قائد الطائرة محمد بن الكيلاني الذي رفض الإقلاع بطائرة الخطوط التونسية بعد أن علم بأن بعض أقارب الرئيس زين العابدين بن علي سيلتحقون بها كان ضيف منابر الحوار التي بثتها القنوات التلفزية التونسية وقد أبدى خلال تلك الاستضافات تواضعا وتميز برجولة ووطنية نادرة. حيث رفض الخوض في تفاصيل امتناعه عن قيادة طائرة تحمل على متنها "شرذمة" من المطلوبين من الشعب التونسي حتى قبل أن تبت العدالة في أمرهم ! كما أوضح قائد الطائرة العملية إلى قناة العربية قائلا: » "رفضت الإقلاع ب"القتلة وسفاكي الدماء"، وقال الكيلاني: كانوا خمسة أو ستة "من القتلة"، وكان يفترض أن يكونوا على متن الطائرة المتوجهة إلى ليون وكان على متنها 103 من الركاب، وطُلب مني الانتظار لحين وصول خمسة من أقارب الرئيس، فنظرت بعيني إلى مساعدي، واتخذنا القرار، كما أنني علمت أن باقي زملائي من الطيارين، الذين طلب منهم المجىء والإقلاع بالطائرة، رفضوا أيضا تلك المهمة. ووجه الطيار شكره إلى رجال الأمن والجيش، الذين ساعدوه في اتخاذ قراره بعدم الإقلاع، مع من وصفهم أكثر من مرة بأنهم "سفاكو دماء ومجرمو حرب". أضاف الكيلاني: أثناء اتخاذ قرار عدم الإقلاع مرت مشاهد القتلى والدماء والثكلى وأمهات الذين قتلوا في ذهني، فاتخذت القرار بكل هدوء، وأنا لا أدعي بطولة، ولكن هذا واجبي « .