي نفذت اعتداءات باريس التي ادت الى مقتل 130 شخصا وجرح مئات آخرين في 13 نوفمبر الماضي. وكان صلاح عبد السلام اكد في اول جلسة غداة إيقافه أنه يرفض نقله الى باريس مثلما تطلب السلطات الفرنسية، في إطار مذكرة إيقاف أوروبية. وقال المحامي ان جلسة امام غرفة المجلس وهي هيئة بلجيكية للتحقيق حول تنفيذ مذكرة التوقيف، مقررة ليوم 31 من مارس الجاري. وأضاف انه حصل على ارجاء الى السابع من أفريل للجلسة التي كان يفترض أن تبت أمس في ابقاء موكله موقوفا نظرا لحجم الملف الكبير. نموذج آخر لفشل استخباراتي أوروبي من جانبها قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن تحديد هوية منفذي هجمات بروكسل يقدم نموذجا آخر لفشل أجهزة المخابرات الأوروبية في مشاركة المعلومات الخاصة بالإرهابيين المحتملين والتصرف بناء عليها. وأشارت الصحيفة إلى أن واحدا على الأقل من المنفذين، وهو إبراهيم البكراوي، تمّ ترحيله من تركيا إلى هولندا العام الماضي مع وجود مؤشر محتمل على أنه جهادي. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إنه برغم تحذيراتهم من أن هذا الشخص مقاتل إرهابي أجنبي، فإن السلطات البلجيكية لم تستطع أن تحدد صلته بالإرهاب. وأضافت الصحيفة: «من الواضح تماما الآن أن الإرهابيين الذين يعملون بفكر داعش، يتعاونون ويعملون عبر الحدود . والسؤال الملح الآن لأوروبا في معركتها ضد هؤلاء، لماذا لا تقم بالأمر نفسه؟ ولا تبدو الآفاق واعدة، فأوّل أمس، كانت هناك دعوات متجددة لإنشاء وكالة أوروبية للاستخبارات تستطيع أن تتشارك المعلومات بشكل فعال من دول مختلفة، وقد استغل البرلمان الأوروبي الأحداث ليدين مجددا غياب التنسيق. لكن هناك مصاعب في هذا الأمر مثل الكبرياء الوطني وحماية البيروقراطية، ويشير الخبراء إلى أنه حتى داخل الدول، فإن وكالات جمع المعلومات الاستخباراتية، وهناك 33 واحدة منها في فرنسا وحدها تواجه مشكلة في التعاون.