أشرف السيد "حاتم بن سالم" وزير التربية مساء أمس بمعهد خزندار بباردو على عقد اتفاقية شراكة عمل مع العديد من الجمعيات والمنظمات وذلك بحضور معتمد باردو والكاتب العام للجنة التنسيق بباردو ومجموعة من رؤساء المنظمات والجمعيات . وقد انطلقت البداية بإمضاء الاتفاقيات مع كل من منظمة التربية والأسرة ومنظمة الكشافة التونسية والمنظمة الوطنية للشبيبة المدرسية والمنظمة الوطنية للطفولة التونسية وجمعية المبادرة والإفراق واتحاد المدارس الدامجة والمختصة ومدينة العلوم وجمعية منتدى المربين والتعاونية الوطنية للتعليم وجمعية الطفل أولا والجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة وسط أجواء احتفالية بهيجة تبارك هذه البادرة الأولى من نوعها في تونس. ثم تلتها كلمة وزير التربية والتي تضمنت عبارات السعادة بإمضاء هذه الاتفاقيات بعد مخاض دام وقتا طويلا مؤكدا أن إبرام هذه الاتفاقية سيشكل عروة وثقى تدعم جسور التواصل بين وزارة التربية ومختلف هذه الجمعيات والمنظمات وأنه حان الوقت للعمل والإنجاز والأفعال وليس الأقوال مضيفا أن هذه الاتفاقيات تعد بادرة في مستوى تطلعات وزارة التربية وكل ما ينضوي تحتها من منظمات ومربين وأولياء وغيرهم من الهياكل المعنية. هذا وبين السيد "حاتم بن سالم" أن تبني مثل هذه الشراكة بين الوزارة والجمعيات لا شك أنه سيعود بالفائدة على كل الأسرة التربوية وهو دافع حقيقي لتسخير كل الإمكانيات لبلوغ الأهداف التي رسمها البرنامج الرئاسي خلال الخماسية القادمة إضافة إلى خلق حركية داخل المؤسسات التربوية بما يسهل مأمورية تطوير الحياة المدرسية.
وحول فحوى الاتفاقيات وضح وزير التربية أنها مجموعة من المواضيع بما فيها المطالعة والمجال العلمي والتربية والأسرة وتحسيس الأولياء وكل ما يتعلق أو يمت بصلة للمنظومة التربوية بصفة مباشرة أو غير مباشرة. وهي اتفاقيات مبرمجة تستلهم قوتها من الإنجازات وهي فرصة لربط التعليم بالحياة الاجتماعية خاصة وأننا في قرن يشهد تحركا وتطورا دائما وبالتالي فإن التنمية لا تقبل الجمود والركود مما يستوجب علينا تسخير كل الإمكانيات وتغيير التجهيزات بما يتماشى والعصر فمن غير المعقول أن ندرس بصبورة وطباشير في عصر التكنولوجيا الرقمية. كما أشار إلى ضرورة مراجعة جملة المشاريع التي وقع إنجازها للمنظومة التربوية حتى يتسنى للأطراف المعنية الوقوف على نقائصها ثم يأتي في مرحلة أخرى الحديث عن المشاريع التي يفرضها الوضع الراهن للإنجاز ومتابعتها باعتبار أن وزارة التربية لها طموحات كبيرة وهي تعول كل التعويل على المجتمع المدني الذي يعد أساس العملية التنموية. وفي غضون ذلك استغل السيد "حاتم بن سالم"حضور العديد من الشخصيات المسؤولة ليتطرق إلى ما شهدته بعض جهات البلاد في الآونة الأخيرة من أعمال شغب والتي اعتبرها ترهات لنفوس مريضة وتحركات لبعض المفسدين والذين يريدون بالأساس تشويه صورة البلاد مستغلين الفرص ليركبوا عليها ويعكروا صفو الأمن والاستقرار مؤكدا أنه ستقع الإطاحة بهؤلاء الأشخاص ومحاربتهم بسلاحهم وأكثر من سلاحهم وأنه لا مجال لضم أشخاص يشككون في مكاسب تونس التي تعد دولة قوية دولة القانون والمؤسسات مضيفا أن مختلف الهياكل التونسية المسؤولة لن تدخر جهدا لصالح المجتمع الذي يفتخر بإنجازاته وأن تونس لا تعتمد فقط على المركزية بل على مختلف جهاتها من شمالها إلى جنوبها بما يشكل شراكة ولحمة في إطار ميثاق وطني للتطور والتقدم مجددا الدعوة إلى مزيد التكتل لمجابهة من وصفهم بالنفوس المريضة باعتبار أن الاستقرار أساس ديمومة المجتمع وأن قوة تونس ومستقبلها في أمنها واستقرارها. * روح جديدة ومفتاح لرفع التحديات في كلمة مقتضبة أكد السيد "سالم المكي" رئيس المنظمة التونسية للتربية والأسرة أن هذه الشراكة تمثل روحا جديدة ومفتاحا لرفع التحديات وهي رافد من روافد خدمة برنامج رئيس الدولة وأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد تدفعنا إلى العمل أكثر من أي وقت مضى وبطريقة أوسع وأفضل لقهر كل الفئات الضالة الساعية لتخريب إنجازاتنا مضيفا أنه سيقع قريبا الاحتفال باتفاقيات بين خلايا المنظمات والجمعيات في حد ذاتها. * الدروس العلمية مفتاح التقدم وفي مداخلة له أكد السيد "محمد الهادي بن إسماعيل" رئيس مدينة العلوم أن مدينة العلوم جزء من المنظومة التربوية باعتبارها توفر فضاءات متممة لما هو موجود في منظومة التربية وتوفر دروسا وحلقات تكوين لا تتوفر في درس الأستاذ أو المعلم مغتنما الفرصة لدعوة شباب تونس للإقبال على العلوم وعلى الدروس العلمية لأنها تبقى مفتاح التقدم وأن هذه الاتفاقيات ما هي إلا دفعة أولى وأنه قريبا سيقع إمضاء اتفاقيات أخرى.