رغم الجدل واللّغط الكبير الذي يرافق الحزب الفائز في الانتخابات الأخيرة وبالرغم من تواتر الأحداث بحزب حركة «نداء تونس» وتداعياتها على الوضعية الحقيقية للحزب وتأكيدا لحالة الاستقرار الداخلي والمضي في ترتيب البيت من الداخل تتحرك لجنة شؤون المرأة بالمكتب الجهوي ل «النداء» بسوسة على عديد الواجهات قصد لم الشمل وإعادة الحركية السياسية لقواعد الحزب بالجهة حيث نظمت أمس برئاسة السيدة لطيفة عمامو ندوة فكرية بعنوان «المرأة التونسية : تثمين المكاسب ودورها في البناء والتشييد اليوم» اشرف عليها الإعلامي والمحلل السياسي الأستاذ مالك بن عربية الذي تحدث في مستهل مداخلته عن مجلة الأحوال الشخصية التونسية الوثيقة التي جاهدت كل الأطراف من اجل توثيقها واختيار بنودها مبرزا في هذا لسياق ان مجلة الأحوال الشخصية حق يجب على كل الأطراف الفاعلة في الدولة والمجتمع المدني احترام بنوده وعدم المساس به فهو وثيقة تكرّس هوية الأسرة التونسية عموما والمرأة بصورة خاصة التي تفوقت من خلال العديد من الإجراءات والامتيازات وأصبحت نموذجا يحتذى به وتطرق في جانب آخر من الحديث إلى الحضور الضعيف والمحتشم للمرأة في المشهد السياسي بعد الثورة مبينا ان المرأة التونسية ناضلت من اجل بقائها وليست مستعدة إطلاقا إلى التضحية بكل مكاسبها والعودة إلى الوراء وانه على القادة والزعماء الجدد ان يفهموا أن مجلة الأحوال الشخصية لا يمكن بأي شكل من الأشكال المساس بها أو إدخال أي تحوير من شأنه أن يعيد المرأة أو الأسرة إلى نقطة الصفر ويضر بالتماسك الأسري الذي يجب العمل على احترامه وتكريس مبادئه وفق قوله واعتبر مالك بن عربية في حديثه أن وجود المرأة في الساحة السياسية ضعيف جدا ولا يترجم قدراتها بالمقارنة مع ما يجب أن يكون وما هو منتظر ودعا إلى ضرورة عدم استغلال وتوظيف تواجد المرأة في المشهد السياسي من قبل الأحزاب السياسية «التوظيف الانتخابي» من خلال التسويق إلى المدنية والتطور الحزبي في الحملات الانتخابية وإنما يجب إعطاء الفرصة الحقيقية للمرأة لتقديم الإضافة وإبراز قدراتها على مزيد النجاح في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ البلاد وتمكينها من مناصب ومسؤوليات ضمن مواقع القرار في المستقبل مؤكدا أهليتها لذلك.