على طريقته وبنفس الأسلوب الذي حفظه رجال التعليم لم يفوّت «ناجي جلّول» وزير التربية الفرصة ليشوّش على المعلمين تركيزهم وهم على اهبة الاستعداد لامتحانات الثلاثية الثالثة بما فيها من نكهة وعطر النّجاح قبل عطلة الصيف تزامنا مع مناظرة الدخول الى الإعداديات النّموذجية لندرك جيدا اهمية هذه الفترة الزمنية لدى المجتمع المدني حيث الحصاد وجني ثمرة عمل كامل طيلة السنة الدراسية. وزيرالتربية عاد الى الوراء بسرعة البرق حسب فتحة تقيس 180 درجة والجميع ينتظرون على أحرّ من الجمر كتابه الأبيض بما فيه من قرارات تهمّ اصلاح التعليم.. وأصرّ على «فزّورة» جديدة لا ندري كيف وأين طبخها باعتبارها مسقطة شكلا ومضمونا بسبب التفرّد بالرأي وعدم استشارة أهل الذكر من ابناء الدار الى جانب الطرف النقابي الذين تفاعلوا مع منشوري وزير التربية بالرّفض القاطع مدعّمين حالة الاستنكار والغضب التي عمّت فضاءات المدارس الابتدائية في كل البلاد التونسية خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي اشتغلت كأحسن ما يكون وتفاعلت ايجابا مع عرائض النقابة العامة ومن ورائها النقابات الأساسية للتعليم الأساسي حيث المطالبة بتأجيل تركيز مجالس المؤسسة الى حين صدور التنقيحات الخاصة بالأمر المنظم للحياة المدرسية.. ومعارضة فتح المدارس الابتدائية في العطلة الصيفية للدعم والمراجعة والتنشيط الثقافي حتى لا تلتف الوزارة على حق المديرين والمعلمين.. واصدار تنقيح الأمر الخاص بالتقاعد حسب الصيغة 55 35... واصدار تنقيح الأمر الخاص بتسوية وضعية أصحاب باكالوريا زائد 3.. وهي مطالب قديمة عادت من جديد ردّا على «فزّورة» وزير التربية تحت عنوان يؤشر الى أن العطل حقّ لن يفرّط فيه رجال التربية ولن يساوموا فيه. هذا ما أراده وزير التربية ولم يفكر فيه اطلاقا المعلّمون الذين انغمسوا هذه الأيام في تحرير الاختبارات الكتابية حسب معاييرها ومؤشراتها وحوّلوا مكاتب الادارة الى خلية نحل استعدادا ليوم الحسم قبل أن يستفزّهم وزير التربية بمنشورين هما بكل المقاييس خارج الموضوع واشتم منهما الجميع رائحة «تدريع الخواطر» والركوب على المعلمين لأنهم الحمار القصير الذي يركبه من هبّ ودبّ.. وللحديث بقيّة.