بعيدا عن كل الفروقات عكست الأحداث التي مرت بها بلادنا أن الكبير والصغير, العاطل والمدير , الغني والفقير تحلى الجميع بروح وطنية عالية أساسها حب تونس والذود عن مكاسبها وتشكلت بصفة تلقائية وعفوية لجان شعبية كانت عيونا ساهرة تحمي الأحياء والممتلكات العمومية وتقف بالمرصاد لمن سولت لهم أنفسهم نشر الفوضى والشغب. التونسية تحدثت لعدد من الشباب والكهول الذين تجندوا متحدين أسلحة العصابات الملثمة الفتاكة معرضين أنفسهم للخطر . الشاب حاتم الشابي من حي التحرير يقول "كوّنا لجانا شعبيا دون تخطيط مسبق أو اختيار وتطوع الجميع مسلحين غالبا بهراوات وهدفنا الوحيد حماية تونس وأكدنا بذلك أن ثروة تونس تكمن في مواردها البشرية وان أمنها يكمن في عزيمتهم وتلقائيتهم ". الشاب كامل الدخيلي دوار هيشر يقول:" غرست فينا مبادئ النضال الحقيقية وورثنا الأمر عن أبائنا وأجدادنا من المناضلين الذين قاوموا الاستعمار والحمد لله نحن ساهرون ليلا نهارا على حراسة البلاد وتطهيرها من بعض "الفيروسات" التي تحاول الاندساس في المجتمع وبث الفوضى ." محرز لسود يقول:" ان الجيش التونسي وهو يضحي بحياته من اجل حمايتنا بث فينا روح المسؤولية والوطنية ودفعنا إلى أن نكون يدا واحدة تحقق وحدة تونس وأمنها .ذلك واجبنا ونحن مسرورون بالقيام به فلا نفكر في سلامتنا بقدر مانفكر في حماية البلاد لنكون عيونها الساهرة والحمد لله في مدينة البطان وتحديدا في منطقة برج التومي كنا يقظين ونحن من أعلمنا الجيش على سيارة وزير الداخلية السابق ." محمد علي الجلاصي من المرناقية تندر بمسالة اللجان الشعبية قائلا: وعد النظام السابق بتحقيق ثلاثمائة ألف موطن شغل خلال عامين وبسقوطه خلقنا عشرة ملايين موطن شغل وخلال أيام قليلة حيث بات الجميع أعوان امن و حراسة أجرهم امن تونس وسلامة ترابها ومقابلهم معنوي بحت بعيد كل البعد عن المقابل المادي الذي تكالب عليه الكثيرون في السنوات الأخيرة وكان هدفهم الأول والأخير.. لقد تمكنا في المرناقية من إيقاف عناصر مشبوهة منهم شرطي متقاعد مع ابنيه." الشاب وسيم البوعيسي وادي الليل يقول :إضافة إلى دورنا في الحراسة ليلا وفي مساعدة الجيش والأمن على ضبط العناصر الملثمة فقد كونا لجانا تحمي المحلات التجارية وذلك لتسهيل تزويد المواطنين بالمواد الغذائية اللازمة وخاصة بالمخابز والمغازات ومحطات الوقود والقضاء على الفوضى والتهافت بشكل يضمن التوازن في التزويد وتدخلنا حتى في القضاء على بعض المحتكرين من التجار ." حمزة حواشي من حي هلال بالعاصمة نوه بإرادة التونسيين جميعا رجالا ونساء مؤكدا انه إضافة إلى الدور الأمني تكفل العديد من الشباب بتسهيل حركة المرور وتنظيف الأحياء ورفع الفضلات دون تدخل بلدي أحيانا كما تطوع الكثيرون بجمع المساعدات المالية لاقتناء مواد غذائية وتوزيعها على الأسر." واضاف قائلا: تمكننا من ايقاف 16 عنصرا مسلحا كانوا على متن سيارات منها سيارة من نوع فورد يمتطيها ضباط سامون ومع الأسف فقدنا شابا رحمه الله." وقد سجلت عديد المناطق مظاهر تضامنية خاصة بمد مأكولات ومشروبات لأعوان الجيش والأمن معتبرين الأمر ليس من قبيل الإحسان بل واجب لرد الجميل للمجهودات الجبارة والتضحيات الجسام التي قاموا بها لإنقاذ البلاد من براثن الرعب والفوضى وتوجه مواطنون كثيرون بنداء إلى الحكومة الجديدة رد الاعتبار للجيش التونسي الذي يعمل منذ سنوات في الخفاء تاركا بصمات كبيرة في جميع القطاعات بهدف تحسين الأوضاع الإجتماعية للشعب التونسي واظهر بالكاشف مدى نضاليته ووطنيته وأكد عن جدارة انه درع الوطن وحامي حماه وأنه صمام الأمان، وأنه سليل البطولات والأمجاد التي سجلها تاريخه .