فوّت النادي الإفريقي على نفسه فرصة الاقتراب من المركز الرابع وذلك بعد أن انهزم على أرضية ملعب رادس ضد نجم المتلوي بهدفين دون رد مع أداء متواضع لأغلب اللاعبين أشعل غضب الأحباء والهيئة المديرة والإطار الفني الذي أكد في تصريحات بعد اللقاء أن عددا كبيرا من اللاعبين خيّبوا أماله في لقاء الأحد وأن إضراب بداية الأسبوع الماضي أثّر بشكل كبير على الأداء العام للفريق وساهم في الهزيمة المرة التي جاءت لتوقف الصحوة الأخيرة و تبعد الإفريقي عن إنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى. اتهامات كبيرة بالتّخاذل وجّهت للاعبين من قبل الجماهير ومن قبل الهيئة المديرة التي رأت فيما قدّمه زملاء خليفة مسرحية سيئة الإخراج وردا غير محترف من لاعبين يتقاضون الملايين من الفريق عن تأخّر صرف مستحقاتهم، حيث غابت الروح القتالية عن جلّ اللاعبين ولم تحضر «القرينتا» التي كانت وراء الانتصارات الثلاثة الأخيرة، فكانت النتيجة هزيمة مذلّة وصدمة جديدة للجماهير التي تحوّلت بكثافة إلى رادس على أمل مواصلة الصحوة فكان جزاؤها عرضا مخيّبا ضاعف من ألامها وأكد لها بأن عددا كبيرا من اللاعبين لا يستحقّون الدفاع عن ألوان الأحمر والأبيض وأنه قد حان وقت رحيلهم بعد أن غنموا الكثير من خزينة النادي والرئيس سليم الرياحي الذي حمّلته الجماهير مسؤولية كل ما حدث بما أن مزاجه المتقلّب وعدم تعامله بحكمة وجدية مع الملفات الحارقة وعدم سعيه إلى تركيز هيئة قوية جعل الفريق مستباحا لكل من هب ودب، فتوالت الخيبات في موسم للنسيان. زملاء سيف تقا لم يكونوا عشية الأحد في مستوى ثقة الجمهور ولم يستوعبوا الدرس من رجال «السلة» وسبقوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الفريق وهو ما يفرض على من تبقى من مسؤولين التدخل سريعا للضرب بقوة على يد كل من يتعالى عن الفريق ويعرض مصالحة للخطر. فلسفة فاشلة رغم أن الرغبة في تحقيق الفوز على نجم المتلوي لم تكن حاضرة لدى كل اللاعبين، فإن الإفريقي كان بإمكانه الخروج بنتيجة أفضل من المواجهة لولا الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها المدرب الهولندي رود كرول في الشوط الثاني والتي أثرت على توازن الفريق ومكنت المنافس من الوصول إلى مناطق الأحمر والأبيض بسهولة كبيرة. أول شطحات كرول كانت بإخراج لاعب الارتكاز الثاني مهدي الوذرفي وتعويضه بالتيجاني بلعيد ليفقد بذلك خط وسط الميدان توازنه رغم اجتهادات المالي بوبكر ديارا الذي لم يقو على تأمين الدور الدفاعي والهجومي وهذا أمر مفهوم بحكم حيوية وسط ميدان الضيوف. من حق سليل المدرسة الهولندية التفكير في التنشيط الهجومي ولكن ذلك لا يجب أن يكون على حساب وسط الميدان الذي قدم شوطا أولا مميزا للغاية، كرول أخرج الوذرفي وتغافل عن الجزائري إبراهيم الشنيحي الذي كان شبحا في مباراة أمس، قبل أن يخرج ماليك توري الذي وإن لم يقدم ما هو مطلوب منه هجوميا فإنه تميّز في التغطية الدفاعية وفي حرمان الجناح الأيمن لنجم المتلوي من خلق التفوق العددي في الحالات الهجومية وهو دور لم يقدر على تأمينه صابر خليفة العائد بعد فترة طويلة من الغياب. كرول ارتكب هفوات كبيرة منذ تحمله مسؤولية قيادة الفريق وأساء التعامل مع الرصيد البشري الموجود على ذمته وهو سيعجّل برحيله مباشرة بعد نهاية الموسم بما أنه ليس الشخص القادر على إعادة الفريق إلى مداره الطبيعي، حيث سعى لترضية وكيل أعماله ومجاملة لاعبيه على حساب عناصر أخرى لم تجد حظها في التشكيلة الأساسية رغم أنها تستحقها عن جدارة. غياب مؤثر نبقى مع العوامل التي ساهمت في الهزيمة الجديدة لنادي باب الجديد، لنشير إلى أن غياب عبد القادر الوسلاتي ترك فراغا كبيرا في وسط الميدان، حيث افتقد الفريق إلى لمساته السحرية وفنياته العالية في صناعة الهجمات وإنهائها في مرمى المنافسين، حيث لم ينجح معوضه إبراهيم الشنيحي الذي تغير مركزه نسبيا في لقاء الأحد، في تأمين الربط بين الدفاع والهجوم والاستحواذ على الكرات الثانية التي سجل منها «كادار» في المواجهتين الماضيتين ضد كل من الملعب القابسي ومستقبل المرسى. حتى لا يظلم «خليل» أحمد خليل لاعب متكامل بشهادة الجميع وقد أثبت ذلك على الميدان وفي كل المراكز التي شغلها مع «العلامة» كرول، حيث برع كظهير أيمن وكلاعب ارتكاز المركز المحبذ له وكقلب دفاع حيث ثبته المدرب في هذا القطاع رغم عودة قائد الفريق بلال العيفة الذي لازم دكة البدلاء في لقاء الأحد، ابن الشبيبة وقع عشية الأحد في خطإ بدائي مشترك مع زميله سيف تقا، مكن سليم المزليني من التسجيل في وضعية صعبة نسبيا، هفوة لا يمكن أن تحسب على «جوكير» الإفريقي الذي من المستحسن أن يعود إلى وسط الميدان حتى يكون أكثر راحة وحتى لا يتحمل وزر هفوات مركز غير متعود به. صحيح أن كرول ومن معه لا يريدونه في مكانه الطبيعي خدمة لمصالح بعض اللاعبين الذين يلقون دعما من وكيل أعمال كرول ولكن مصلحة الفريق أولا ومصلحة اللاعب تقتضي تغيير موقعه في أقرب وقت. هدية من «الشبلي» علمنا من مصادر جديرة بالثقة أن اللاعب السابق للنادي الإفريقي كمال الشبلي ومن منطلق غيرته على ناديه حرص في الأيام الماضية على متابعة بعض المواهب الإفريقية الشابة وتكبد مشاق السفر إلى غانا لمعاينة بعض العناصر الدولية في منتخبي غانا والسينغال للشباب وقد أعجب بمتوسطي ميدان غانيين ومهاجم سينيغالي، نصح هيئة الرياحي بالتعاقد معهما في أقرب وقت كما تعهد بتسهيل مرورهما إلى الحديقة «أ»، فهل ستتحرك الهيئة لإنهاء الصفقة أم أنها ستواصل انشغالها بمسائل جانبية فتضيع عنها مواهب حقيقية، موضوع للمتابعة؟