مرت عديد المناطق بولاية نابل بمحنة كبيرة لا مثيل لها يوم أمس ( الأربعاء ) بسبب أعمال الشغب و العنف و الفوضى العارمة التي أتت على الممتلكات العامة و الخاصة. و كانت أكثر الأضرار بمدينة نابل حيث تضرر مركز البريد و مؤسسات خاصة و محلات تجارية على غرار الكارفور الذي تعرض للنهب و السرقة وقد شوهد كيف قام العديد من السراق بالخلع في وضح النهار و أخذوا البضائع و المواد الإستهلاكية في مشهد قل وندر أن شوهد في بلادنا ، كما تعرضت مؤسسة معروفة لبيع المواد الكهرومنزلية للسطو بأخذ أجهزة من أجهزة تلفاز بلازما و ثلاجات ، ... و أما في مدينة الحمامات فشملت الأضرار إحراق 3 بنوك و مركزين للشرطة بكل من مدينة الحمامات و بئربورقبة و تهشيم واجهة محطة الارتال ببئربورقبة و إحراق فرع الشركة التونسية للكهرباء و الغاز بالحمامات و المستودع البلدي بالحمامات و عدد من السيارات و الدراجات النارية التابعة للأمن الوطني بالمنطقة و قد إمتدت أيدي العابثين لتشمل السطو على فرع المغازة العامة بوسط مدينة الحمامات أين تم أخذ السلع و البضائع و الأموال ... و بمدينة سليمان فقد تم الإعتداء على مقر القباضة المالية وفرع الكنام و مركز الشرطة . و بمدينة قربة تم الإعتداء على مغازة كبيرة للموارد الغذائية بالسطو على البضائع و السلع ... و قد توسعت الأحداث إلى عدة مناطق و لكن القاسم المشترك بينها هو السطو على المحلات التجارية و خاصة المغازات المعدة لبيع السلع و المواد الإستهلاكية . و لئن تضاربت الأقوال في ضبط عدد القتلى و الجرحى فإن المؤكد وفاة شخص بمدينة الحمامات يدعى زهير السويسي يبلغ من العمر 49 سنة يشتغل بأحد النزل بالحمامات و إمرأة بمدينة سليمان ... في ما علمنا أن عدد من الجرحى بمناطق نابل و الحمامات و منارة الحمامات و دار شعبان الفهري ... و قد بذلت قوات الأمن الوطني مساعي كبيرة من أجل التقليل من حجم الخسائر لكن حالة الهيجان و الهيستيريا التي كان عليها المتظاهرون الذين تسللوا من الأحياء الشعبية المتاخمة للمدن و كانوا بمثابة وقود أعمال الشغب و العنف و قد شوهد البعض منهم ملثما بينما آخرون عاديون وجوههم مكشوفة . و تجدر الإشارة إلى أنه خلافا لما تم تداوله عن وفاة المخرج و الممثل المسرحي فرج عطية أصيل الحمامات فقد نقى لنا شقيقه فتحي عطية هذا الخبر الذي أكد أنه لا أساس له من الصحة و أن شقيقه لم يغادر المنزل ولم يشارك في أعمال الشغب و العنف. و قد أثرت هذه الأحداث في نشاط المؤسسات العمومية التي أغلقت اليوم ، فضلا عن عديد المحلات و الفضاءات التجارية وهو ما أدخل الجهة في حالة من الخصاصة بسبب النقص في المواد الإستهلاكية مثل الخبز ... و قد غطّى السواد المدن و المناطق التي شهدت أحداث الشغب و العنف ، فالجميع في حالة صدمة ولم يصدر ان حصل هذا بالوطن القبلي المعروف بمستوى العيش الجيد لمتساكنيه و قد أكد لنا عدد من الأشخاص أن من قاموا بالشغب و الفوضى من خارج المدن التي تعرضت للأضرار . و يبدو أن الهجوم كان منظما مما فاجأ الجميع بمن في ذلك المصالح الأمنية التي لم تتمكن من السيطرة على الوضع و ضبط الأمن في عديد المناطق وخاصة داخل المدن التي كانت بها أضرار جسيمة كما أتينا على ذلك. وبالنسبة لليوم فقد عاد الهدوء إلى جميع المدن التي حصلت بها أعمال الشغب و العنف و شاهدنا تمركز قوات الأمن بمختلف أنواعها و إنتشار الجيش الوطني المرابط أمام المؤسسات العمومية منذ ليلة البارحة. و يتطلع المواطنون المطالبون بمزيد اليقضة إلى عودة الأمور إلى نصابها في غضون السويعات القريبة القادمة حتى تعود الحياة و الحركة إلى حالتها الطبيعية.