متابعة لقضية الطفل "عمر الرياحي" ابن ال 6 سنوات الذي اختفى عن منزله الكائن بمنطقة نعسان منذ يوم الخميس 30 ديسمبر 2010 تحولت "التونسية" إلى نعسان للتحدث مع العائلة المنكوبة بفراق فلذة كبدها فكان لنا التحقيق التالي: منذ أن وطأت قدمنا أول النهج حيث يقطن عمر لاحظنا تجمهر الناس أمام منزل تآكلت جوانبه وارتسمت على جدرانه بوادر الفقر والخصاصة وخيمت على أرجائه علامات الحزن والسكون. فالكل ينظر بأعين جاحظة وأعناق مشرئبة وكأنها تترقب بصيص أمل يطمئن قلوبا ملتاعة على فراق "عصفور جنة" يرجح أنه اختفى بفعل فاعل. * ابني خطف من أمام منزلي وفي وقت وجيز بأعين متورمة أعياها البكاء ووجنتين محمرتين جرحتهما حرقة الدموع بادرتنا السيدة "سعيدة الرياحي" (45 سنة، أم "عمر الرياحي" الذي غاب عن منزلهم منذ الخميس الفارط ولم يعد إلى اليوم) بالقول وقد تعذر عليها الوقوف نظرا لفرط تدهور حالتها الصحية على اعتبار أنها تشكو من ارتفاع ضغط الدم : "كان ابني يلعب أمام المنزل كعادته مع ابن الجيران الذي يدعى "نادر" (4 سنوات) وكانت الساعة تشير إلى الواحدة والربع بعد منتصف النهار حيث طلبت منه أن يدخل إلى البيت لأنني بصدد إعداد مائدة الغداء وبعد هنيهة من الزمن لا تتجاوز الربع ساعة خرجت لأعيد الكرة لمناداته فلم أجده فرجحت أن يكون قد دخل إلى بيت أحد الجيران أو ذهب إلى قاعة الألعاب play station باعتبارها قريبة من البيت. وقد اعتاد التردد عليها لكن ظنوني كانت خائبة عندها راودتني فكرة الاختطاف ولاحت لي صورة "سارة" و"منتصر" اللذين وقع اختطافهما منذ مدة خاصة وأن الفترة الفاصلة بين مناداتي له بين الفترة الأولى والثانية كانت وجيزة جدا، ابني خطف من أمام أعيني ولا شيء أمامي سوى الصبر. *ليس لي أعداء سوى جاري "عز الدين الرياحي" والد عمر، عامل يومي بمعمل لصناعة بيوت الاستحمام، بدا عليه الصبر أكثر من زوجته ربما قد يكون إيمانا منه بالقضاء والقدر أو هو إحساس بأن ابنه سيعود في لحظة ما. قال: "خرجت منذ الحادية عشرة والنصف للالتحاق بعملي وقد تركته يلعب أمام باب المنزل وكان آخر حديث بيننا عندما قال لي :أعطيني 200 مي لأذهب للعب play station لكنني رفضت لأنني في ذلك الوقت لم أكن أملكها فعلا. وبينما كنت منهمكا في عملي وكانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف جاءني حارس المصنع وطلب مني الالتحاق بزوجتي التي تنتظرني عند الباب عندها أحسست بأن كارثة ماقد وقعت فزوجتي اضطرت إلى المجيء إلى مقر عملي بحكم أنني لا أملك هاتفا جوالا. وعندما أعلمتني بالخبر نزل علي نزول الصاعقة وبعد التأكد من أن زوجتي لم تترك مكانا إلا وبحثت فيه خامرتني فكرة الاختطاف... راجعت دفاتر عداواتي فلم أجد سوى جاري الذي وقعت لي معه مشكلة منذ أكثر من 3 سنوات كان سببها منعي له من البناء فوق سطح المنزل وقد وصل خلافنا إلى رفوف المحاكم". * لماذا أخي بالذات؟ أخته "فاتن" (18 سنة) تلميذة بدت عليها علامات الحرقة واللوعة ، كانت شاردة الذهن وكأنها تحاكي السماء عن مصير أخيها "عمر. قالت أن جارهم هو المسؤول عن غيابه باعتبار أنه كان ساعة الحادثة متواجدا أمام منزله حيث كان أخوها متواجدا وكان الجار بصدد تفكيك سيارة قديمة له وبمجرد السؤال عنه وقت الحادثة قالت زوجته أنه توجه إلى سوق اليهودية لبيع قطع غيار السيارة وعند استفساره تضاربت الأقوال حول ذهابهم من عدمه !....والغريب هو أن "الحومة" كانت تعج بالأطفال في كل الأنهج وأمام كل البيوت فلماذا أخي بالذات؟ هذا وقد قام هذا الجار بالتصريح أنه يعرف أحد العرافين بولاية توزر وأنه سيذهب لجلبه إذا توفرت له سيارة لكن وبمجرد توفيرها تراجع في قوله ورفض الذهاب مشترطا أن تكون السيارة مكتراة باسمه وأن يحصل على مبلغ 500 دينار وأن لا يرافقه أحد وأن يقع كذلك تمتيعه بمهلة تدوم يومين. هذا وقد علمنا من مصادر أمنية مطلعة بالمنطقة أن الأبحاث جارية على قدم وساق للعثور على الطفل المختفي وقد وقع الاحتفاظ بالجار على ذمة التحقيق مع دعوة كل من تتوفر لديه معلومات حول الحادثة الاتصال بأقرب مركز شرطة. * بعض المعلومات عن عمر عمر الرياحي هو طفل من مواليد 8 جانفي 2005، يدرس بالسنة الأولى أساسي، أبيض البشرة، يرتدي سروالا أسود اللون من نوع velour وجمازة veste بيضاء مزركشة بألوان صفراء تميل إلى اللون البرتقالي وينتعل في رجليه "شلاكة" حمراء اللون.