أكد الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي في تصريح ل«التونسية» أنه فوجئ ب«تفصّي وزير الصحة للمرة الثانية على التوالي من اتفاقات بين رئيس الحكومة والأمين العام حسين العباسي» وبيّن أنّه تم استدعاء الاتحاد لجلسة رسمية أمس وأنّ الطرف النقابي فوجئ بموقف وزير الصحّة سعيد العايدي قائلا إنّه رفض الالتزام بجملة التفاهمات التي توفق كل من رئيس الحكومة وأمين عام اتحاد الشغل في التوصل اليها لحل الاشكاليات والقضايا الخلافية التي تهم قطاع الصحة. وأشار الى أنه تبعا للاتفاق الحاصل بين الصيد والعباسي خصصت جلسة أمس للنظر في سبل ترجمة هذه التفاهمات الى اجراءات على أرض الواقع الا أنها لم تتوصل الى اتفاق في هذا الخصوص. وقال الطبوبي إنّ وزير الصحة رأى ان المقترحات التي قدمها رئيس الحكومة وتم قبولها من طرف الأمين العام للاتحاد «لا تلزم الوزارة ولا يمكن ان تحل الاشكاليات القائمة» على حدّ تعبيره. واعتبر المسؤول النقابي أن رفض وزير الصحة الإلتزام بقرارت رئيس الحكومة يتجاوز المسائل الاجتماعية ليعكس عمق الخلافات داخل الحكومة ومدى تأثيرها سلبا على الوضع العام في البلاد حسب تقديره. في المقابل أفاد مصدر مسؤول بوزارة الصحة أن جلسة أمس لم تكن مخصصة للتفاوض مع الطرف النقابي وأنّها برمجت للتنسيق بين كل من وزير الشوون الاجتماعية ووزير الصحة وممثل عن رئاسة الحكومة من أجل بلورة موقف حكومي موحد في ما يخص الاجراءات الكفيلة بتجاوز كل الخلافات والإشكاليات المتعلقة بقطاع الصحة. يذكر أن الهيئة الإدارية القطاعية المنعقدة بتاريخ 31 أفريل الجاري قررت الدخول في إضراب عام بكافة المؤسسات الاستشفائية العمومية يوم 28 أفريل الجاري وتنفيذ يوم غضب أمام وزارة الصحة اليوم من خلال وقفة سلمية احتجاجا على أسلوب المماطلة والتسويف في تطبيق الاتفاقيات المبرمة في القطاع وضرب الحق النقابي. ومن بين الأسباب التي دفعت الى اتخاذ قرار الإضراب وفق ما أكده كاتب عام جامعة الصحة عثمان الجلولي في تصريح سابق لوكالة تونس افريقيا للأنباء مماطلة وزارة الصحة في تطبيق الإتفاق المبرم يوم 5 نوفمبر 2015 وخاصة منه سحب الفصل 2 من النظام العام للوظيفة العمومية واعادة تصنيف حاملي الاجازة التطبيقية للتمريض والفنيين السامين للصحة العمومية بالاضافة الى تمسك الوزارة بتعيين مدير عسكري على رأس المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس. من جهة أخرى بينت مصادرنا أن رئيس الحكومة والأمين العام للمنظمة الشغيلة اتفقا على إعادة النقابيين الموقوفين وتمكين مدير مستشفى الحبيب بورقيبة من العمل بالإدارة الجهوية للصحة بصفاقس إلى حين إيجاد اتفاق كامل.