بعد ليلة رعب وهلع بعدد من الأحياء الشعبية بإقليم تونس الكبرى على إثر ما قام عدد من المنحرفين والعصابات الملثمة انقلبت حياة المواطنين إلى جحيم لايطاق بسبب خوفهم على حياتهم الذي بات الشعور الوحيد الذي يتحكم بأعصابهم حد المعاناة . وقال سكان من مناطق العاصمة وخاصة بأحياء حي التضامن والانطلاقة وحي التحرير ودوار هيشر والجديدة وطبربة وحي هلال والسيدة والسيجومي وسيدي حسين والمروج وجبل الجلود أن مجموعات شبابية قامت بالتسلح بسواطير وسكاكين جابت الانهج مقتحمة المنازل وسط صراخ النساء والأطفال ودخلت أحياء أخرى في اشتباكات عنيفة مع أبناء الأحياء الذين تسلحوا بعصي وبنادق صيد لمنعهم من الولوج إلى منازلهم وانتهاك حرمتهم . مشهد حراسة الرجال لأحيائهم تكرر في عدد من الأحياء حيث قضوا ساعات الليل عيونا لا تنام ولاتغفل عن أي شبر من مناطقها رافضين استغلال هؤلاء المنحرفين والملثمين الوضع الأمني المنفلت وقد أفاد أعوان من الجيش الوطني تعاون الكثير من المواطنين معهم ومساعدتهم في مهمتهم الصعبة التي شملت كافة انهج وشوارع تونس الكبرى وعدد من جهات البلاد التي تكررت فيها مظاهر السلب والنهب. و يذكر في الإطار ان تدخل الجيش الذي احكم الأمن في أحياء وتميز باحتشام في أحياء أخرى ادخل بعض الطمأنينة إلى أحياء دوار هيشر والتضامن والأحياء المجاورة حسب تأكيد شهود عيان وكان محل زغاريد وتهليل عدد من العائلات التي كانت قد استنجدت بوسائل الإعلام طالبة التدخل السريع لإنقاذهم من براثن العنف الذي لم تسلم منه الفتيات والأطفال وطال الأخضر واليابس,وشمل المحلات التجارية التي افرغ الكثير من أصحابها محتوياتها خوفا من السرقة كما طالت بعض المصانع والمغازات الكبرى التي سرقت جميعها وأحرقت. وقد سمع بعد العاشرة ليلا دوي إطلاق نار بين الحين والآخر في قلب العاصمة بالإضافة إلى صوت إطلاق القنابل المسيلة للدموع في الوقت الذي حلقت فيه طائرات هليكوبتر, كما شوهدت طائرات هليكوبتر أنزلت جنودا في محاولة لاستعادة الأمن. ومن المشاهد الغريبة التي تحدث عنها الكثيرون للتونسية تجول سيارات لا تحمل ترقيما منجميا وقيام أصحابها بإحداث الهلع دون أن تعرف هويتهم وتزامنت هذه التأكيدات مع خبر نشره زملاؤنا الصحفيون يؤكد إلقاء الجيش مساء أمس الجمعة القبض على مجموعة مسلحة كانت تقوم بأعمال التخريب وإطلاق النار، وتبين أنها تعمل بأمر من أمن الدولة وتعمل تحت إمرة إدارة الأمن الرئاسي.