القيروان-الشروق: رغم المخاض العسير فان المولود الذي يسمى «الحرية» أخذت ملامحه بالتشكل الى غاية امس الاحد في ولاية القيروان حيث عادت الحياة الى طبيعتها في ثاني يوم من الحرية وهروب بن علي عن الحكم. وقد ساهم جيشنا الوطني في حفظ امن الشعب بمعية المواطنين. وذكرت مصادر رسمية عن الجيش التونسي انه تم إيقاف عدد كبير من السيارات المشبوهة على متنها أفراد عصابات يشتبه انهم ميليشيات مأجورة الذين يجوبون الشوارع ليلا رغم فرض حالة الطوارئ ومنع الجولان، وذلك لزعزعة امن المواطنين وتشويه ملامح المولود الذي أنجبه الشعب...»الحرية». فقد تمكنت قوات الجيش المتمركزة في عدد من المناطق ووسط الاحياء من ايقاف عصابات مسلحة بشتى انواع الاسلحة النارية والبيضاء والتي يشتبه في لعبها دورا أسودا في ترويع الأهالي. واكدت مصادر ل»الشروق» انه حدثت بعض المعارك بين افراد الجيش والعصابات المشبوهة في مداخل مدينة القيروان تمكن الجيش على اثرها من اعتقال عدد من المشتبه فيهم. كما ساعد في ذلك عدد كبير من المواطنين الذين شكلوا لجانا شعبية لحماية الأحياء والتي انخرط فيها مختلف فئات الشعب بهدف الحفاظ على الثورة الشعبية التصدي للعصابات المشبوهة. وقد نجحوا في عديد المعتمديات من ايقاف بعض عناصر الحرس الرئاسي المشبوه فيه وتبين انهم من أنصار وحرس الرئيس الهارب. وقد تم اعتقال المشبوه فيهم وحجز ما بحوزتهم من أسلحة وأموال ومصوغ تم نهبها من عدة محلات قصد بث الفوضى وتواصلت عمليات مراقبة الجيش لمداخل المدينة طيلة يوم امس الاحد وحماية المؤسسات العمومية والأحياء السكنية. زغاريد الحياة من جهة ثانية استيقظت مدينة القيروان متفائلة امس الاحد حيث دبت الحياة في شرايين الجهة وشهدت الانهج والطرقات حركية كبرى تجارية. كما فتحت المقاهي والمحلات التجارية ابوابها امام الحرفاء. وفتحت المخابز والمغازات واسواق الخضر ومختلف المواد الاستهلاكية التي كانت متوفرة كما شهدت اسواق الخضر حركية معهودة رغم ارتفاع اسعار بعض المواد. مشاعر مفعمة بالفخر تتنفس «حرية» افتكتها من نظام مستبد جثم على الأنفس طيلة ربع قرن، وتفاؤل كبير رغم الحذر والتحفز وعمليات الحراسة والمراقبة المستمرة. وأطفال يرتعون أمام المنازل وقطعان خرفان ترعى ما جادت به الأرض من خضرة تحرسها السماء المشرقة. زغاريد وهتافات تعلو مع كل عملية إيقاف او تصدي يقوم بها الجيش ضد المخربين من ازلام العصابات المخربة التي تحسد الشعب على حريته وتريد ان تعيده الى مستنقع الخوف والدماء...لكن الشعب بدا متفائلا لانه أصبح هو ما يقرر مصيره بنفسه تحت رعاية بنادق الجيش الوطني. ولعل ما ينتظره الأهالي هو عودة التلاميذ والطلبة الى الدراسة حتى تستأنف الحياة بشكل طبيعي ووان تتحدى صانعي الخوف المتخفيين.