هم حتما العجلة الخامسة التي تجدها وقت الحاجة لتواصل بها الرحلة ودونها تتوقف بل تسقط برمي المنديل باعتبار أن النواب يعوّضون معلّمين متغيبين لأسباب قاهرة ليمسكوا بمقاليد القسم ويواصلون تمكين التلاميذ من برنامجهم الدراسي لمدة قصيرة بين الشهر الواحد والثلاثة أشهر وتصل أحيانا إلى سنة كاملة إذا طال غياب معلم القسم على طول الموسم الدراسي لندرك وقتها أن النواب ضرورة ملّحة «كالملح ما يغيب على طعام» ودونهم سيحرم كثير من التلاميذ من دروسهم خاصة أن الغيابات طويلة الأمد لدى المعلمين أمر طبيعي بسبب «رخص الأمومة» للمعلمات أو بسبب بعض الأمراض المعقدّة للمعلمين .. ورغم حاجتنا للنواب فهم لدى وزارة التربية «كيف لحمة الكرومة .. متاكلة ومذمومة» لأنهم محرومون من أبسط حقوقهم وعلى رأسها الأجر الشهرية التي لا تغني ولا تسمن من جوع لأنها تعادل منحة جامعية رغم ما يقدمه النواب من مجهودات جبّارة في عملهم وحرصهم على توفير حاجياتهم في العمل البيداغوجي والتعلمي... فيدفعون الكثير من مالهم الخاص ويتحملون التنقل بين المدارس ولو كانت من منطقة في الوسط إلى منطقة في الشمال متسلّحين بالصبّر شعارهم المداومة منتظرين فرصة يرونها من ذهب تهم انتدابهم في خططهم التربوية من قبل وزارة التربية وهو حلم من عيار الياقوت باعتبار أن بلادنا تشهد حاليا ركودا في مجال التشغيل وخاصة لدى حاملي الشهائد العليا مثل الإجازة والماجستير لندرك جيّدا أن الفرصة اليوم مفتوحة أمام وزير التربية ليحسم الموقف بقرار مثير يهب فيه فسحة من الأمل للنواب في مجال التعليم الابتدائي من خلال اقرار نوع من الليونة والسلاسة في شروط الانتداب ومراعاة خاصة العمر والحالة الاجتماعية والأقدمية في التخرّج مع فتح المجال للتقاعد دون تعنّت للمعلمين على قاعدة 55 سنة من العمر و35 سنة مدة العمل لتتوفر الشغورات لهذه الفئة التي ناضلت كثيرا في حقل التعليم وأدت واجبها كاملا دون نقصان... فلننتظر.