تونس 22 مارس 2010 (وات)- حول موضوع " التربية والشباب : حوار من أجل السلم والشراكة في العالم"، التأمت يوم الاثنين بتونس أشغال ندوة دولية بمشاركة خبراء ومربين من الفضاء المتوسطي. وتضمنت التظاهرة، التي تنتظم ببادرة من المنظمة التونسية للتربية والأسرة وجمعية منتدى المربين، في إطار السنة الدولية للشباب، مداخلات حول دور التربية في نشر ثقافة الحوار والتفاهم المتبادل لدى الشباب واسهام المجتمع المدني الأوروبي في ترسيخ الحوار بين الحضارات والسلم في العالم. وأوضح السيد حاتم بن سالم وزير التربية بالمناسبة ان هذه الندوة تأتي إسهاما في تجسيم مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي إعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب، التي تمت المصادقة عليها بالاجماع من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة، وهو ما يؤكد الوعى العالمى بأهمية الشباب كمحور لمسيرة التحديث والارتقاء واساس لكل عمل تنموي. وأكد على إحكام الفرص التي تتيحها السنة الدولية للشباب لدعم ثقافة الحوار والتواصل باعتبارها السبيل الامثل لبناء مجتمع دولي يسوده السلم والشراكة الفاعلة والمتضامنة، مشيرا الى ما يقتضيه ذلك من تعزيز التعاون والتشاور الاقليمي والدولي بين المنظمات والهيئات الشبابية الحكومية وغير الحكومية لجعل معرفة الاخر وقبول ثقافة الاختلاف والتنوع قاعدة في العلاقات بين الامم والحضارات. ولاحظ ان دعم التعاون في هذا المجال البناء يمر كذلك من خلال تشجيع الانتاج المشترك لبرامج ثقافية ومحتويات إعلامية توجه الى الشباب في مختلف انحاء العالم. وبين ان العناية بفئة الشباب على المستوى الوطني تعد احدى الركائز الاساسية التي قام عليها المشروع المجتمعي لتونس ايمانا بجدوى اشراكه في اعداد الخطط الانمائية الوطنية وصياغة البرامج والسياسات التي تعنى بحاضر شباب تونس ومستقبله وتسهم في وقايته من كافة مظاهر التهميش والاقصاء. وأشار في هذا الاطار الى الخطوات العملية لضمان التنشئة على اسس الديمقراطية على غرار الاستشارات الشبابية اضافة الى الدور المنتظر ان يلعبه احداث برلمان الشباب بدعوة من رئيس الدولة. كما بين ان البرامج الموضوعة في مختلف المستويات التعليمية جاءت لتترجم هذه المبادىء وترسخها لدى التلميذ حتى تظل المدرسة "فضاء للتربية على حقوق الانسان وقيم التفتح والتسامح والتضامن" ومن جانبه اشار السيد سالم المكي رئيس المنظمة التونسية للتربية والاسرة الى اهمية مساهمة شباب تونس فى دفع شباب العالم باتجاه السلم والتسامح نظرا لما تحقق له من مكاسب في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والرياضية وغيرها . ولاحظ السيد محمود سعيد الامين العام المساعد للتجمع الدستوري الديمقراطي المكلف بالجمعيات والمنظمات ان الحوار خاصة مع الشباب يعد افضل ضامن للسلام والتضامن بين الشعوب وابرز داعم للهوية والوطنية باعتباره يدرب على الممارسة الديمقراطية وعلى الانصات والتحليل، مبرزا الدور الذي يجب ان تضطلع به كافة مكونات المجتمع المدني للاسهام في ارساء حوار بناء من اجل الاستقرار والاستمرار والتضامن. ولاحظ السيد شهاب اليحمدي رئيس جمعية منتدى المربين الشبان ان تونس تعول على شبابها من اجل السلام والتضامن والتسامح ونشر ثقافة الحوار بين شباب العالم. ويرى السيد لويس ميشال وزير الدولة وعضو البرلمان الاوروبي والمفوض الاوروبي للتنمية سابقا ان دعم الحوار والسلم والشراكة بين دول العالم يمر اساسا من خلال تعزيز التعاون في المجال التربوي على اعتباره مفتاح نجاح مختلف السياسات وضمان مستقبل مشترك مشرق. أما السيد سيلفانو مارساليا رئيس الجمعية الدولية للمربين فاستعرض مختلف الاطر والاتفاقيات المنظمة للتعاون بين دول المتوسط حتى يكون فضاء للسلم والتعايش الحضاري مؤكدا على تعزيز الجهود وتنويعها من اجل ارساء مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل بين شعوب المنطقة. وضمن المداخلة التي قدمها الجامعي صلاح الدين بن فرج حول "التربية ودورها في ترسيخ الحوار والتفاهم المتبادل لدى الشباب" جرى التاكيد على الالمام بخاصيات هذه الفئة التي تمثل 18 بالمائة من سكان العالم لمساعدتها على الاستثمار الامثل لكافة طاقاتها الابداعية، مبرزا في هذا السياق الدور الموكول للمؤسسات التربوية في تنشئة اجيال متشبعة بقيم الحوار والتواصل والمواطنة والاعتزاز بالهوية الوطنية. وتناول السيد باتريك لوناردو الامين العام المساعد للمؤسسة الاوروبية للبحوث التربوية التجربة الفرنسية لاحلال مناخ من الوفاق الاجتماعي وتكافؤ الفرص للشباب على اختلاف ارائهم وانتماءاتهم واصولهم. واهتمت مداخلة السيد جون كلود غونون المقرر العام السابق لمؤتمر المنظمات غير الحكومية للمجلس الاوروبي "التربية من أجل تشريك المجتمع المدني في ترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات والسلم في العالم" باهمية الحوار في تنمية الهوية الوطنية وتعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة وقبول الآخر على اختلافه.