تعيش الجماهير الرياضية عامة وجماهير الملعب القابسي خاصة، هذا الموسم على وقع المشاركة التاريخية الأولى ل«الستيدة» في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي التي حقق فيها زملاء علي الهمامي نتائج باهرة بنجاحهم في التأهل إلى الدور ثمن النهائي الأول بعد إزاحتهم في المحطتين السابقتين كل من باكاري دجان المالي وكالوم الغيني. وفي الوقت الذي يستعد فيه النجم الساحلي والترجي الرياضي للقاءات ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة رابطة الأبطال وكأس ال«كاف»، لا يزال مصير مباراة «الستيدة» وزاناكو الزمبي مجهولا وذلك بعد أن هددت هيئة صابر الجماعي بالانسحاب من المسابقة نتيجة الصعوبات المالية التي يمر بها الفريق وعجزه عن توفير مصاريف التنقل إلى زمبيا. ولمعرفة جديد الموضوع اتصلنا برئيس الفريق صابر الجماعي فكانت الورقة التالية: «نعم سنسحب من المسابقة» بنبرة حزينة وبتألم واضح أكد لنا صابر الجماعي نية فريقه الانسحاب من مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي وذلك بسبب ما أسماه استهدافا ورغبة ملحة من وزارة الشباب والرياضة ووالي قابس وإدارة المجمع الكيمياوي بقابس في عرقلة «الستيدة» وحرمانها من مواصلة المشاركة في المسابقة القارية ومواصلة تشريف الكرة التونسية، مشيرا إلى أن هيئته المديرة قامت منذ فترة بمراسلة وزارة الشباب والرياضة والوزارة الأولى وتحدثت مرارا الى والي قابس وإلى المسؤولين على المجمع بخصوص ضرورة التدخل لتأمين مصاريف رحلة التنقل إلى زمبيا التي لا تقل عن 250 ألف دينار ولكنها جوبهت بسلبية تامة وبتجاهل كبير خلّف مرارة لدى أعضاء الهيئة المديرة وكل جماهير الجهة. وفي هذا السياق قال الجماعي «مؤسف حقيقة ما نتعرض إليه من تهميش و«حقرة» من قبل السلط المسؤولية والذي جعلنا نفكر بجدية في الانسحاب من المسابقة الإفريقية التي كانت حلما جميلا لكل القوابسية، حيث يعلم الجميع أن إمكانيات الفريق محدودة وليس بإمكانه مجابهة مصاريف بهذا الحجم وقد بحثنا بكل الطرق عن توفير السيولة وإيجاد الدعم ولكن كل الأبواب أوصدت في وجوهنا بشكل جعلنا نشعر أننا «موش توانسة»، تصور أنني اتصلت مرارا بمدير ديوان وزير الشباب والرياضة وراسلنا الوزارة في أكثر من مناسبة للحصول على حقنا في منحة التنقل (50 بالمائة من مصاريف الرحلة) والتي تسندها الوزارة للفرق التي تمثل تونس في المسابقات القارية ولكننا لم نحصل على الرد بل إن مدير الديوان بات يرفض الرد على مكالماتي وهو ما فهمناه على أن هناك رغبة حقيقة في عرقلة فريقنا، كما التقينا مرارا والي قابس الذي كان يعيد على مسامعنا نفس الكلام في كل مرة ولكن دون تجسيد على أرض الواقع وهو نفس الشيء مع إدارة المجمع الكيمياوي التي اخترنا أن نضع شعارها على أقمصة فريقنا لدفع مسؤوليها الى مساعدتنا ولكن هيهات فقد اكتفوا بدور المشاهدة. وضعية دفعتنا قصرا للتفكير بجدية في الانسحاب لأننا لم نقدر على توفير معاليم التنقل كما أن الوقت بات يحاصرنا حيث كان من المفترض أن نتحول إلى زمبيا الثلاثاء القادم وهو ما يعني أن إجراءات الحصول على «الفيزا» تفترض أن تكون قد تمت وهذا ما لم يحصل مع الأسف. عمليا وإذا لم تستفق الجهات المسؤولة ولم تقم بضخ الأموال اليوم فإننا لن نقدر على التحول إلى زمبيا لتبقى وصمة عار على القائمين على الشأن الرياضي في تونس.لقد قمنا كهيئة بكل ما في وسعنا وعرضنا الوضعية على كل من يهمهم الأمر ولكن هؤلاء لم يهتموا إلى حال «الستيدة» وسعوا إلى عرقلتنا ونجحوا في ذلك ولا يسعني إلا أن اعتذر لجماهيرنا العريضة على عدم قدرتنا مواصلة الحلم».