لا نذيع سرا إذا قلنا أن العديد من الأندية تتمنى أن تظفر برئيس في حجم رئيس الترجي الرياضي "حمدي المؤدب" الذي يقف على رأس مؤسسة اقتصادية كبيرة وناجحة تمكنه من أن يدفع بسخاء لفريقه ويذلل الصعوبات المادية التي تعترضه وما يعنيه ذلك من نجاعة في التسيير والتصرف. غير أن المتأمل في مسيرة رئيس الترجي مع الفريق منذ سنة 2007 يقف بلا شك على حقيقة مفادها أن الأموال وحدها لا تكفي لتسيير جمعية رياضية في حجم الترجي الرياضي..فخلال فترة رئاسة "حمدي المؤدب" لاحت في الفريق العديد من الهنات ووقفنا على بعض القرارات المتسرعة حتى لا نقول عشوائية لم نألفها في فريق باب سويقة. ومن أهم هذه القرارات التغييرات الكثيرة في الإطار الفني للفريق وما يعنيه ذلك من اضطراب وعدم استقرار على مستوى الرصيد البشري.. ففريق باب سويقة الذي يستعد لاستقبال مدربه الثالث منذ انطلاق البطولة عرف على الأقل 7 مدربين مع رئيسه الحالي "حمدي المؤدب" وذلك في ظرف 4 مواسم فقط وهؤلاء هم : "كارلوس كابرال" في مناسبتين و"جوزي ديمورايس" و"فوزي البنزرتي" و"ماهر الكنزاري" ثم "نبيل معلول" وبذلك يتجاوز معدل الترجي أكثر من مدرب واحد في الموسم وهذا معدل كبير في فريق كبير كان من المفروض أن يدرك مسؤولوه بأن المجموعة في حاجة إلى شيء من الاستقرار حتى تستوعب الخطط التكتيكية وأفكار الإطار الفني الجديد... ثم إنه من المفروض أن تتوفر في مدرب الفريق البعض من الشروط التي لا بد منها في فريق في حجم الترجي الرياضي مطالب دوما بالمراهنة على الألقاب المحلية والقارية لذلك فإن قرارات رئيس الجمعية في انتداب بعض المدربين الذين تعوزهم الخبرة بدت من قبيل المغامرة غير محمودة العواقب. التغييرات الكثيرة في الترجي لم تقتصر على الإطار الفني بل شملت أيضا الإطار المسير فمنذ تولي "حمدي المؤدب"رئاسة الفريق طرأت العديد من التغييرات على مستوى الهيئة وكذلك على مستوى الإطار الإداري.فقد شهدت هيئة الفريق انسحابات من العيار الثقيل على غرار "أحمد بوشماوي" و"وليد العارم" وكذلك "كمال بو حوالة" قبل أن يعود ويتم تعيينه في خطة كاتب عام. وكان آخر المنسحبين من هيئة الترجي نائب الرئيس "بادين التلمساني" المعروف بتفانيه في خدمة الفريق.. والأغرب من هذه الانسحابات هي الانشقاقات التي لم تعد تخفى على أحد بين رجالات النادي وخاصة بين رئيسه الحالي "حمدي المؤدب" ورئيسه السابق "سليم شيبوب" بسبب اختلافات في الرؤى والمواقف وهو ما انعكس سلبا على أجواء الفريق... ومما زاد في تشتت أبناء الفريق ما أبداه الرئيس الحالي "حمدي المؤدب" من رغبة في تسيير دواليب الجمعية بصفة انفرادية وتركيز كل القرارات المصيرية بين يديه..وربما هذا ما يفسر بعض القرارات التي بدت متسرعة وغير مفهومة..فإلى أين يقود "حمدي المؤدب" الترجي الرياضي؟.